[صقر قريش]

الوطن :الاربعاء 9-2-1430 هـ العدد :3050
الوزارة والكاريكاتير
محمد السحيمي
قبل حوالي أسبوعين، استهل سعادة وكيل وزارة التربية والتعليم، لقاءه مع المفتشات التـ . . عفواً: الموجِّهات الـ . . يوووه: المشرفااات/ المشرفاات/ المشرفات التربويات، برسم كاريكاتيري للزميل في "الوطن"/ "خالد"، يصوِّر المشرفات "ريَّات"، و"سكينات"، و"دراكولات" في أذهان المعلِّمات "البنود" ـ يا فرحة التحسين التي لم تتم بعد ـ و"شهيدات الواجب"، بل و"أنصاف المحاشي"، رغم خبرتهن الطويلة بالإشراف والمشرفات لا بالتعليم! لاتفهموا خطأً!!وكان استهلالاً ظريفاً، يعكس إخلاص الوزارة لطريقة عرض الدروس العريقة الوحيدة لدينا؛ حيث يبدأ "التلقين" ـ خاصةً بحضور المفتشين، عفواً: الموجهين والموجها . . وبعدين؟ أين وصلنا؟ نعم ،يبدأ التلقين بعرض وسيلة إيضاحٍ مبتكرة، ولافتة للانتباه، مثل لوحات شركات "افتح سكّرْ": انتبه خلفك "وش وش"، وأمامك "وش وش"، نعمل لإزعاجك، ونأسف لخدمتك! نعم؟ هناك خطأ؟ وهل هو الوحيد؟!والحق أن سعادة الوكيل/ "المليص" ليس المسؤول الأول الذي يوظِّف الكاريكاتير في توجيه موظفيه، فقد سبقه معالي الوزير/ "غازي القصيبي"، ثم معالي الوزير السابق/ "علي بن طلال الجهني"، العربـي الوحيد الذي لم يكتفِ بترك منصبه كـ"سوار الذهب"، و"محمد علي فال"، بل عمل على إلغائه نهائياً؛ فلم يعد أحدٌ يسمع بوزارة البرق والبريد والهاتف! ما يدل على انتشار تلك الطريقة في شتى الجهات لدينا، ولكن الوزيرين/ القصيبي، والجهني، يتميزان بأنهما كانا يعمِّمَان الكاريكاتير الساخر من تقصير بعض موظفيهما، أو نقص بعض الخدمات، قبل الكاريكاتير الممتدح لهما، أو المشيد بنجاحهما! وللأمانة: فإنه لم يمدح مباشرةً، إلا كاريكاتير واحد، لـ"عبدالسلام الهليل"، نوَّه بدور "القصيبي" في السعودة، ونصح من يعاني عجزاً، أو نقصاً في وطنيته بـ"مشروب غازي"، لم يتوفَّر في الأسواق حتى الآن!أما وزارة التربية والتعليم، فإنها مطالبةٌ، لكي تقفز من المركز الـ17، إلى المركز الـ27 من 22 دولة عربية، حسب توقعات "جدتي حمدة"، بأن تشجب وتدين وتستنكر الكاريكاتير الذي نشرته "الوطن" أيضاً، مطلع الأسبوع، للزميل/ "خالد" أيضاً، وفيه "يرفع" شكوى وكلاء ووكيلات المدارس/"المنصوبة المجرورة"/ من تعميم الوزارة، القاضي قضاءً مبرماً، باستمرار عملهم إلى رمضان، ويصوّرهم متسائلين : كيف نحضر في الإجازة بلا عمل؟ فيرد عليهم أحد المسؤولين: عادي إحنا نحضر طول العام بلا عمل!!هل تريدون ظلماً أكثر بجاحةً من هذا؟ قال الموظفون الإداريون في المركز، يجلسون على مكاتبهم ـ بعيداً عن العملية التعليمية ـ طوال العام بلا عمل! ومن الذي يصدر هذه التعاميم النوادر، التي أعلن مجلس إدارة "بعد النسيان" غيرته من سخريتها اللاذعة؟ ومن الذي يتقدم المصلين على شهيدات الواجب؟ ومن الذي يوقِّع عقود أولى/ مطبخ، وثانية/ مقلَّط، وسادس/ بلكونة؟ ومن الذي يقوم بجولات تفقدية مفاجئة، لاتعلم عنها إلا من خلال دعايات الترحيب الغالية الثمن ـ في كل الصحف ـ بالسادة المسؤولين عنها؟ ومن . . ؟ ومن . . ؟ ومن . . ؟أما الأخ/ أنا، فيذكركم بقوله قبيل رمضان الماضي: لايمكن أن يترك المركز منسوبيه يهنؤون برمضان عشر سنوات! ويرفع شكره للمركز الـ27، الذي لم ولن يخيَّب توقعه!