[صقر قريش]

الاقتصادية :الاثنين 14-2-1430 هـ العدد :5600
تجارة الدروس الخصوصية في ذروتها.. الساعة بـ 75 ريالا
خالد الذبحاني من الرياض
لا يرى عبد المحسن الجحدلي فارقا كبيرا بين تجار الجملة والمفرق وبين المدرسين الخصوصيين، فهم يرفعون السعر إذا كان الطالب يرغب في تعلم مادة واحدة، ويخفضون السعر قليلا حين يصبح تلقي الدروس الخصوصية لأكثر من مادة.ويقول الجحدلي إن ولده الذي يدرس في الصف الخامس متعثر في كثير من المواد لكن لديه الصعوبة الكبرى في مادة الرياضيات، مشيرا إلى أنه اتصل بأحد المدرسين عبر الجوال الذي وضعه المدرس في الإعلان ليفاجأ أن الساعة الواحدة ستكلفه 75 ريالا، موضحا أن المدرس أخبره أن النظام يقتضي أن يدرس ابنه حصتين في الأسبوع ومدة الحصة الواحدة ساعة واحدة، وبعد أربعة أسابيع عليه أن يدفع 600 ريال مقابل الساعات الثماني، وأعرب عن استيائه من ذلك الاستغلال، مطالبا الجهات المختصة بوضع حد لهذه المهزلة، لافتا إلى أن المدرس الذي يقوم بتدريس عشرة طلاب فإن هذا يعني أن دخله الشهري سيكون ستة آلاف ريال وهو مبلغ كبير.فيما يقول المقيم اليمني جمال المقطري إن المدرسين يمارسون عملية الابتزاز في أبشع صورها خاصة مع قرب موعد الاختبارات، مؤكدا أنه اضطر لدفع مبلغ 500 ريال لأحد المدرسين مقابل عدد محدود من الساعات نظرا لقرب امتحانات ولده في الصف الثاني متوسط، ويقول إن الأسلوب الذي يلجأ إليه هؤلاء المدرسون للإعلان عن أنفسهم لا يكلفهم أي خسائر مادية، فهم لا يعلنون عبر وسائل الإعلام كالصحف والمجلات أو القنوات الفضائية وكل ما يحتاجون إليه ورق A4 لوضعها في كل مكان يخطر في بالهم، فتلك الإعلانات ستجدها أمام المستشفيات والصيدليات والحدائق العامة وفي كل مكان حتى إشارات المرور لا تخلو منها، وقال إن بعض تلك الإعلانات يرافقها دغدغة لعواطف الآباء من خلال حثهم على الإنفاق من أجل نجاح فلذة الكبد وعدم البخل فكل شيء يهون في سبيل مستقبل أبنائنا، موضحا أن الطالب الذي يرغب في دراسة أكثر من مادة يتم تخفيض المبلغ له لتكون الساعة الواحدة بـ 60 ريالا.من جانبه كشف أحد الطلاب (حمزة) الذي يتلقى التعليم لدى أولئك المدرسين، أن بعضهم يعرض عليك تخفيضا عن كل طالب تستطيع أن تجذبه لتلقي الدروس الخصوصية لديه، وقال الطالب إنه اتفق مع المدرس إن يجذب له عشرة طلاب على أن يتلقى هو التقوية دون مقابل، ولكن بعد أن أوفى بوعده وجلب له العدد المطلوب فوجئ بالمدرس يطلب منه نصف المبلغ ور فض التنازل عن أي مبلغ آخر، ويقول إن كثيرا من أولئك المدرسين يكونون على عجلة من أمرهم أثناء التعليم لأنهم يفكرون في الدفعة الثانية التي تنتظر موعدها، بل يؤكد الطالب حمزة أن دخل المدرس الخصوصي يفوق دخل المعلم الذي يعمل طوال العام.ويقترح عبد الله الشدي أن تضع الجهات المختصة حدا لمثل هذا فكثير من أرباب الأسر وخاصة من ذوي الدخل المحدود ليست لديهم القدرة على دفع تلك المبالغ الكبيرة التي لا قدرة لهم بها، وحتى إذا تم الدفع فإنها تكون على حساب بقية أفراد الأسرة، ويقول" لماذا لا تتولى بعض المدارس هذا الأمر فتحدد مدرسين متميزين وقادرين على توصيل المعلومة إلى الطلاب وتحدد وقتا معينا ليتلقى الطلاب دروس التقوية من أولئك المدرسين مقابل مبلغ رمزي يكون الجميع قادرين عليه، وهذه المبالغ تمنح لأولئك المدرسين نظير الخدمات الجليلة والجهود الخيرة التي يقومون بها تجاه أبنائهم الطلاب"، معربا عن امتعاضه من الأساليب غير التربوية التي يلجأ إليها المدرسون الخصوصيون