المهندسون يقللون من خطورة الصدأ في الحديد المستعمل في الجسور بجدة
اليافي: الحديد العادي أفضل من الحديد الايبوكسي الملون في تنفيذ الجسور
جدة - سالم مريشيد ، تصوير - محسن سالم:
قلل عدد من المهندسين المدنيين من خطورة الصدأ الذي يصيب الحديد في أعمدة وجسم الكباري التي يتم العمل في استكمال إنشائها في عدد من التقاطعات بشوارع جدة والذي نتج عن تأخر العمل في هذه الجسور في الشهور الماضية بسبب غلاء مواد البناء والحديد.وقال المهندس موفق الهاشمي إن الصدأ إذا لم يكن عميقاً لا خطورة منه وكل ما يحتاجه إصلاح هذا الأمر هو تنظيف الحديد بفرشاة ونفض الصدأ بالهواء أو رش الحديد بالرمل حسب درجة الصدأ ومن ثم وضع الخرسانة المسلحة.. مشيراً إلى ان وجود قليل من الأكسدة على الحديد تساعد في التصاق الخرسانة الجاهزة بالحديد بقوة أفضل من التصاقها على الحديد اللامع. وحذر المهندس الهاشمي من تأخير العمل في إنجاز هذه المشاريع وضرورة وجود متابعة ميدانية أثناء العمل بها للوقوف على مدى التزام الشركات بتنفيذها حسب العقود والمواصفات. من جهته قال المهندس طارق اليافي إن استخدام الحديد العادي أفضل من الحديد الايبوكسي الذي ألغي من الكود بعد أن ظهرت بعض المشاكل من استخدامه، مشيراً إلى أن الصدأ إذا كان عميقاً يرش بالرمل ويتم حساب قطر الحديد فإذا نقص القطر مثلاً من (16) مم إلى (14) مم تضاف له كميات اخرى من الحديد تعادل النقص، والمشكلة الأهم التي تعاني منها المشاريع في جدة هي تأخير العمل في تنفيذ هذه المشاريع الذي يكون ضررة أكثر خطورة. إلى ذلك قال المهندس هشام عابدين الخطورة من التأكسد الذي قد يحدث للحديد المستعمل في إنشاء الجسور في جدة بسبب الرطوبة يمكن علاجه ولكن الخوف الأكبر ألا تتقيد الشركات المنفذة بالشروط المعتمدة في العقود وأن تحدث أخطاء بعد التنفيذ لا يمكن علاجها بسهولة مثلما حدث في كوبري تقاطع فلسطين مع الستين، وهي أمور تحدث بسبب غياب المتابعة الميدانية من الجهات المعنية أثناء التنفيذ
وجهة نظر
الهندسة وسلوك الناس
م. صالح بن ظاهر العشيش
الهندسة شأنها شأن بقية التخصصات التطبيقية أو المهنية وجدت لرفاهية الناس والارتقاء بجودة حياتهم ومعاشهم، ولهذا لا بد لها من مراعاة السلوك الجمعي أو ما يسمى ثقافة المجتمع في مدخلات التصميم الهندسي لمشروعات التنمية بمفهومها الشامل حتى تكون المخرجات محققة قدر الإمكان لحاجات الناس ضمن القدر المعقول من سلوكهم العام وبما يحقق توازن التكلفة المادية، وفي الوقت نفسه لا تدع مجالاً أيضاً قدر الإمكان لسوء الاستخدام وحمق التصرف حتى نحد من زيادة تكاليف التعديلات اللاحقة وتفادياً لخفض الأداء أو الإنتاجية ومنعاً لرفع تكاليف التشغيل والصيانة.
نعلم جميعاً أن الحلول الهندسية مكلفة مادياً بالمقارنة بالحلول السلوكية ولكن هذا لا يمنع من التسديد والمقاربة قدر الإمكان حتى لا تكون التكلفة اللاحقة عالية والجهد مضنياً وتعطيل الانتفاع بمخرجات الهندسة أشمل. إن الحلول السلوكية تحتاج إلى وعي عام وهذا يحتاج إلى تضافر جهود حثيثة وتنسيق مكثف ومن جهات كثيرة وتستغرق وقتاً طويلاً، وإلى أن يحصل هذا الوعي لدى الناس نضطر إلى الحلول الهندسية.
وحتى نوضح الصورة نضرب على ذلك مثالاً لتقريب المعنى وبيان المقصود، وهو التعديلات التي جرت لشارع الجامعة بمدينة الرياض، فهذه التعديلات ُأحدثت في الأصل لتخفيف مشكلة ازدحام المركبات في هذا الشارع بإيجاد مسار جديد وخاص بالمركبات المتجهة يساراً، لكن الذي حصل أن سائقي هذه المركبات يأخذون مسار اليسار لقصر طابور الانتظار فيه عند مواقع الإشارات ومن ثم يدخلون على المسار الرئيسي بعد الإشارة مسببين ازدحاماً وإعاقة لمن تقيد بأنظمة المرور وأفضلية السير ما سبب ازدحاماً أكثر من السابق (قبل التعديلات). فهل تمت مراعاة سلوك الناس عند التخطيط للتعديلات التي أجريت على هذا الطريق؟!!!