[صقر قريش]

صحيفة اليوم : الاحد 6-2-1430 هـ العدد :13015
العالم في أزمة .. العلم هو السبب ..!
مشاري بن صالح العفالق
عندما سُئل أحد زملاء الثانوية عن مدى طمأنينته من الوقوع ضحية لمحتال في سفره لبلاد الانجليز وهو يسافر لها للمرة الأولى أجاب حينها بسرعة بديهة «في هذه اطمئن الاحتيال يحتاج تفاهمات وانا لا أعرف في الإنجليزية أكثر من yes واختها No» .تذكرت هذه الطرفة وأنا اتابع تفاعل الدول العربية مع الأزمة الاقتصادية بقليل من الاهتمام بطرح الأسئلة الضرورية على طاولة النقاش، وقدر اضعف من الالمام بالقضية على المستوى النخبوي قبل الشعب، في حين أن وسائل الاعلام العالمية تطالعنا يوميا بسيل من الحراك الحكومي والشعبي يقودها رجالات العلم والمال في بلدان العالم شرقها وغربها.ولعل هذا المشهد يعيدنا للسؤال القديم الجديد أين المفكر العربي عالما كان أو مثقفا وما امكاناته وهل تخنقه مساحة التعبير والامكانات المادية أم يغالبه النوم في الأزمات على وسادته الخالية .إن المتابع لتحليل مضامين ردود الأفعال العربية إنما يلاحظ مساحه من التطمينات يتحسسها فيجدها لا تستند لدراسات علمية واستقصاءات رأي لفهم واقع المرحلة والتحديات ومحاكاة هذا المستقبل المقلق لنا وللعالم بأسره .إن مراجعة لواقع محركات المعرفة والتخطيط العلمي في دولة محورية ليس على المستوى الإقليمي بل العالمي مثل المملكة وفي مرحلة حرجة من حيث التحديات والتي قد تكشف عن فرص مواتية للعب دور عالمي أكثر تأثيرا أو تجنب أخطار غير متوقعة لا سمح الله .ويبرز هنا تساؤل مهم حول مدى توفر وكفاءة المراكز البحثية ودراساتها التفاعلية في كافة المجالات التي قد تطالها الأزمة إيجابا وسلبا لاسيما ذات البعد الإستراتيجي وهل تتوفر لدينا مدخلات حقيقية للقيام بفهم الواقع واستشراف المستقبل في ضوء عدم وجود مؤسسات متخصصة في قياس الرأي العام فضلا عن توجيهه نحو الهدف المستقبلي.ألا تستحق مجالات حيوية مثل الهوية والثقافة والتأثيرات الاجتماعية وغيرها أن تدرس ما هي تأثيرات الأزمة الاقتصادية عليها والعالم يتوقع انخفاض مداخيل الاقتصاد والتلويح بوجود وظائف مهددة بفعل معطيات الأزمة والتي لاتزال تطرح باعتبارها فهل هي حالة تخص العالم وحده دون العرب وكأننا من سكان المريخ.أليس للأزمة أبعاد تستحق التأمل والمتابعة أكثر من نزول سعر الأرز والعقار - مع أن الواقع يقول انهما في ازدياد مطرد ربما يفوق الماضي - والشماتة في بلدان تعتبر الأكثر استيرادا للسلع الاستراتيجية لنا بصرف النظر عن مدى رضانا عن سياسات تلك الدول تجاه العرب والمسلمين .لذا فإن على الدول العربية ألا تمضي على طريقة زميلنا القديم الذي كان يعتقد أن الجهل أو التجاهل يكفي لدرء المخاطر المحدقة به.