[صقر قريش]

عكاظ : الأثنين14 -2-1430هـ العدد : 2794
تنعش جيوب المدرسين وأسعارها تصل 5 آلاف ريال للطالب الدروس الخصوصية حمى تفترس مبادرة الطلاب
حسن النجراني – المدينة المنورة
تنشط هذه الأيام حمى الدروس الخصوصية، التي ترى فيها شريحة من الطلاب المهملين ملاذا آمنا لضمان الحد الأدنى للنجاح في أختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول، بينما يلجأ إليها طلاب آخرون لتساعدهم في الحصول على معدلات عالية في شهادة الثانوية العامة، تؤهلهم للمنافسة في القبول في الكليات الجامعية. الطالب في المرحلة الثانوية، رامي اللهيبي يبرر اضطراره للاستعانة بمدرس خصوصي بقوله، إنه يتعذر عليه التركيز أثناء شرح المدرس للدروس بسبب تكدس الطلاب في الفصل الدراسي، وضعف التكييف والإنارة فيه. وبعض المدرسين يكتبون الدرس على السبورة لينقله الطلاب في دفاترهم دون أن يفهموه، مما يفقدهم الثقة في عطائه ويدفعهم للاتكال على المدرس الخصوصي. ويقول الطالب ناصر صالح الحارثي إنه وعددا من زملائه في المرحلة الثانوية يلجأون للمدرس الخصوصي مضطرين لأن بعض معلميهم لا يمنحونهم الفرصة للتفاعل خلال الحصص الدراسية، ويردون بعصبية على أسئلتهم. ويضيف حتى نكون منصفين لابد من الإشارة إلى أن كثيرا من الطلاب يتهربون من حضور الحصص ويهملون استذكار دروسهم طوال الفصل الدراسي، وفي النهاية يستعينون بالمدرسين الخصوصيين، على أمل أن يساعدهم ذلك في النجاح في الاختبارات حتى لو كان بمعدل مقبول. وعن أسعار الدروس الخصوصية قال إنها تختلف من مدرس لآخر وقد تصل الى 5 آلاف ريال للطالب، فالذي يأتي لبيت الطالب أكثر سعرا من الذي يذهب الطلاب إليه في بيته. ويعزو الطالب في المرحلة المتوسطة محمد أحمد سيف، استعانة عدد من الطلاب بالمدرسين الخصوصيين إلى عدم مراعاة بعض معلميهم للفروقات الفردية بين الطلاب أثناء شرح الدروس.وفي المقابل هناك شريحة من الطلاب ومنهم الطالب في المرحلة الثانوية إبراهيم عبد الإله صندقجي يرفضون الدروس الخصوصية، ويرون أنها تعود من يلجأون إليها على الإهمال والاتكال على الغير وتقتل فيهم روح المبادرة .المدرس الخصوصي أبو محمد قال إنه يستعرض للطلاب الذين يدرسهم كامل منهج اللغة العربية خلال أسبوع قبل اختبارات نهاية الفصل أو العام الدراسي لمعالجة أوجه الضعف الناجمة عن عدة أسباب أبرزها القصور في تأهيل بعض معلمي المدارس واكتظاظ الفصول بالطلاب. ويتقاضى مقابل ذلك من كل طالب مبلغا يتراوح بين 500 و ألف ريال .وحسب المدرس في مدرسة الشاطبي في المدينة المنورة خالد بن أحمد الفرحان، فإن حرص العائلات على حصول أبنائها الطلاب على درجات عالية في نتائج الاختبارات، يدفعها لالحاقهم بالدروس الخصوصية إلى أن يلتحقوا بالدراسة في المرحلة الجامعية، خاصة أن لبعض المدرسين الخصوصيين فراسة في توقع أسئلة الاختبارات بحكم تراكم خبراتهم الطويلة .إلا أن المدرس في مدرسة المهد بندر بن سليم الترجمي يحذر من عواقب ظاهرة الدروس الخصوصية. ويعتبرها غير صحية لأنها تعطي صورة غير حقيقية عن مستوى الطالب، وتولد لديه إحساسا بعدم المبالاة تجاه الحصة الدراسية في مدرسته مما ينعكس سلبا عليه .