عرض مشاركة واحدة
قديم 01-29-2009   رقم المشاركة : ( 3 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الخميس 3/2

الجزيرة:الخميس 03 صفر 1430 العدد 13272
مناهجنا وغيابها عن واقعنا الاجتماعي

اطلعت على ما كتبه الأخ حمدين الشحات محمد في عدد الجزيرة 13262 وتاريخ 22-1-1460هـ في رده على مقال كتبته في صفحة الرأي بعنوان: (أحرجتني ابنتي يا معالي الوزير) وقد علق على بعض الملاحظات التي لم تؤد إلى الوصول إلى صلب الموضوع وهو عدم ملاءمة المناهج لطلابنا وأنها لا تزال بعيدة عن واقعنا الاجتماعي كذلك تدريسها لم يكن بالشكل الصحيح الذي تم تأليفها من أجله، إضافة إلى واقع المدارس الذي لا يزال يفتقر إلى معظم المرافق الدراسية مثل الصالات وورش العمل والأجهزة الحديثة.
وقد ذكر أنني عممت على الخريجين والمعلمين في مقالتي، والصحيح أنني أقصد بذلك الأغلبية كأن نقول جيل اليوم وشباب اليوم ونساء هذا الزمان، حيث إنه ليس المقصود من العبارة شموليتها للجميع ولكنه الغالبية بعكس الزمان الماضي أو الأجيال السابقة التي كان لها ميزاتها وعيوبها.
أما المناهج ومحاكاتها لعقل الطالب ومطالبته بالإبداع فلا المعلم مهيأ لذلك ولا المدارس أيضاً مهيأة لكي تقام بها لقاءات حوارية بين الطلبة والمعلمين لفهم الموضوع. فلا نزال في حقل تجارب كما أن كتابتي لم تكن من فراغ فقبل أن أكون ولي أمر فإنني معلم أمضيت أكثر من 25 عاماً بين المواد الدراسية وبين تحضير عقيم وسجل واجبات مرهق وواجبات أقرب ما تكون للروتين وزيادة أعباء على المعلم الذي هو في الأصل لديه ما يكفيه من الحمل الذي يرهق كاهله مع أنها لا فائدة منها للطالب أو التلميذ كما تسميه.
فلا تزال المناهج بعيدة عن الواقع للطالب والطالبة فكيف بطالبة في الصف السادس على أبواب المرحلة المتوسطة لا تفهم شيئاً في الخياطة يطلب منها والدها إصلاح (زرار ثوبه) وتقول لا أعرف يا أبي؟ بل أنت ساعدني بحل الواجب المدرسي.
إن ما تحتاجه الفتاة هو قليل من التعامل مع المطبخ والخياطة وتربية الأطفال والأمور الأسرية والتربوية التي نحن بأمس الحاجة إليها في حياتنا اليومية.
أتذكر في بداياتي عندما حضر المشرف التربوي منذ أكثر من 20 عاماً في مادة الرياضيات وكنت قد حذفت أكثر من 5 دروس لم أستطع فهمها كمعلم عندما أحسست بصعوبة إيصالها إلى طالب المرحلة الابتدائية؟.
وكنت مستغرباً كيف بمن يحمل المؤهل الجامعي ويفكر كثيراً ليعرف الجواب ويحاول أكثر من مرة وأحياناً يستعين بآخرين، والمناهج تطالب الطفل الصغير بأن يدرس هذه المعلومات التي هي أعلى من مستوى عقله وتفكيره.
عندها عاتبني المشرف وقال هذه مناهج لا يستطيع أحد أن يحذف منها شيئاً إلا لمن وضعها في الوزارة.
وبعد سنوات حذفت هذه الدروس ومعها غيرها وهي التي وضعت بعيدة عن الميدان التربوي دون إدراك لما يستطيع الطالب في تلك المرحلة تقبله وفهمه.
أما عن التفكير والإبداع فإن المناهج والمقررات قبل أن تسلم للطالب يجب أن يكون المعلم مدركاً لها ولديه الخبرة الكافية للتعامل معها فمن المعروف أن المناهج تحتاج إلى ما يشبه ورش العمل داخل المدرسة يكون الحوار بين الطالب والمعلم والطالب وزميله حتى ينتهي الدرس بمعطياته واستنتاجاته لا أن يكتب في سجل الواجبات تمرين 4 و5 ص34 ثم يضرب المعلم بالعصا مرتين على طاولته وهو يقول: انتبهوا لا تنسون الواجب بكرة؟.

ثم تبدأ حالة الاستنفار في البيت لحل هذه المسائل غير الموجودة في الكتاب لأن المؤلف وضعها لتحل في المدرسة تحت إشراف المعلم. وتكون حملاً ثقيلاً على الطالب وهو لم يكن في الحسبان عندها يتذكر الطعم الذي وضع له في الأسبوع التمهيدي عندما كان في الصف الأول واستقباله بالحلوى والعصير والابتسامات ثم يصير حاله بهذا الشكل من الخوف والرعب اليومي حتى أن حصص الفنية لا تخلو من الطلبات التي تجعل منها حملاً ثقيلاً بدلاً من أن تكون للرسم والتسلية.

كما أن مقياس نجاح المعلم على مستوى مدير المدرسة والمشرف التربوي ليس بما فهمه الطالب من المادة فقط بل بعدد من الأمور التي قد تشغل المدرس أكثر مما هو مشغول مثل الإشراف اليومي والتحضير والكتابة في سجل الواجبات والوسائل واللوحات المشاركات المختلفة والأنشطة التي جعلت من المعلم يفكر في وضع سكرتير معه لمساعدته في عمله اليومي الذي أخل به الروتين المصاحب للمواد الدراسية كأعمال إضافية جديدة.

محمد عبدالله الحميضي - شقراء
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس