رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الاربعاء 9-2-1430 هـ
المدينة : الاربعاء 9-2-1430 هـ العدد :16722
أزمة لغة
منى يوسف حمدان
لكلِّ أمةٍ إرثٌ حضاريٌ وثقافيٌ ولغةٌ تعتزُ بها وتسعى جاهدةً لتقديمِ كلِّ السبلِ للعنايةِ باللغةِ الأمِ وتوثيقِ الصلةِ بينها وبينَ أجيالٍ جديدةٍ من أفرادِ مجتمعِها، بل إنها تحرصُ حرصاً عظيماً على نشرِها ليسَ في داخلِ هذا المجتمعِ وهذه الأمةِ بل تعملُ جاهدةً على نشرِها في كلِّ أرجاءِ الأرضِ وبينَ كافةِ الشعوبِ والأجناس، والأمةُ العربيةُ معنيةٌ بهذا الأمرِ فالقصورُ واضحٌ من قبل ِ بعضِ أبنائِها . ما حلَّ اليومَ بلغتِنا العربيةِ العريقةِ صاحبةِ المكانةِ العظيمةِ اللغةِ الخالدةِ بخلودِ الحياة مؤسفٌ ومؤلم . . . لغةٌ كرمَّها اللهُ جلَّ في علاه فختمَ بها الكتبَ السماويةَ فكانتْ هي لغةَ القرآنِ، وما أعظمَها من لغةٍ نفخرُ بانتسابِنا لأمةِ العربِ المسلمةِ وأننا أبناءُ الجزيرةِ العربيةِ . . . ولكنْ في الحلقِ غصةٌ من واقعٍ مريرٍ نعيشُه اليومَ مع الجيلِ الجديدِ الذي يعاني كثيراً من ضعفِ اللغةِ وقلةِ الاهتمامِ بها وعدمِ الإحساسِ بمكانتِها وعظمتِها . .
فأينَ يكمنُ الخللُ ؟؟ وما هو موطنُ الضعفِ ؟؟ تساؤلٌ يُطرحُ على كلٍِّ أمٍ وأبٍ وعلى كلِّ معلمٍ ومعلمةٍ وكلِّ منْ له صلةٌ بهذا الأمرِ منْ وسائلِ الإعلامِ والمجتمعِ ومؤسساتِهِ . . . هناكَ خطرٌ عظيمٌ يطالُ لغتَنا ونحنُ في موقفِ المتفرجِ صامتين وكأنَّ الأمرَ لا يعنينا !!!
هلْ مناهجُنا أضعفتْ صلتَنا بلغتِنا ؟ هل هناك قصورٌ فادحٌ منْ أساليبَ تربويةٍ باليةٍ جارَ عليها الزمنُ ؟ أم أن الصلةَ بين جيلٍ مضى وجيلٍ لاحقٍ ضَعُفتْ وانعدمتْ فلا حوارَ ولا نقاشَ ولا توجيهَ يوثِّقُ الصلةَ بلغتِنا ؟؟ . . .
الأمرُ جللٌ وإن لم نتداركْه عاجلاً فستحلُ الكارثةُ ، كلٌّ منا في موقعِ مسؤوليتِه لا بد أن يستدرِكَ وأن يستشعرَ هذا الخطرَ ، ولنتأكدَ من ذلك فلنحاورْ أحدَ أبنائنا أو بناتِنا في أمرٍ ما وسنجدُ ضعفاً جلياً في مقدرتِهِم على التعبيرِ عن أفكارهِم ومشاعرهِم، وقد لمستُ ذلكَ بنفسي في محاورةٍ لطالباتٍ في المرحلةِ الثانويةِ كنَّ في حالةٍ من الضياعِ اللُغوي الذي يُورِثُ في النفسِ حسرةً كبيرةً على لغتِنا الأم ، هذا ناهيكَ عن الضعفِ الإملائي فهذا أمرٌ آخرُ يحتاجُ لطرحٍ وعرضٍ مفصلٍ يوماً ما، المفرداتُ اللغويةُ والمترادفاتُ والحصيلةُ اللغوية ضعيفةٌ جداً لدى جيلٍ بأكملِه . جيلٌ لا يعرفُ معنى كلمةِ الطموحِ والمثابرةِ كيفَ نتوقعُ منه أن يتحملَ مسؤوليةَ بناءِ المستقبل!! .
ومن العجيبِ والمستغربِ في هذا الزمانِ أن أمماً غيرَنا يحرصون حرصاً كبيراً على نشرِ لغتِهِم وبالتالي ثقافتِهِم وحضارتِهِم حرصاً شديداً ويتمسكون ويعتزون باللغةِ الأمِ ونحنُ نعتقدُ أن التمدنَ والتحضرَ يكونُ في استخدامِ ألفاظٍ من لغاتٍ أخرى استعراضاً في بعضِ الأحيانِ أو تنكراً للغةِ الأمِ أحياناً أخرى . ومن أمثلةِ الشعوبِ التي تحرصُ على نشرِ ثقافتِها ولغتِها – الصينيون – فهم يعملون حالياً على فرضِ هيمنتِهِم على الفكرِ العالمي من خلالِ نشرِ اللغةِ الصينيةِ ، فهل نعي نحنُ أمةَ العربِ ونتعلمُ من غيرِنا دروساً في أهميةِ اللغةِ وتأثيرِها على الفكر . حقاً لا بد أن نتعلمَ، وقديماً قالوا ((اطلبوا العلمَ ولو في الصينِ)) فلنأخذْ العلمَ والعبرةَ من الصينيين الحكماء .
المدينة : الاربعاء 9-2-1430 هـ العدد :16722
حديث الأربعاء
محمد عمر العامودي
يشغل التعليم العام اليوم ومنذ عقود بال الناس جميعاً . لا تذهب إلى أي مكان إلا تسمع تذمراً وشكوى، ويزداد سخط الناس كلما قرأوا الأرقام الفلكية التي تسخرها الدولة سنوياً للتعليم، وهي أرقام تفوق ميزانيات دول . مما لا يعطي مبرراً لمسؤول للتذرع بعدم توفر الإمكانيات .
* والناس، آباء وأمهات وبنين وبنات يتحدثون عن حجم المناهج وضخامة الواجبات اليومية المفروضة وفي الأسلوب التلقيني العقيم وفي المعلمين الذين يزخر بهم التعليم العام دون أن يكونوا مؤهلين لذلك، لقد تجاوزت دول كثيرة هذه المشاكل منذ وقت، مما جعل التعليم فيها منتجاً، فلا نجد فيها التلميذ الذي يذهب إلى المدرسة ويعود محملاً بأثقال، ولم تعد مواد ضرورية لمن يريد أن يصبح طبيباً أو مهندساً، ولا وجود للأسلوب التلقيني لديها اليوم، أما المعلمون فيختارون بعناية فائقة من حيث الإعداد والخبرة والسن . ويقال إن مرتب المعلم في المدرسة الابتدائية يفوق في دول كثيرة ما يحصل عليه الأستاذ في الجامعة . ويقال إن بعض المدارس الخاصة عندنا لا يتجاوز مرتب المدرس أو المدرسة فيها الألف ريال وعلى أساس أن السنة ثمانية أشهر . . هكذا مرتبات . . هكذا تعليم!!
|