[صقر قريش]

قبل أن يصل إلى الناس


د. ياسر حسن سلامة
الإعلانات التي تنشرها بعض الصحف الصغيرة أو القنوات الفضائية عن المنتجات الصحية والابتكارات الدوائية الجديدة وفوائدها التي لا تعد ولا تحصى أغلبها مضللة للمستفيد وغير مثبتة أو مؤكدة علميا.. وأكاد أجزم أن هذه الإعلانات التي تحاكي وتلامس مشاكل وأمراض الناس ما هي إلا نصب واحتيال و99 في المئة منها دون مرجعية بحثية وعلمية.. فقد نجد إعلانا عن دواء يعالج السكر وفي نفس الوقت يعالج مرض الضغط وأمراض القلب، وقد نجد إعلانا لدواء آخر سره باتع استطاع أن يزوج الثمانيني لأربع نساء في ليلة واحدة، وإلى آخره من إعلانات الدجل والنصب.
المشكلة ليست فقط في الشركات التي تنتج أو تستورد مثل هذه المنتجات الرخيصة لتجني من ورائها أموالا طائلة بطريقة غير مشروعة ولكن في المؤسسات والجهات الإعلامية التي من المفترض أنها تحمل رسالة لا أن تساهم في أذى وضرر الناس مقابل أي ربح من أية جهة.. لذلك يجب أن نؤكد أن هناك معايير واضحة وثابتة دوليا لفسح أي دواء أو منتج طبي من الطبيعي أن تستخدم في وزارة الصحة وهي الجهة المسؤولة عن ترخيص المنتجات الطبية، ولهذا يجب أن تعطى الحق الكامل في ملاحقة ومحاسبة الجهات التسويقية والدعائية إذا ما أعلنت عن منتجات طبيعية دون التأكد من وجود ترخيص أو فسح وزارة الصحة لها.
وبهذا قد نكون حمينا الناس واستخدمنا أسلوبا أكثر فعالية من سحب الأدوية المتكررة في هذه الأيام بعد انتشارها واستخدام المرضى لها دون العلم بضررها.. والله الموفق.