[صقر قريش]

المدينة : الاربعاء 9-2-1430 هـ العدد :16722
الإشراف التربوي . . هنا مشكلة
مرحلة الإشراف التربوي التي بدأت عام 1401هـ هي تجربة عمرها الآن ثلاثون عاماً إلا أن الكثير من أفراد الشعب السعودي الذين يعملون خارج السلك التعليمي لا يعرفون هذا المسمى فضلاً عن أهدافه ورؤيته ورسالته واستراتيجياته و أدواره ومهامه المناطة به وإذا سأل أحد المشرفين عن مهمته قال « هل أنت مفتش؟» وإذا كان أكثر تطوراً قال « هل أنت موجه ؟» . لا غرابة في ذلك فلا يزال التفتيش يرفل في ثوب الذاكرة خاصة إذا عدت لمرحلة التفتيش التي أراها في ذلك الرجل المسؤول الذي ترى وزارة كاملة في ملامح وجهه ، رجل كبير في سنه وفي عقله متزن في شخصيته متمكن في مادته ملم بأساليب التربية تشعر وكأنك تقف أمام هامة الوزارة لم يصل لهذا المنصب إلا بعد أن عركته الحياة وعافسها . مهلاً أيها الأعزاء فأنا لا أؤيد التفتيش بمفهوم تسلطي لا يراعي المشاعر الإنسانية إنما أؤيد حسن اختيار القيادة التربوية حسب الضوابط والآليات التي توضع لذلك . إنني أعلم يقيناً أن كلامي هذا قد لا يروق للبعض بحجة أن هناك فرق بين الخبرة والخدمة ؟ نعم فالخبرة لا تكتسب بعدد السنوات فقط وإنما بكفاءة الشخص وقدرته على اكتسابها فقد يكون هناك معلم خدمته ثلاثون عاماً ولكن قد تكون خبرته عام واحد لكونه يكرر نفس الروتين من بداية حياته العملية حتى نهايتها . ما يهمني هنا هو أن وزارة التربية والتعليم كان لها محاولات عديدة في الرقي بجهاز الإشراف التربوي الهام إلا أنني أرى أن هناك خللا كبيرا جداً . ما هو الخلل ؟ ومن المتسبب فيه وكيف نقضي عليه ؟ الخلل أن هذا الجهاز أعمى ولا يعرف الطريق وليس أمامه هدف واضح ومحددٌ وقابلٌ للقياس رغم أنه يحث المعلمين على ذلك . كيف ؟ كثير هم الذين تربعوا على كرسي الإدارة العامة للإشراف التربوي بوزارة التربية وقليل هم الذين وصلوا بهذا الجهاز إلى الهدف الذي كانوا ينشدونه وإلى المستوى الذي كانوا يطمحونه . ومع انتهاء فترة عمل كل شخص تموت التجربة فتجد الميدان يتخبط بين تجربة لم يكتب لها بداية حتى انتهت في مهدها وبين توجهات جديدة ربما لم تطرأ على بال المدير السابق وكل ما يتحكم بجهاز هام على مستوى المملكة لا يعدوا عن كونه وجهات نظر فردية وتوجهات شخصية لا تمت في منهجيتها للتعليم بصلة . وزارتنا : لا نريد أن يكون لنا خطة قصيرة مدى بل نود أن يكون لدينا عمل مؤسساتي يقوم على رؤية ورسالة وخطة إستراتيجية ونظام تحليل إستراتيجي يتظمن مسحا شاملا لواقع النظام من حيث القوة والضعف من جهة ومن حيث الإمكانات والفرص والمخاطر من جهة أخرى .
سلمان سالم المالكي - الطائف