[صقر قريش]

وأبدى مدير مركز شرطة بالأحساء- فضل عدم ذكر اسمه- خشيته من ان تتحول المشكلة من مجرد استخدام قلة من الشباب للسلاح الأبيض الى ظاهرة يصعب السيطرة عليها، و يأتي تخوفه من البلاغات التي ترد لجهة عمله المتضمنة إصابات بالغة بفعل السلاح الأبيض الذي يستخدمه شباب صغار السن في مشاجراتهم مع زملائهم . ،داعيا الى وضع الحلول المناسبة وتكاتف الجميع للتصدي لهذه المشكلة . وحمل الثقافة الغربية وأسلوب التربية، وما تبثه الأجهزة الإعلامية المرئية بغرس العدوانية في نفوس بعض الشباب ،منوها الى تغير أسلوب المشاجرات وأصبح عنيفاً مع توافر السلاح الأبيض في الأسواق وسهولة الحصول عليه . وقال بعض البلاغات التي وردت إلينا تبين منها أن بعض الطلبة المتهمين فيها يعانون من التفكك الأسري وضعف الرقابة المنزلية عليهم، إضافة إلى بلاغات أخرى من هذا النوع العنيف المدان فيها مجموعة من الشباب المراهقين العاطلين عن العمل الذين يعانون من وقت فراغ طويل ،مؤكدا بأن ظاهرة العنف بين الشباب أصبحت ملحوظة وملموسة ولا يجب الاستهانة بها أو إهمالها . ولفت، الى أهمية دور لجان التنمية الاجتماعية في الأحياء ورجال الدين عبر منابر المساجد بالتدخل لمواجهة هذه المشكلة المؤرقة وتنظيم محاضرات توعوية للشباب تنبههم فيها لخطورة وضرر استخدام السلاح الأبيض وتوضيح العواقب المترتبة على ذلك .
اضطرابات نفسية
وفي دراسة قامت بها لجنة تنمية اجتماعية حول مشاكل الأحداث المنتشرة بينهم والأكثر شيوعاً مثل السرقة والفاحشة والمشاجرات بينت ان سببها الأساسي الاضطرابات النفسية التي يعاني منها بعض الشباب بفعل سلوكيات تربوية خاطئة داخل الأسر، إضافة إلى تشاجر أفرادها بعضهم مع بعض . وتقول الدراسة التي أقيمت في هذا الإطار: «ليس بغريب استخدام بعض الطلاب السلاح الأبيض في المشاجرات لأن ذلك من ضمن التصرفات التي يكتسبها الطفل من الأسرة لمشاهدته للعنف الموجود بين الأم والأب مثلا أو بين الإخوة ما يغرس داخله نزعة العنف الذي قد يكون بسيطاً فلا يخرج عن الملاسنة مع زملائه أو دموياً باستخدامه السلاح الأبيض في خلافاته مع أي كان» . و تبين الدراسة أن عنف الشباب واستخدامهم الأسلحة البيضاء بدأت تظهر بصورة واضحة خلال الفترة الحالية لتطور العنف الأسري نتيجة مجريات الحياة، حيث هناك العديد من قضايا الطلاق وغيرها، وعدم تحميل وسائل الإعلام المسؤولية وحدها .
حوارات
وقال الشاب محمد الدوسري: أحاول جاهداً الابتعاد عن المشاكل مهما كانت اسبابها إلا أن هناك اشخاصا لا ينفع معهم الشيمة ولا الحشمة ولا التقدير ولا بد من الوقوف في وجوههم، وهذا ما حصل لي مع احد الشباب الذي اصبح يتعرض لي بين الحين والآخر في الطرقات وتشاجرت معه واستخدمت السكين وحصل ما حصل . ولفت إلى أن اسباب المشاجرات بالعادة تافه وسهولة الحصول على مطاوٍ وتوافرها بأشكال وأنواع كثيرة، كما أنها تعتبر عزوة في أيدي الكثير من الشباب . وأبدى رجال تربية وتعليم يعملون في الميدان « المدارس» أسفهم للوضع الذي وصل إليه بعض الشباب والذين يلجأون حين التشاجر الى استخدام السلاح الأبيض ،منوهين بأن غالبية أسباب هذه الاعتداءات تافهة ولا تستحق . ولفتوا الى ان اقبال الشباب على أفلام العنف أدت الى تنمية السلوك العدواني في نفوس بعضهم فضلاً عن دور أصدقاء السوء في تنامي السلوكيات غير القويمة لدى زملائهم وتزايد المشكلات مع نهاية كل عام دراسي للفراغ الذي يعيشه الحدث خلال فترة الإجازات، إضافة إلى دور الأب في عدم رعاية ومراقبة أبنائه . وبينوا أن الفراغ الذي يعيشه كثير من الشباب وغياب المراقبة يدفعهم إلى ممارسة مثل هذه السلوكيات او المشاركة في مشاجرات طلابية دموية مؤكدين بأن المشاجرات اودعت اكثر من 26 طالباً دار الرعاية الاجتماعية للأحداث إلا أن بعض أصحاب هذه الحالات كانوا من مرتكبي المشاجرات العنيفة التي استخدمت فيها الأسلحة البيضاء ما أدى الى اتهامهم بالشروع في القتل . ودعوا إلى تكاتف الجهود للقضاء على مثل هذه المظاهر من خلال توفير أندية شبابية طيلة العام الدراسي وفي الإجازة الصيفية واستيعاب الأعداد الكبيرة من الشباب، إضافة الى البرامج الهادفة والمكثفة التي تقدم فيها ، فضلاً عن التحاق بعض الشباب بالعمل في الشركات والبنوك خلال فترة الصيف، ولفت العديد من مديري ووكلاء مدارس إلى قيامهم بحملات تفتيشة مفاجئة على الفصول والعثور على أسلحة بيضاء لدى الطلاب . . والذين يبررون بأنها بحوزتهم بهدف الزينة والحماية لهم وليس المشاجرات . وبيّن أحد مديري المدارس الثانوية بأنهم صادروا أكثر من 50 سكينا« مطواة» لدى طلاب المدرسة واتخاذ الاجراءات الرسمية حيال مالكيها