[صقر قريش]

صحيفة اليوم : الاحد 6-2-1430 هـ العدد :13015
«أيام الامتحانات درس وعبرة»
د . محمد المرشود
في أيام الامتحانات ... تشتعل العزائم ، وتتوقد الهمم ، وفي الامتحانات ... نقلة في حياة الناس ،وفي وبرنامجهم اليومي استغلالاً للوقت وتجد ذلك واقعاً ملموساً لدى كثير من الشباب.فحري بنا... أن نربي أنفسنا على هذه الجدية ، وتلك المثابرة ، وأن نجعلها جزءاً من شخصيتنا في هذه الحياة ، وربنا يوضح لنا الأخذ بمبدأ الجد والمثابرة أتم الإيضاح قال تعالى: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً} (مريم 12).وفي مثل هذه الأيام نرى كثرة الإقبال على الله عز وجل فتعمر المساجد بالمصلين ، وتكثر الدعوات والابتهالات ، وهذه أمور تثلج الصدور ، فلنذكر أولئك العائدين والعائدات ، بأنهم قد أصابوا الطريق ،،لنذكرهم بسعة رحمة الله ، وأن كل خير وصلاح وتوفيق في هذه الدنيا مرتهن بطاعة الله ، وأن طاعة الله فوز للعبد دنياه قبل أخراه {ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عضيماً}(الأحزاب 71).لقد كان من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم أن يستغل ما يراه من حوادث الدنيا بما يكون في الآخرة ، ونحن إذ تطرق مسامعنا كلمة الامتحان ، ونعيش أيامه ولياليه ، ان نتذكر ونتذاكر ،، ذلك الامتحان العظيم ،، والاختبار العصيب.هذا الامتحان ... ليس فيه مكان وفير ، ومقاعد مريحة ،، بل هو وقف بين يدي الملوك وعلام الغيوب {وقفوهم إنهم مسئولون} (مريم 95).وتأمل أخي المبارك ... فرحة المؤمن في عرصات القيامة ، حينما يثقل بالصالحات ميزانه ، فيرفع كتابه بيمينه عالياً، {هاؤم اقرؤوا كتابية * إني ظننت أني ملـاقٍ حسابيه* فهو في عيشةٍ راضية*قطوفها دانية*كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية}.إخواني في هذه الأيام ... تكثر غفلة الآباء عن أبنائهم ، وبالأخص في ساعات الصباح بعد الخروج من قاعات الامتحانات ،، فتجد بعضهم يتسكع عند مدارس البنات أو كلية البنات وفي الأسواق العامة ويضايق ويلاحق الفتيات عند عودتهن إلى منازلهن.فالأبناء أمانة في أعناقنا ، فلنحرص على متابعتهم وتربيتهم وحفظهم ، وصلاحهم وإصلاحهم ، فهم قرة عين لكم في الدنيا ، وذخر لكم بعد الوفاة.
مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية