[صقر قريش]

الرياض :الاربعاء 9-2-1430 هـ العدد :14835
رسالة تركتها شرعا
مها الفريدي
المعلم هو الإنسان الذي يحمل أدق معاني الإنسانية القادر على سبر أغوار طلابه النفسية والإبحار بأفكارهم نحو الأجمل هو البناء . . هو العطاء . . هو المربي . . باختصار هو رسول مهنة التعليم، ولنا في معلم البشرية خير قدوة وخير مرشد وصفوة الخلق اختاره وخصّه من انتقى رسله لحمل الرسالة سبحانه وتعالى منزل اقرأ، معلم نبيه الأمي، فالتعليم هدف سامٍ ورسالة عظيمة بدأ مع بدء الخليقة .
ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم
كتيب صادر عن وزارة التربية والتعليم تناول كل ما يجب أن يتحلى به المعلم من صفات أخلاقية تربوية تعليمية، وما هو المدى الذي يكون فيه التواصل بين المعلم وطلابه وماهية العلاقة التي تجمعهما، فهل أدرك معلمونا قيمة هذا الإصدار والفائدة التي تعود على المجتمع منه، أتمنى ألا يكون مرّوا عليه مرور الكرام!!
قضية «العنف الأسري»
تكرر في الآونة الأخيرة على مسامعنا الكثير من قصص العنف غير المبرر في مجتمعاتنا، فإذا فهم معلمونا للجوانب التي تناولها الكتيب وبالأخص لهذا الجانب سنتفادى الكثير من تلك المآسي التي تدمي القلوب من أمثال الطالبة «شرعا» ابنة ال 9 أعوام، التي كانت تعاني من ضرب مبرح مستمر وتأتي إلى المدرسة وهي بالية هزيلة، ارتسمت على وجهها كل معالم الوحشية والألم!! تحمل مع كتبها همومها ومعاناتها التي لم تظهر إلا بعد وفاتها!! لتخبر معلمتها بدورها عن تقصير زوجة أب ظالمة متسلطة لا تحمل في صدرها سوى الوحشية والغيرة العمياء، فتوغل بدورها صدر ذلك الأب!! ليقضي على فلذة كبده بهمجية أمام باب مدرستها وعلى مرأى من زميلاتها!!
وكانت تلك الضربة هي الشعرة التي قصمت عمر شرعا!! لتترك تلك الحياة المؤلمة وتضاريس على جسدها البالي ورسالة خلفتها روحها الطاهرة!!
لماذا معلمتي لم تسأليني لِمَ أنا حزينة؟
لماذا لم تدركي معاناتي ألم يكن هنالك أمل في إنقاذي من هذا الجحيم؟
وليست شرعا هي الوحيدة التي تتعرض لمثل ذلك الإيذاء الجسدي والنفسي من المجتمع .
وهنالك فئة أيضاً أردت أن أوردها لما لها من أهمية في المجتمع وهي فئة من طالبات المراحل الثانوية وما بعدها فهي أم مطلقة، أو أرملة، أو زوجة رجل لا يرحم أتت لتنقذ نفسها مما هي فيه وتخرج لعالم أفضل فتُفاجأ بالكثير من العثرات ولا تجد من يساندها ويرحمها، هنا أتمنى أن ترحمها القوانين والأنظمة المدرسية، وأن تكون المعلمة أماً وأختاً ومربية قبل أن تكون معلمة لتجد منها النصيحة والمؤازرة في محنتها وبذلك نحميهن من الانزلاق في دروب الرذيلة .
وكم طالب يعيش حرباً ضروساً تحت وطأة أسرة لا ترحم ولا تقدر المسؤولية التي القيت على عاتقها!! وكم طالب أيضاً يعيش الفقر ولا يستطيع والداه حتى تأمين فسحته المدرسية وهم بيننا ونحن لا نعلم!!
من لهؤلاء سوى البيت الثاني والمربي المسؤول الذي يكشف عن حالهم، ويستشف ذلك من ملامحهم بقليل من الحوار الأبوي الهادف .
إضاءات
أين هي مهمة الإرشاد الطلابي في مدارسنا؟ وأين الأمانة التي حمّلوها وحمَلوها؟ ولمَ لا يكون هنالك استبيان للكشف عن أحوالهم وأوضاعهم الاجتماعية؟
إن الوجه هو الذي يشكل تضاريس الحالة النفسية التي يعيشها الفرد ومشاعر الحزن لا تخفيها الابتسامة الصفراء!!