[صقر قريش]

الاقتصادية :الاثنين 14-2-1430 هـ العدد :5600
فوضى الاختبارات
هيفاء القحطاني
تشهد المدن عادة ازدحاماً غير مسبوق في فترة اختبارات نهاية الفصل الدراسي، وذلك يعزى إلى غياب التنسيق في مواعيد الانصراف وتغيرها بسبب قصر اليوم الدراسي.هذا الازدحام لا يأتي وحيدا بل تصاحبه أنواع مختلفة من الفوضى وغياب الرقابة من الأهل.قبل الاختبار وفي الصباح الباكر تكتظ الشوارع بالطلبة الباحثين عن مراكز التسوق والمطاعم التي تقدم خدماتها من جهة، ومكتبات التصوير والطباعة التي تسهل حصولهم على نسخ من المذكرات التي لم تتوافر لديهم من قبل.وبعد انتهاء الدوام تكتظ االشوارع الرئيسية مجدداً بالسيارات التي لا تتجه لمكان محددّ، مجرد تلويث للأجواء وإزعاج السكان في المناطق السكنية المجاورة.أما المجمعات التجارية فتشهد في أوقات مختلفة من النهار جموعاً من الطلاب والطالبات يتجولون فيها بلا هدف يحملون كتبهم الدراسية ويمزقونها ويرمون بالأوراق حول المكان. من جهة أخرى يتسببون في إزعاج الموظفين والزبائن بحجة ترفيههم عن أنفسهم بعد ضغط اختبار واجتياز مادة صعبة!هذه التنظيمات وإن بدت لنا عشوائية نتاج اتفاقيات مسبقة على المكان والزمان والوسيلة التي تسهل ذلك باستخدام تقنيات مثل البريد الإلكتروني والمواقع التفاعلية.ما إن تحلّ ساعات منتصف النهار حتى تتوقف هذه المظاهر (الاحتفالية) بسبب توجه الطلاب لمنازلهم وحينها فقط يعود كل شيء لطبيعته بانتظار يوم اختبار آخر.خطوات علاج هذه المشكلة يجب أن تبدأ بالتعاون بين عدة جهات من أهمّها البيت والمدرسة، على الرغم من أن بعض مسؤولي المدارس يرون أن ما يحصل بعد انتهاء الدوام الرسمي خارج المدرسة لا يخصّهم ولا يتبع متطلبات عملهم.وكذلك الأسر التي تضع اللوم على المدرسة وتغير نظامها متناسين الدور الذي يلعبونه في تحديد وقت خروج أبنائهم وعودتهم والحرص على ألا يتسببوا في إثارة الشغب.