[صقر قريش]

صحيفة اليوم : الاحد 6-2-1430 هـ العدد :13015
لم يدر في خلد أم
عادل الذكرالله
لم يدر في خلد أم الطالبة زينب بنت أحمد العمران من المدرسة 24(.أ.م) أن صباح الأربعاء 24 محرم الفارط هو الأخير الذي تلبس فيه حوريتها المريول المدرسي وان كفنها ينسج حيث كان ذاك الصباح هو آخر عهد بها في تسريح شعرها وتحميلها الحقيبة المدرسية بعد ان راجعت معها في اليوم الذي سبقه دروسها وواجباتها و قدر الله سبحانه وتعالى أن تموت تحت عجلات الحافلة المدرسية أمام منزلها الذي ألقت عليه نظرات الوداع وعلى حيهم من نوافذ الحافلة وبعد خطوات قليلة من ترجلها شوهدت في منظر مزعج وعجلات الحافلة تلفها وعلى الفور لفظت أنفاسها الزكية الطاهرة البريئة ومع صرخاتها الأخيرة صرخ الإنسان والمكان في حي الراشدية بالمبرز والاحساء نعتها وحزنت عليها وكل من سمع وعاش المأساة او سمع عن الخبر لسان حاله يدعو لها بالجنة ويواسي أهلها ويبشرهم في حال استرجاعها لله وحمدهم له سبحانه وتعالى ان لهم أجرا كبيرا في الآخرة وأبرزه منزل الحمد في الجنة ان شاء الله وكان لهذه الحادثة ردة فعل سريعة من المسؤولين في تعليم البنات والتقوا مع سائقي الحافلات ووجهوهم بأصول السلامة والأمن وقد كنا نتوقع انهم مدربين على ذلك، حيث إن مشروع الأمين تعاقد مع احدى الشركات الوطنية للنقل المدرسي ولكن اتضح أن مستوى سائقي الحافلات في القطاع الخاص متدن ويجهلون أصول الأمن والسلامة والتعاطي مع الإنسان ( الطالبات ) في وقت استقبلنا هذا الناقل الوطني ( حافل ) بالارتياح وتوقعنا انه وجه بحافلاته الضربة القاضية لـ « الأصفر وأعني به الحافلات القديمة التي اصطفت متراصة يكسوها التراب الكثيف في موقع أحسبه أنه تراثي احتفائي بها بعد خدماتها الجليلة في العقود الماضية» ولكن هاهو مسلسل حوادث الدهس للطالبات يتواصل في الاحساء والأسماء والحوادث لن ينساها أهلنا ودون شك ان القائد التربوي الاول في التربية والتعليم للبنات بالمحافظة أخي العزيز محمد بن ابراهيم الملحم والأسرة التربوية يعتصرون ألماً ماحدث وردود فعلهم جاءت بقدر الحادث الجسيم وسيعملون على ان يكون آخر حادث بإذن الله والأمر كذلك ينسحب على حادثة الطالب محمد بن عبدالله بن خضر الشيخ في الصف الأول المتوسط بمدرسة حنين بالمبرز الذي تعرض لحادث لعب أثناء رحلة مدرسية للمدرسة ولكن لم نجد في حقيقة الأمر أي رد فعل والأصح ومن خلال متابعاتنا للصحافة المحلية لم نقرأ عن أي تحرك لتصحيح أوضاع طرق إدارة الرحلات التي يأخذه المشرف على الرحلة بأنها فسحة له وخروج عن القاعة الدراسية وفور وصول الجماعة الى مقر الرحلة ( يخلي القرعة ترعى ) وتخلى عن واجبه المستمر لأن الرحلة من الأنشطة المنهجية اللاصفية ومن خلال ادارة الرحلات يمكنه تعزيز القيم المضافة ومن بينها استخدام الوسائل الترفيهية وفق شروط وقواعد السلامة، ولو ان المشرف على الرحلة تفقد المراجيح وشاهدها بأنها حديدية كان من المفترض ان يمنع اللعب لأن أصول السلامة الوطنية توصي بأن تكون الألعاب بلاستيكية وليست حديدية ولأن لا وصاية له على مكان الرحلة أمامه خياران ،إما التغيير او منع الجميع من اللعب وإبلاغ الطلاب بالأسباب ولكن هاهم أبناؤنا الطلاب والطالبات يقدمون أرواحهم نتاج أخطاء المشرفين على الميدان التربوي ونتطلع الى مزيد من تحقيق اشتراطات الأمن والسلامة في الرحلات وبالنسبة للحافلات المدرسية أملنا في ان تتوافر بها خدمة الكترونية تنقل للسائق مايدور حول الحافلة كما ان غمرة القيادة لابد ان تحجز عن الطالبات وان لا يسمح بأي حال من الأحوال ان تصعد وتهبط الطالبة من الباب الأمامي الذي يمر على كرسي السائق وان يكون التواصل بمكبر صوتي ،وأصحاب التمييز يعون ما أطرح ،والله من وراء القصد .