رد: وكذلك جعلناكم أمة وسطًا
ـ 2 ـ
وجوه الوسطية في القرآن الكريم :
وقد عٌني علماء التفسير وغريب القرآن ببيان معنى الوسط ووجوه استعماله في القرآن الكريم، فقال الرَّاغب الأصفهاِنيُّ:
(( والوسط تارة يقال فيما له طرفان مذمومان كالجود الذي هو بين البخل والسَّرف، فيستعمل استعمال القصد المصون عن الإفراط والتفريط، فيمدح به نحو السواء والعدل والنَّصَف، نحو قوله: ] وكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمَّةً وَسَطَاًً [[ البقرة، 143 ]. وعلى ذلك قوله تعالى: ]قَالَ أَوْسِطُهُمْ [[ القلم، 48 ].
وتارة يقال فيما له طرف محمود وطرف مذموم كالخير والشر. ويكنى به عن الرَّذِل، نحو قولهم: فلان وسط من الرجال، تنبيهاً أنه قد خرج من حدّ الخير )) ([1]
وقال أبو عبد الله الدّامَغَاِنيُّ:
(( تفسير الوسط على وجهين: العدل، الوسط بعينه.
فوجه منهما؛ وسطاً: أي عدلاً. كما في قوله تعالى في سورة البقرة: ]وكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمَّةً وَسَطَاًً [يعنى عدلاً.وقوله تعالى:]مِنْ أَوسطِ ما تُطعِمون أهليكم [[ المائدة ، 89 ]. يعني أعدل.
والوجه الثاني: الوسط بعينه, كقوله Iفي سورة البقرة:]حَافِظُوا على الصَّلوَاتِ والصَّلاةِ الوُسْطَى [[ 238 ] يعنى: صلاة العصر. وقيل : الصبح ))
[2]
[1]-انظر: (( مفردات القرآن )) للراغب الأصفهاني، ص ( 869 -87. ).
[2] - (( الوجوه والنظائر لألفاظ الكتاب العزيز )) للدامغاني : 2 / 279 . وانظر: (( مفردات الراغب )) ص ( 869 -87. ). تفسير الطبري: 5/ 217 ـ 221 ، (( تفسير البغوي )) : 1 / 287 ـ 289
|