رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الثلاثاء8-2-1430هـ
صحيفة اليوم : الثلاثاء 8-2-1430 هـ العدد: 13017
العنف المدرسي إلى أين?
د. محمد عبد الرحمن المدني
تعتبر ظاهرة العنف بين الشباب من الجنسين من الظواهر الغريبة على مجتمعنا وبالذات العنف المدرسي وهو موضوع هذه المقالة باعتباره انعكاساً لمرحلة من أخطر مراحل حياة الإنسان وهي مرحلة المراهقة. وقد نشرت جريدة الشرق الأوسط في أحد أعدادها قبل فترة أن العنف المدرسي شكل ما نسبته 35.8% من جملة المشاكل السلوكية لطلاب وطالبات المدارس في السعودية، وأرجعت دراسات متخصصة مظاهر العنف والشغب بين طلاب المدارس التي أضحت ظاهرة تتفاقم مع الأيام إلى مشاهد العنف التي تبثها وسائط الإعلام التي تدخل البيوت من غير استئذان. وكشفت إحصائية أخرى أن العنف المدرسي أصبح من أكثر المشكلات شيوعا إذ بلغت هذه الحوادث في عام 2004 في منطقة الرياض وحدها 1406 حوادث اعتداء وأصبحت 4528 حالة اعتداء بزيادة 400%.. وقالت الإحصائية: الغريب أن عدوى العنف المدرسي انتقلت من مدارس البنين إلى مدارس البنات، ما يعني وجوب الوقوف بحزم وقوة ضد هذه الظاهرة التي قد تنهي ما تم بناؤه من مسيرة الحركة التعليمية.وإذا أردنا تعريف العنف المدرسي فيمكن القول على أنه مجموع السلوكيات غير المقبولة اجتماعياً بحيث يؤثر على النظام العام للمدرسة، ويؤدي إلى نتائج سلبية فيما يتعلق بالتحصيل الدراسي. ويأخذ العنف المدرسي أشكالا عديدة مثل الضرب والمشاجرة والتخريب داخل المدرسة والكتابة على الجدران والسخرية والاستهزاء والسب وإثارة الفوضى، وفي رأيي أن العنف المدرسي ليس إلا نتيجة طبيعية لانحدار مستوى التعليم بعد أن كان يُضرب به المثل. ويلاحظ أن العنف المدرسي ليس حكرا على الشباب من الجنسين فقط، بل شاركوا فيه المدرسين والمدرسات ضد الطلاب والطالبات أيضا.أما عن أسبابه فبعضها يعود إلى المؤسسة التربوية كازدحام الصفوف، وانعدام الخدمات، والبعض الآخر يعود إلى المدرسين والمدرسات بإقدامهم على سلوك العنف في التعامل مع مشاكل الطلاب والطالبات، وآخر يعود إلى الطلاب والطالبات كطبيعة التنشئة الاجتماعية، والتعويض عن الفشل ، والاختلاط برفاق السوء والتأثر بأفلام ومسلسلات العنف، وهناك أيضا أسباب تنظيمية مثل ضعف التواصل والتعاون بين مجالس أولياء الأمور وإدارة المدرسة.أما عن طرق التعامل مع العنف المدرسي فهي أولا: التعرف على الحاجات النفسية والاجتماعية والأساسية للطلاب وإشباعها بالأساليب والبرامج التربوية المناسبة، ثانيا :تجنب الاستهزاء من الطلاب والطالبات أمام زملائهم لأن الاستمرار فيه يخلق لديهم الاستعداد للسلوك العدواني.في الوقت الذي يشتكي المدرسون من سلوك الطلاب، ورغبتهم في ترك سلك التعليم والفرار إلى أي عمل آخر خارج دائرة التربية والتعليم رعبا من عقاب طلاب المدارس لهم، نجد على الطرف الآخر طلابا وطالبات يشتكون من مدرسيهم وسوء سلوكهم تجاههم ،الأمر الذي يساعد على تنمية السلوك العدواني لديهم المتمثل في القهر والعدوان.لابد أن نتذكر بأن المدرسة ليست المسئولة الوحيدة عن العنف بمختلف أشكاله بل المسئول الأكبر هم الوالدان باعتبارهما مسئولين مسئولية مباشرة عن تربية أبنائهم. كيف نربي أولادنا التربية السليمة إذا كان أغلب الوالدين يسمحون لأولادهم وبناتهم بالتواجد خارج المنزل لساعات متأخرة من الليل، وعدم متابعتهم في دراستهم لدرجة أن بعض الوالدين لا يعلمون في أي مرحلة يدرس أولادهم وبناتهم.
|