في لقائه بشباب الأعمال بغرفة الرياض .. المطوع:
خسرت في مشروع مستشفى لندن بسبب تعجل أحد الشركاء في الحصول على الأرباح ومن استثمارنا في الطيران والقطاع المصرفي حصدنا النجاح
وجه المهندس ناصر بن محمد المطوع رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات سمامة شباب الأعمال إلى ضرورة الجد والاجتهاد والإتقان في العمل والصبر والإخلاص ومواصلة التعلم والتدريب والبحث عن كل جديد ومبتكر، مشيراً إلى أن ذلك يقودهم حتى لتحقيق النجاح في عالم التجارة والمال.
جاء ذلك في لقاءٍ مفتوح عقد مساء أمس الأول بغرفة الرياض حضره عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، وفهد بن ثنيان الثنيان رئيس لجنة شباب الأعمال وجمع من كبار المسؤولين في الغرفة وحشد كبير من الشباب، وأدار الحوار بدر العساكر عضو لجنة شباب الأعمال والأمين العام لجائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال، فيما تم نقل اللقاء عبر الدائرة التلفزيونية لشابات الأعمال بالفرع النسائي بالغرفة.
وحذر المطوع الشباب إلى عدم الالتفات إلى " المطبلين والدجالين" من أدعياء التجارة الذين يبيعون الوهم ويضللونهم ويعرضون أموالهم للضياع والخسارة.
وشدد على حسن اختيار شركاء الاستثمار، لأن الشريك غير الواعي قد يقود الاستثمار للخسارة، كما نبه إلى الدقة في انتقاء الموظفين والعاملين بالشركة، وزاد فالعامل المنتج والشريف ينهض بالعمل ويدفع بالأداء، بخلاف غيرهم من غير المؤهلين والأفاقين. وأشار إلى ما سبق أن رواه عبدالرحمن الجريسي من أن اثنين من حملة الدكتوراه تسببا في تعرضه لخسارة مائة مليون ريال .
وحض شباب وشابات الأعمال على إجادة اللغة العربية لغة القرآن الكريم ولغة ثقافة وتراث الأمة، مشيراً إلى أنه دائماً يقرأ في الأدب والشعر لترقيق الوجدان وتعميق ثقافته العربية وتثبيت جذورها، وقال إن أسوأ شيء يراه في الموظف أن يكتب خطاباً ركيكاً ومليئاً بالأخطاء الإملائية والنحوية.
كما دعاهم لتعلم الإنجليزية لتفتح ليهم آفاقاً واسعة في العمل والاستثمار، كما نصحهم بالسفر للخارج للتعرف على تجارب وخبرات الشعوب، والخروج من القوالب التقليدية التي اعتادوها وتتحكم في تفكيرهم .
وعن التجارب الفاشلة في مسيرته العملية قال المطوع "إن حياة المرء لا تخلو من العثرات والزلل، لكن عليه أن ينطلق من الفشل إلى النجاح، فحالات الضعف والخسارة لا يجب أن تسمح بانكسار الرجال" وروى كيف خسر هو وشريكه الأمير محمد بن سعود الكبير الذي وصفه بأنه من أكثر المستثمرين ذكاءً ونجاحاً، في مشروع معرض كبير لبيع الملابس التي كانا يستوردانها من هونج كنج نظراً لجودتها ورخص أسعارها مقارنة بالأوربية، لكن المشروع لم يصادفه النجاح، فاضطرا لإغلاقه بعد الخسائر .
وقال إن الخسارة أمر وارد في التجارة والاستثمار، ولا يعني ذلك فشل المستثمر فقد يحسب للأمر حسابه لكن التوفيق لا يصادفه، وقد تكون الأسباب مرتبطة بتحولات مفاجئة في السوق وليس للمستثمر دخل فيه، أو ربما لبعض التقديرات الخاطئة التي لا يمكن أن ينجو منها أي مستثمر، واستشهد في ذلك بأحد أشهر المستثمرين الأمريكيين وهو "وارن بافيت" الذي خسر 500 مليون دولار استثمرها في شركة جنرال موتورز في اليوم التالي لاستثمارها .
كما تحدث عن مشروع إنشاء وإدارة مستشفى في لندن، فقال إن المشروع كان ناجحاً، ونبعت فكرته من شيوع سفر الأسر السعودية والخليجية آنذاك لبريطانيا من أجل العلاج، قبل النهضة الحاصلة اليوم، ففكر هو وعدد من المستثمرين بإقامة مستشفى سعودي هناك، لكن المشكلة تمثلت في تعجل الشركاء الربح بعد عام واحد، وقال: "إن هذا النوع من الاستثمار يحتاج لإنفاق كبير ولا يعطي الربح سريعاً، فاضطررنا لبيع المستشفى ولم نخسر فيه بل كسبنا، والذين اشتروه باعوه بعشرة أضعاف ثمنه"، وقال إن هذا يعطي درساً بأن من المهم اختيار الشركاء ذوي الخبرة والوعي، وليس مهما فقط نوع الاستثمار .
وعن استثماراته الخارجية أوضح المطوع أنه يملك وشركاء مستثمرين مشاريع في أمريكا، باكستان، الهند، البحرين، وأوربا، وأشار إلى أن من بين هذه المشاريع مشروع شركة طيران هيليكوبتر في نيويورك، وبنك في البحرين، وقال إنها مشاريع ناجحة .
وكان عبدالرحمن الجريسي قد تحدث في بداية اللقاء، مرحباً بالمطوع وأثنى على تجربته الناجحة في عالم التجارة والمال، مؤكداً ثقته فيما سيقدمه من نصائح لشباب وشابات الأعمال، وقال إن كثيرين استمعوا لتجارب أخرى ناجحة في هذه القاعة، ثم تمكنوا من ارتياد عالم التجارة، معرباً عن أمله في أن يخرج نماذج أخرى من رجال الأعمال من هذا اللقاء. وأكد الجريسي أن عناصر نجاح أي رجل أو سيدة الأعمال "تكمن في التمسك بالصدق مع الله والنفس، والإخلاص في العمل وإتقانه، والإصرار على النجاح والاستمرار في الميدان دون يأس أو تململ مهما واجهته من عقبات، فمن المحن تأني المنح، ومن الليل يبزغ الفجر".