رد: اخبار التربية والتعليم الإثنين 7 -2-1430 هـ
عكاظ : الإثنين 2 -2-1430 هـ العدد : 2787
لماذا نحن مهتمون بالجودة في التعليم !!؟
نحظى بحمد الله ومنته بقدرات وإمكانات متطورة ومتقدمة ودعم كبير من القيادة العليا, وما مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم إلا أكبر دليل على ذلك.وبكوادر تعليمية (فرق عمل) على مستوى عال من التأهيل, ونحن نحتاج إلى إدارة هذه الامكانات والقدرات وفرق العمل والاستفادة منها بما يحقق أهداف التربية والتعليم في وطننا إدارة فاعلة ومنتجة, ويتحقق هذا من تطبيق مفهوم الجودة الشاملة الذي أصبح تطبيقها ضرورة ملحة لكل منظمة ربحية أو غير ربحية ونحن في التربية والتعليم أحوج ما نكون إليه لتكون بمنأى عن الفوضى والتخطب والهدر, لنتأكد من أن أهداف وغايات سياسة التعليم في المملكة تسير وفق المراد منها. خاصة وأننا رفعنا شعار "الطالب أولا" فوجب التأكد من أن هذه الإمكانات والقدرات تسير في المسار المحدد لها في خدمة الطالب تربويا وتعليميا لتنشئة إسلامية سليمة وحمايته من الأفكار الهدامة والمضللة وتزويده بالمهارات والمعارف المناسبة لعمره وتعويده على الالتزام واحترام العمل وإتقانه و أن يكون لبنة صالحة يسهم في بناء ورقي وطننا ورفعته.ولن يتحقق بمشيئة الله عز وجل ذلك إلا من خلال برامج ومشاريع تنطلق من مبادئ الجودة الشاملة وبقناعة القيادات العليا أولا ودعمها وبالتزام وتعاون الجميع وتبني استراتيجيات تحقيقا لشعارنا الذي رفعناه "الطالب أولا".ولماذا نحن مهتمون بالجودة في التعليم ليس هو السؤال الوحيد الذي نرغب في الاجابة عليه, فمن, ومتى, وكيف, وماذا, هي أيضا بحاجة لإجابة علمية وعملية لنطبق مبادئ إدارة الجودة الشاملة وتجعلها خارطة طريق لتطوير التعليم لأن مستقبل بلادنا يعتمد اعتمادا كبيرا على الأجيال القادمة التي هي بكل تأكيد ستكون نتاج هذا التعليم.
عبدالمجيد بن سليمان النجار
تربوي - عضو المجلس السعودي للجودة
عكاظ : الإثنين 2 -2-1430 هـ العدد : 2787
د. عبد الله العجلان.. تميز في التعليم والشورى
يوم الأحد 28/ 1/ 1430هـ (25/ 1/ 2009م) هوى سادس نجم من أعضاء مجلس الشورى في دورته الرابعة، فقد اختطفت المنون د. عبد الله بن محمد العجلان ليلحق بخمسة قبله، ومما يسجل في تاريخ هذه الدورة أن ست جلسات من جلساته بدأت بنعي هؤلاء الراحلين، وأن غمَّا خيم على قاعته في ستة أيام، وأن العزاء كان بديلا لابتسامة الصباح، وأن الألم كان بديلا لابتسامة العضو في وجه أخيه.عبد الله العجلان كان عضوا مميزا في الشورى: في مداخلاته التي تأتي بعد قراءة فاحصة للنظام أو التقرير المعروض، وحاملة لرأي وفكر، وكان مميزا في لغته السليمة وهو يتحدث، ومميزا في وضوح فكرته، ومميزا في صوته الجهوري، وقبل ذلك كان مميزا في حسه الديني والوطني، وكانت جديته وحرصه تكاد تشعراك أنه يتألم من كل قصور يرد في تقرير أداء، ولم يكن مجاملا في رأيه، ولا متحاملا في طرحه، وإذا أعجب بمداخلة زميل له لم يكن يطيق صبرا على كتمانها، بل يسارع لإرسال ورقة صغيرة من أوراق يتبادلها أعضاء الشورى فيما بينهم حيث لا مجال للكلام أو التواصل بينهم أثناء الجلسة بسواها.وإذا كان ما يعبر عنه عبد الله العجلان يتجاوز السطور القليلة المكتوبة سارع إليه بعد الجلسة ليعبر له عن سروره بإعداد التقرير أو بمضمون المداخلة، وكل ذلك يأتي من حرصه على أن يقوم المجلس بدوره في رقابة الأداء التنفيذي.ولن يتجاوز من يؤرخ للتعليم العالي للمرأة في بلادنا دور عبد الله العجلان في التأصيل له، وتأسيس أصوله على أسس قيم الدين والخلق والعلم، وبهذه القيم نالت المرأة في بلادنا درجتها الجامعية فكانت أماً رحيمة، وزوجة صالحة، وبنتا بارة، ومعلمة مبجلة، وأستاذة جامعية تزرع في طالباتها قيم الدين والعلم، وأظن أن من يحملن الشهادات العليا الآن يشهدن (قلما ولسانا) أنه ركيزة في تأسيس تعليم المرأة العالي وتأصيله ولا يستطيع أن يتجاهله من يكتب تاريخ التعليم، وإن لم أره متحدثا عن ذلك يوما، وكل من جاء بعده سار على خطاه، وعسى من عملوا أو عملن معه أن يكتبوا ذلك.كانت كليات التربية للبنات تزيد عن المئة في كل مناطق المملكة، واستطاعت أن توصل التعليم الجامعي قبل أن تصل الجامعات إلى المناطق، وكان يتابع إنشاء جامعة للبنات تضم شتاتها ولكنها تأخرت ثم جاءت مقتصرة على الرياض بعد زمن بعيد.عبد الله العجلان كان مؤهلا تأهيلا شرعيا، وقل أن يلحن إذا تكلم بالعربية، بل قل أن يتحدث إلا بها. جمعتني به ترتيبات الإعداد لمرور عشرين عاما على تأسيس مؤسسة الملك فيصل الخيرية فكان لديه من الفكر ما أثرى الحوار، وجمعني به مجلس الشورى فرأيت فيه الغيرة على دينه ووطنه ولغته، لم أسمعه متحدثا عن نفسه ولا عن دوره في التعليم، صمته كثير، وقليل كلامه مفيد، يحمل قلب إنسان وصنعة رجال، ويكثر من استخدام (يا أخي) في مخاطباته، زانه التواضع والعلم والصراحة والإخلاص لدينه ووطنه.عبد الله العجلان تاريخ تعليم، وشورى، وخلق كريم، وعلم شرعي، ونزاهة في العمل لم أسمعها منه ولكني سمعتها من غيره إنها صفات كريمة في معدن كريم، وبمثله يخسر الوطن، رحمه الله رحمة الأبرار.
|