[صقر قريش]

الجزيرة :السبت 5-2-1430 هـ العدد :13274
التربية لم تراعِ البرد واختبارات الكبار
طلاب (الابتدائي) لماذا يستمرون أسبوعين؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تصدر وزارة التربية والتعليم قرارات جديدة فإنني أضع دائماً يدي على قلبي خوفاً من تبعات هذه القرارات وذلك لأن الوزارة قد عودتنا في بعض الأحيان على قرارات ارتجالية بعيدة كل البعد عن التأني والتدقيق واستقراء واقع الميدان التربوي أو على الأقل دراسة أي قرار قبل أن تصدره إلى المدارس وإدارات التعليم فقبل أيام قليلة قرأت في الصفحة الأخيرة من جريدة الجزيرة الخبر المنشور في العدد رقم 13265 بعنوان (التربية تؤكد استمرار دراسة طلاب الابتدائي إلى 23-2)، وذلك على الرغم من أن كثير من المعلمين والمعلمات في المرحلة الابتدائية قد قاموا مع بداية العام الدراسي الحالي بتوزيع المقررات والمواد الدراسية على ستة عشر أسبوعاً أسوة بزملائهم في المراحل المتوسطة والثانوية وذلك باعتبار أن الأسبوعين الأخيرين من الفصل الدراسي الأول واللذان يمثلان الأسبوع السابع عشر والأسبوع الثامن عشر هما فترة اختبارات عن نهاية الفصل ولذا أعتقد كثير من المعلمين وأولياء أمورهم بأن ستة عشر أسبوعاً من الدراسة تعتبر وقتاً كافياً جداً لطلاب صغار وخاصة إذا علمنا أن مقررات هذه المرحلة قصيرة جداً بحيث لا تتعدى الدراسة في بعض المواد العشر دروس ولذا لا تحتاج إلى هذا التمديد في أيام ليس من ورائها سوى مصاريف سوف تدفع خلال تلك الأسبوعين في التكييف والتدفئة والكهرباء وفي تشتيت انتباه بعض الأسر التي تجد نفسها تائه بين أعداد الأبناء الكبار للامتحانات الفصلية أو في إحضار الصغير وأخذه إلى المدرسة كما أن قصر الإجازة على الأسابيع الستة عشر سوف يخفف من الازدحام المروري الذي يحدث دائماً في أيام اختبارات طلاب المتوسطة والثانوية والكليات الجامعية والمعاهد، ولذا كنت أتمنى لو أخذت الوزارة قبل إصدار مثل هذه القرارات في حسبانها أننا نعيش في هذه الأيام وخاصة في عدد من المناطق الشمالية أجواء شتوية متقلبة وقاسية وشديدة البرودة والصقيع ولذا لن يضر لو تم تقديم الإجازة أسبوعين من أجل أبنائنا طلاب المرحلة الابتدائية الذين لا تستطيع أجسادهم الغضة والنحيلة مقاومة البرد الشديد، كما أنه ليس من المعقول أن يدرس طلاب المرحلة الابتدائية يوم دراسي كامل لفترة أسبوعين فيما يخرج غيرهم من طلاب المراحل المتوسطة والثانوية الذين يكبرونهم سنا وجسماً كل يوم مبكرين من قاعات الاختبارات ولذا يجب على الوزارة أن تراعي الفارق الكبير في السن وما سيحدث من مشاكل .
محمد بن راكد العنزي
عكاظ : السبت 05-02-1430هـ العدد : 2785
ضوابط التعليم عن بعد وأخلاقياته
بين اعتماد شهادات التعليم عن بعد ورفض اعتمادها مسافة كبيرة، تختلط فيها مخاوف التزوير والارتجال في منح الدرجات العلمية لمن لا يستحقها في جدية العملية التعليمية، على نحو يجعل من تقبل التعليم عن بعد مظهرا من مظاهر التساهل الذي يبلغ حد التفريط في تثمين التعليم وتحصينه من الفوضى والمحسوبية والمتاجرة بالشهادات العلمية . هذا من ناحية، و من ناحية أخرى فإن الاستفادة مما حققته الوسائل التقنية الحديثة من تطور في وسائل التعليم على نحو مكن من تجاوز مفهوم الفصل الدراسي وإحصاءات الحضور والغياب وحيزي المكان والزمان وهو الأمر الذي يجعل من رفض التعليم عن بعد مظهرا من مظاهر التخلف والعجز عن استيعاب التقنية الحديثة، بل تعبير عن الرغبة في الانغلاق كذلك . بين القبول والرفض تبقى المسألة بحاجة ماسة إلى قرارات تنبني على دراسات جادة، تحفظ للتعليم مكانته في الوقت الذي لا تقف فيه حجر عثرة دون الاستفادة من وسائل التقنية الحديثة، وكذلك لا تحجر على الراغبين من الاستفادة من التعليم فرصة تطوير إمكاناتهم وقدراتهم . ومع ذلك كله فإن من المتوخى أن يكون أي فسح يمنح للجامعات التي يقوم نظامها على التعليم عن بعد، يعني قبول ما تمنحه من شهادات واعتمادها لكي تكون جزءا من كفاءة حامليها عند تقدمهم للتوظيف، أو مطالبتهم بتحسين أوضاعهم بناء على ما يتحصلون عليه من شهادات، بحيث لا يفاجأ حاملو هذه الجامعات والأكاديميات التي تعتمد التعليم عن بعد وتفتتح فروعها في مدن المملكة برفض اعتماد شهاداتهم وبالتالي ضياع جهودهم وانكسار أحلامهم التي بنوها حينما التحقوا بهذه الجامعات والمعاهد، وإذا كان ثمة جامعات ومعاهد غير مصرح لها فإن الواجب يقتضي إغلاقها وتحذير الطلاب من الانضمام إليها، وليس تركها فخا يتاجر بالعلم وبأحلام الذين يريدون تحسين مستواهم العلمي والوظيفي كذلك .