[صقر قريش]

عكاظ : السبت 05-02-1430هـ العدد : 2785
تأهيل المعلمين والمعلمات أولاً
عبدالله عمر خياط
يبدو أن جميع مراحل التعليم بحاجة لدراسة مناهجها ومستوى المدرسين بها . ففي المدارس الثانوية ينددون بالمستوى الضعيف لخريجي الابتدائية . وفي الجامعات يؤكدون ضعف مستوى خريجي الثانوية العامة مثلما يؤكد مستقبلو خريجي الجامعات ضعف مستواهم العلمي وفقرهم للثقافة بمفهومها الصحيح . ولقد سألت وزير التربية والتعليم معالي الدكتور عبدالله العبيد في أحد الاجتماعات التي دعت إليها الوزارة: عن سر ضعف مستوى طلاب الابتدائي والثانوي وما يقال عن تذمر القائمين على الجامعات من ضعف مخرجات التعليم الثانوي؟ فكان جواب معاليه: إن التعليم حلقة مترابطة وإذا كان ثمة شكوى من ضعف مخرجات التعليم العام فإن ذلك مرجعه لضعف مستوى الأساتذة الذين هم من خريجي الجامعات . لذا فإني أرى أن الأمر يتطلب دراسة جادة لمناهج التعليم ومستوى المعلمين في محاولة للارتفاع بمستوى مخرجات التعليم العام من ناحية، وإيجاد رابط – من ناحية ثانية – بين مخرجات التعليم وسوق العمل لئلا تزداد نسبة البطالة التي ذكرت عكاظ بتاريخ 20/1/1430هـ أنها تجاوزت الستمائة ألف، خاصة أن معالي وزير التربية والتعليم قد أكد، كما جاء بعدد الأربعاء الماضي 24/1/1430هـ: «أن 90 في المائة من مخرجات التعليم الحالية لا ترتبط بسوق العمل وهي مسؤولية – كما يقول الوزير - يتحملها الجميع سواء في التعليم العام أو التدريب الفني والمهني إضافة إلى القطاعات الأخرى التي تعنى بتأهيل الشباب بعد إنهاء مراحلهم التعليمية» . هذا وقد حمل الخبر الذي نشرته عكاظ مما صرح به معالي الوزير قضايا بالغة الأهمية لعل أولاها بقاء نحو 60 ألف خريجة من معاهد المعلمات لم يتم تعيينهن بعد أن تم تفضيل الجامعيات في التعيين . . وهذه في الواقع ليست مشكلة خريجات المعاهد فقد درسن على أن تكون لهن الأفضلية في التعيين بالتعليم، ولكن النتيجة خيبت آمالهن . أما القضية الثانية التي لا بد أن توليها وزارة التربية والتعليم بالغ اهتمامها فهي ما أفصح عنه الوزير من أن «الإشكاليات التي تواجه الوزارة تتمثل في وجود مئات الآلاف – يا للهول مئات الألوف – من المعلمين والمعلمات ممن يحتاجون إلى المزيد من التدريب والتطوير كما أن هناك احباطاً لدى البعض منهم لعدم حصولهم على المستويات الوظيفية المستحقة لهم» . إن هذا الذي أفصح عنه معالي الدكتور عبد الله العبيد هو السر الحقيقي وراء ضعف مخرجات التعليم، ولذا أعود لما بدأت به من أهمية دراسة وضع المدرسين والمدرسات ورفع كفاءتهم مع إعطائهم ما يستحقون من المراتب . وهذا في تقديري أهم بكثير من موضوع دراسة المناهج الذي لا أقلل من أهميته ولكن الأولوية للمعلم والمعلمة وأهمية تأهيلهم وإعطائهم ما يستحقون وإلا فكل محاولة لاصلاح مخرجات التعليم ستذهب سدى .
المدينة: السبت 5-2-1430 هـ العدد :16719
الـقِـيَـاس والإِحْــسَــاس؟!!
