رد: اخبار الاقتصاد ليوم الخميس 3/2 رد: اخبار الاقتصاد ليوم الخميس 3/2 رد: اخبار الاقتصاد ليوم الخميس 3/2 رد: اخبار الاقتصاد ليوم الخميس 3/2 رد: اخبار الاقتصاد ليوم الخميس 3/2
أكدت أن غيابها يؤثر سلباً على الحي السكني
دراسة حديثة تشدد على أهمية دور مراكز الأحياء للرقي بالمناطق الفقيرة
استعرضت دراسة عن دور مراكز الأحياء للرقي بالمناطق الفقيرة قام بإعدادها الدكتور خالد بن سكيت، والدكتور أحمد المحيميد، بينت أهمية مراكز الأحياء من الناحية الاجتماعية والأمنية، مؤكدة على أن غيابها يؤثر سلباً على الحي السكني، ولذلك فإنه في حالة وجود مراكز أحياء مؤهلة فإنها يمكن أن تلعب دور الحاضنة والجهة الاستشارية للسكان خاصة في الأحياء الفقيرة من أجل الارتقاء بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي لهم، حيث إن غياب هذه المراكز وخاصة في الأحياء الفقيرة يساهم في استمرار دائرة الفقر داخل تلك الأحياء، ما يجعل ساكنيها فئة تمثل عبئاً على المجتمع بدلاً من أن تكون مصدراً ومورداً للإنتاج والتطوير المستمر.
وبينت الدراسة أن التخطيط لفكرة إنشاء مراكز الأحياء بدأت في عام 1425ه، من الجانب الرسمي، حيث أعدت وزارة الشئون الاجتماعية خطة لذلك وحددت خمس مناطق رئيسية بالمملكة لبدء التنفيذ، إلا أن هذا الارتباط بالوزارة يعتبر مشكلة كبيرة حقيقية لنجاح وتنفيذ مراكز الأحياء لكثرة الإجراءات الروتينية وقلة الموارد الممنوحة، لذلك من الأفضل أن تكون هذه المراكز مستقلة تماماً عن الدولة أو في أسوأ الحالات مرتبطة بالمجلس البلدي.
ويعد مركز الحي السكني هو خدمة عمرانية تتكون من مبان وفراغات وملحقاتهما بما في ذلك المسطحات الخضراء والملاعب والممرات والمواقف وجميع العناصر الأخرى المرتبطة بتأدية المركز لوظيفته، ويمكن تقسيم تلك الخدمات إلى عدة فئات منها الخدمات الدينية (المساجد)، والخدمات الثقافية ( كالمكتبة، صالة القراءة، وغيرها)، والخدمات رياضية ( كالمسابح، الملاعب)، والخدمات الاجتماعية والترويحية (كصالات الالتقاء والنشاطات الاجتماعية)، على أن يتم تصميمها وفق معايير تخطيطية تحكم عملية التطوير لجميع العناصر السابقة، وتشمل هذه المعايير العديد من المواضيع مثل التوجيهات العامة التي يجب أن يلتزم بها المصمم، ومستوى الدقة للخرائط المساحية، واحتياجات الفئات الأخرى في المجتمع مثل المعوقين، واستخدام المواد المستدامة في التصميم.
ويمكن تقسيم المعايير الخاصة بتصميم مراكز الأحياء إلى ثلاث فئات هي معايير عامة، ومعايير خاصة بالموقع، ومعايير خاصة بالمبنى، فالمعايير العامة تهتم بالتزام مركز الحي بالضوابط العمرانية والقوانين التي سنتها المدينة وهي تشمل العديد من البنود مثل التنسيق مع الجهات المختلفة والتجاوب مع اشتراطاتها (مثل اشتراطات الدفاع المدني) والالتزام بالكود العمراني للمدينة المعنية وغير ذلك من المواضيع ذات العلاقة.
أما المعايير الخاصة بالموقع فهي تهتم بحالة الموقع مثل اختبار التربة وتجهيز الموقع وتحديد موقع المبنى على الأرض وتوزيع المواقف والإنارة وإعداد الغطاء النباتي والتشجير، بالإضافة إلى تطوير خطة الصرف السطحي للموقع بأكمله، وفيما يتعلق بالمعايير الخاصة بالمبنى وعناصره فإنها عادة تقسم إلى الفراغات الداخلية والخارجية والتي تتطلب كل منهما اشتراطات خاصة تتواءم مع المناخ والبيئة المحيطة واحتياجات المستخدمين.
وتطرقت الدراسة لمشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري كحالة دراسية، والذي يعتبر من أهم المشاريع الخيرية التي تعمل على تحويل الطبقة الفقيرة من السكان غير القادرة على دفع تكاليفهم المعيشية بسبب عدم تملكهم للسكن المناسب أو عدم قدرتهم على دفع قيمة إيجارات السكن إلى منتجين وفاعلين في المجتمع، وذلك من خلال تقديم برامج تدريبية تنموية دون مقابل لتأهيلهم وتنمية قدراتهم الذهنية والإنتاجية، ويتميز مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري بتكامله من الناحية الاقتصادية، حيث يتوفر فيه جميع الخدمات والمرافق الخاصة به، من شوارع وميادين وأرصفة وحدائق، إلى جانب الاهتمام بالجودة والطابع الجمالي، والعناية باختيار المواد الملائمة للبيئة وتقوم إدارة المشروع بصيانة مرافقه، بما في ذلك الوحدات السكنية من الداخل، الأمر الذي يكفل استمرارية الجودة وكفاءة الأداء وحسن المظهر لكل مكونات المشروع. ويحتوي كذلك على مراكز للأنشطة الاجتماعية والثقافية وغيرها لسكان المجمعات والأحياء المجاورة وحدائق لصقل واستثمار طاقات وكفاءات الساكنين واستثمار أوقات فراغهم في ما يعود عليهم بالنفع. وأوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بمراكز الأحياء وتطبيقها كفكرة على المناطق السكنية في العالم العربي وخاصة في الأحياء الفقيرة منها من اجل النهوض بالمستوى المعيشي لتلك الأحياء وانتشال ساكنيها من مستنقعات الفقر والاعتماد على الغير إلى الاستقلالية الاقتصادية التي تضمن لهم حياة كريمة وعزيزة