رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الاربعاء 9-2-1430 هـ
الوطن :الاربعاء 9-2-1430 هـ العدد :3050
ما زال المعلم ينتظرمستواه المستحق مع دفع الفروقات
ما من إنسان في هذا البلد المبارك إلا ويعي أن وزارة التربية والتعليم اشتغلت وأشغلت الميدان التربوي بمشكلة المستويات التعليمية وبما يزيد على عشر سنوات بقضية لا مبرر لها من البداية . مرت السنين وتعاقبت والمشكلة تنمو وتتسع رقعتها في وسط التربية والتعليم حتي أصبحت هذه الجهة التعليمية كالجراب الواسع المليء بالرقع من كثرة ما به من ثقوب مرقعة بقماش أصبح مهترئا ويحتاج هو نفسه إلى رقع له وبدأ ينزف وينزف وينسكب ما فيه دائما بدون انقطاع، ومع ذلك لم تعترف الوزارة بالمشكلة ولم تحرك ساكناً، بل أخذت تبرر وتدعي أنها توجد الحلول "الرقاع" حتى وصلت صرخات المظلومين من المعلمين للملك الإنسان أبي متعب الذي لايقبل الضيم ولا يرضى الظلم لأحد من أبنائه المواطنين، فأصدر القرار الكريم والمباشر بتشكيل لجنة تقوم على رفع الظلم وتقديم الحلول المناسبة لحل المشكلة . وبعد أربعة أشهر فقط رفعت اللجنة توصيتها للملك فصدر القرار المباشر أيضا باعتماد المستويات المستحقة وعمت الفرحة الجميع في هذه البلاد المباركة . ولكن . . . !!كانت الصاعقة فالفرحة سرعان ما وئدت في مهدها ومن أول يوم خرج المتسابقون للأضواء بتصريحات متناقضة وغريبة من داخل الوزارة ومن خارجها لا تقدر معنى حقوق سلبت ممن يعمل في ميدان يترقب وينتظر المجتمع مخرجاته . أحدهم يقول بكل فظاظة المبالغ كبيييرة . . ! يا هذا أليست حقوقاً للمعلمين حرموا منها؟!ليتك تدرك أن هذه المبالغ التي تقول إنها ضخمة هي حقوق سلبت وبخست ممن في الميدان وأنت تدرك معنى ميدان تربية وتعليم وأن ما يقدم للميدان ليس منحة أوهبة أو مخصصاً إضافيا للرفاهية، بل هو حق وأجر جهد تعود ثمرته بالنفع على المجتمع، لذلك لا مجال للمزايدة هنا . ولن نقف كثيراً أمام هذه الإسقاطات غير المفرحة ممن كان ينتظر منه الرأي الذي يخدم ميدان تربى فيه وصقله حتى وصل لمقاعد الشورى والرأي . وإلا فالصمت هنا أولى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) . نعود للقضية الأساس لنعترف بأن العتب، إن كان هناك مجال، على من سمح لهذه المشكلة أن تنمو لهذه الدرجة المخجلة من البداية ثم العتب على من يحاول تبرير بخس المعلمين حقوقهم من داخل الوزارة وكأنه يصرف من جيبه الخاص . . !يا سادة المعلم يحمل رسالة عظيمة ويتعامل مع عقول وليس مع ورق كبقية الموظفين في الدولة، ولذلك لا مجال للمقارنة مع غيره لأنها سوف تكون فاسدة . ننتظر أن ينفذ قرار الملك الكريم بكل شفافية ويوضع المعلم على المستوى المستحق والدرجة المستحقة مع دفع الفروقات التي بخست منه بكل ظلم . هذا هو العدل والحق الذي لا يصح تمييعه بقرارات اجتهادية مخجلة، لأن الملك حفظه الله أمر بتشكيل اللجنة الموقرة لتسوية الوضع القائم واجتثاث جذور المشكلة، وليس تسكيت المتضررين مؤقتاً بحجج غير منطقية تنكأ جراحاً لم تندمل لتزيد جراح الميدان ويصبح هناك مشكلة أخرى وعشر سنوات قادمة يشتغل بها الميدان في ملاحقة الفروقات والحقوق الضائعة . !ليس الأمر صعبا لهذه الدرجة، فقط نحن في حاجة لوقفة صادقة من وزارة التربية والتي تنفذ المكرمة الملكية بلا تردد، ولا تقبل تحوير ولا تسويفاً فالملك أمر بالخير والميدان ينتظر هذا الخير كاملاً ،فهو حق مشروع ومقصور على الميدان وليس مشاع ليقتسمه من حضر ومن تسلق من هنا أو هناك . . !ومع كل هذه الضبابية التي يعيشها ميدان التربية ما زال الأمل قائماً بأن يقف المسؤول بكل أمانة ليرد الحقوق لأصحابها قبل أن يلتقي الخصوم أمام الجبار الذي لايقبل تبريراً بل يقتص من كل ظالم بكل عدل .
زاهر أحمد البريدي
|