عبدالله الجميلي
قبل أيام أنهى أكثر من (178 ألف طالب غلبان) المرحلة الأولى من اختبارات القياس والتقويم، وإليكم أعزائي هذا المسمع القصير من داخل إحدى قاعات الاختبار: بدأ العرض التوضيحي لكيفية تعبئة البيانات وبعد شرح طريقة كتابة حروف الاسم وأسلوب تظليلها مع التمثيل باسم “عبدالله”؛ يتكلم التسجيل بصوت حاد متشنج مكرراً أيها الطالب الغبي (ماهو أمامك تمثيل فقط اكتب الاسم الخاص بك!! ويتكرر التهديد بعد توضيح طريقة تعبئة رقم السجل المدني: أيها الطالب الغبي: ماهو معروض أمامك مثال فقط؛ اكتب رقم السجل الخاص بك . . ) فإذا كان القائمون على المركز الوطني للقياس والتقويم يعتقدون أن نسبة غَبَاء طالب الثانوية وصلت إلى الحَـدّ المتدني الذي لايفرق معه بين الأمثلة وبياناته الخاصة؛ فمن المستحيل أن مطالبته بنسبة عالية من الذكاء تضمن له التفوق باختبارات كَـمّـيّـة ومنطقية تحتاج إلى نسبة عالية من القدرة على التحليل والتفكير المنطقي المنضبط . ياجـمـاعة اخـتـبارات القـياس هذه الـتي بدأت عـندنا منذ عـام 1421هـ ماهـي إلا تَـقـلـيـد بَـلـيـد لاخـتــبار (SAT) الذي يقام في الولايات المتحدة الأمريكية لقياس القدرة على استيعاب اللغة الانجليزية والرياضيات؛ ولكن هل كل ما يصلح لهم ينجح عندنا؟! وهل مخرجات تعليمنا العام تماثل أو تقارب أو تدنو من مخرجات تعليمهم؟! وزارة التعليم العالي وضعت هذه الاختبارات بزعم أنها -حسب موقع قياس الإلكتروني- قادرة على توقع مستوى الأداء الدراسي للطالب في مرحلة التعليم العالي؛ وبالتالي الحَـدّ من نسب الـتـسـرب من الجامعات؛ الناتجة عن ضعف الأهلية العلمية لبعض الملتحقين به؛ كما أن لهذه الاختبارات دوراً إيجابياً على مسيرة التعليم العام؛ باستثارة التعليم الموجه للقدرات العقلية . ولكن الحقيقة الواضحة الصريحة أن وزارة التعليم العالي تعيش أزمة ثقة من مخرجات وزارة التربية والتعليم ولاتعترف بشهاداتها التي أصبحت لا تساوي أكثر من (40%) من الموزون اللازم لدخول الجامعة؛ ولئن وزارة التربية أيقنت بهذا الشيء فقد تركت الاهتمام بامتحانات الثانوية العامة التي كانت مركزية قوية فتحولت إلى ضعيفة تابعة للمناطق التعليمية . هذا الصراع الخفي ضحيته طالب مسكين أصبح جُـهـد وعناء دراسة وسـهـر اثني عشر عاماً قد يقتله اختبار ساعتين؛ مدخلاته الدراسية تجهله ولا تعترف بها؛ فقد تعود طالبنا على نظام الحفظ والحشو والتلقين وفجأة نريد منه أن يكون أمريكي التعليم قادراً على التحليل والتفكير!! نعم قد تكون اختبارات القياس والتقويم جيدة ولكنها حتى الآن لاتلائم بيئتنا التعليمية فـقَـبل إقرارها يجب معالجة الخلل الواضح في التعليم العام مناهج ومدرسيـن وأسلوب ممارسة وقاعات دراسية؛ حتى لا نطلب الشيء من فاقده؟!! أما إذا كانت تلك الاختبارات فرض عَـين، ولانية -وهذ هو الواضح- لإنقاذ الطلاب منها؛ فيجب أن تكون رحيمة وحـنـيـنة؛ فمن فرض تلك الاختبارت هي الوزارة فلماذا يُـلزم الطلاب بدفع الرسوم التي قد تكون من قـوت بعضهم، وطعام إخوته؛ ويمكن تغطية التكاليف من خلال الرعاية والإعلانات داخل قاعات الاختبار أو كراسات الأسئلة، والشركات تبحث عن هذه الفئة وتلك الأعداد الكبيرة من المستهدفين إلا إذا كان الهدف تجاريًا وربحيًا فهناك كلام آخَـر ؟!وبالنسبة للطالبات فمعاناتهن مع هذه الاختبارات كبيرة تبدأ بالرسوم، ثم التسجيل وتنتهي لبعضهن ممن يَـسْـكُـنَّ في القرى والمحافظات بالسفر الطويل والنوم على قارعة الطريق بحثاً عن لجان الاختبار داخل المدن!! فَـهَـل مِـن مُـنـقِـذ وهل هناك إحساس؟! وهل نسمع صوت وتَـعَـقِـيـب قِــيَــاس؟!!