[صقر قريش]

صحيفة اليوم : الثلاثاء 8-2-1430 هـ العدد: 13017
أيام فوق العادة
أنيسة الشريف مكي
نعيش هذه الأسابيع فترة من أدق الفترات وأصعبها على الطلاب، فترة الامتحانات، لذا يجب علينا كأسر احتواؤهم والتقليل من رهبتها ، لنحاول بشتى الوسائل ألا نزيد الضغوط عليهم أكثر مما هم فيه من توتر وقلق. فوبيا الامتحان المدمر والمهدر لكل مجهود، علينا أن نتصرف بحكمة في التعامل مع هذه الفترة، والكارثة عند فرض حالة الطوارئ والاستنفار فيها كما يفعل الكثير من الأسر .فترة الانتفاضة التي تتكرر سنوياً يجب حذفها من قاموس حياتنا التربوي والحياتي ، والممنوعات والمحظورات والمحرمات وقوائم الوصايا الكثيرة لا تزيد الوضع إلاّ تعقيداً ، قلق وتوتر غير صحي يغطي هذه الفترة، علينا تحويله لتوتر صحي إيجابي دافع للتفوق من خلال الهدوء التام والدعم الدائم ورفع المعنويات وغرس الثقة وتوفير المناخ المناسب للاستذكار والأهم من هذا وذاك إخفاء قلقنا كوالدين حتى لا ينعكس سلباً على الأولاد فتتفاقم لديهم حالة ”إرهاب الامتحان”لابد أن تتخلل أوقات المذاكرة فترات راحة يجدد فيها الطالب نشاطه، وأتمنى على الأهل معرفة قدرات أبنائهم قبل التوقعات غير المنطقية للنتائج العالية التي قد لا تتحقق، خاصة الأسر التي لا تهتم بمتابعة أولادها دراسياً إلا في آخر المطاف، أو التي تحاول التعويض عن مسئوليتها الأولى بدروس خصوصية ومدرسين - مع احترامي للجميع ـ أقول : لا أحد يستطيع أن يحتل مكان الآخر خاصة مكان الآباء والأمهات ، ومن أسباب القلق أيضاً خوف الأبناء من ردة فعل الآباء عند الرسوب أو تدني الدرجات، زد على ذلك تهويل الامتحان للطالب من قبل بعض المعلمين كالإيحاء بصعوبة الأسئلة وتعقيدها، والصدمة عندما تأتي الأسئلة على النقيض، تشتيت ذهني وارتباك يتعرض له الطالب و - فتش عن الحل - كما أن تهديد بعض المعلمين المسبق بالترسيب كعقاب لاستهتار الطالب خلال العام من مسببات توتره الزائد، أضف إلى ذلك الجو العام في القاعة وقيوده الصارمة التي كثيراً ما تزيد معدلات التوتر { وتتسبب في تشنج رقبة الطالب!!} حبذا لو أعيد النظر في النظام التربوي والتعليمي ككل. لا نزال ندور في حلقة مفرغة، حفظ آلي لأن المنهج طويل والكتاب المدرسي يطلب حفظ المعلومة والامتحان بالطبع يدعم هذا الحفظ ، حفظ وتجميد ثم تفريغ، وكأنك يا بأ زيد ما غزيت والعملية برمتها تفرز أجهزة استقبال وإرسال لا ثروة علمية نعدها للمستقبل.