رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الثلاثاء 15/2
الجزيرة:الثلاثاء 15 صفر 1430هـ العدد:13284
أين الحليب من مقاصف مدارسنا؟
عبدالله سعود عبدالله الدوسري
من خلال صفحة عزيزتي الجزيرة أحب أن أعقب على فعاليات اليوم الوطني لشرب الحليب المنشور في يوم السبت 6 محرم 1430هـ العدد 12346 في صفحة متابعة تحت شعار: (اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه) تحت قيادة أقطاب الثلاثي الوزاري د. المانع ود. العبيد ود. بالغنيم أتمنى أن تستمر فعاليات هذا اليوم طوال أيام السنة وليس كما هو وضع المقاصف المدرسية وماذا تقدم لأبنائنا الطلاب باقي أيام السنة - فبدلاً من التعقيب التقليدي على المناهج المدرسية كما تعودنا من العديد من المعقبين ومن مبدأ أن العقل السليم في الجسم السليم - ومن حيث أن الوجبات التي تقدم لأبنائنا الطلاب في المقاصف المدرسية من شوكولاته وشيبس وغيره من الحلوات والعصائر المدججة بالمواد الحافظة غير الصحية والتي تساهم في هدم صحة الأطفال وذلك يكمن من خلال ترسية (المقاصب المدرسية) على الشركات والمتعهدين الذين لا يتورعون في بيع أي منتج يحمل صفة غذاء يملأ البطن بدون النظر أو التحري عما يحويه من سموم هذا العصر من مواد كيميائية وألوان صناعية ومواد حافظة لا يعلم مدى ملامته لبني البشر وهذا يتضح لنا بتعامل تلك الشركات والمتعهدين مع تلك المقاصف المدرسية، حيث إن غالبية بل كل تلك الشركات ليس لديها أي مختبر أو خبير تغذية يشرف على ما تقدمه تلك (المقاصب المدرسية) من عدمه لأبنائنا الطلاب بل ترك لتحديد مصير طلابنا وأطفالنا الصحي هو قدر العائد المادي الذي ستجنيه تلك الشركات والمتهدين هو المعيار لما يقدم في مقاصفنا المدرسية، مع العلم أن الدراسات الحديثة أثبتت بما لا يدع مجالا للتهاون فيما يقدم لأبنائنا الطلاب بأنهم يعتمدون على تلك المقاصف المدرسية في تغذيتهم وهذا معلوم للقائمين والمشرفين على ترسية المقاصف المدرسية على تلك الشركات حيث أكدت الدراسات الحديثة أن ما لايقل عن 25% من الأطفال يعتمدون في تغذيتهم على رقائق البطاطس الشيبس والشكولاته، وأصناف مختلفة من الحلويات والأطعمة الجاهزة وكل ذلك موجود في مقاصفنا ولهذا يصاب هؤلاء الأطفال بالبدانة وأمراض مختلفة تؤثر في حياتهم بشكل سلبي وتعرضهم لمخاطر عديدة بما في ذلك الوفاة المبكرة، ومن المؤسف أن نمط التغذية السيئ هذا يساهم في تكريسه مع الأسف وسائل الأعلام المختلفة وأخطرها على أبنائنا الطلاب التلفزيون الذي تسخره الشركات المنتجة للأطعمة الجاهزة والخفيفة منها والثقيلة لصالحها حيث ترعى العديد من البرامج بما في ذلك برامج الأطفال والبرامج المدرسية أيضا ولهذا نجد أن قوة الإعلان تنطبع في ذهن الطفل المولع بالأطعمة الجاهزة وبالإضافة إلى وسائل الإعلام، فان الأمهات والآباء والقائمين على تربية ورعاية الأطفال يقدمون لأطفالهم مثل هذه الأطعمة كمحاولة لإرضائهم أو إسكاتهم وخصوصا عند القيام بالتسوق أو غير ذلك من الأنشطة، غير آبهين بخطورة ما يقدمونه لأطفالهم وللأسف نقول أن المقاصف المدرسية الرسمية منها وغير الرسمية تقدم للأطفال في المدارس الأطعمة الجاهزة كالعصائر الغنية بالمواد السكرية والملونات والعناصر الأخرى وخصوصا المطيبات التي تعطى قواما للعصير يماثل تقريبا العصير الطبيعي، ومثل هذه المواد الغروية المشتقة أساساً من مخلفات ومكونات النفط تسبب مخاطر للجسم ولا يقتصر الأمر على العصائر بل على المشروبات الغازية والفطائر والأطعمة الجاهزة المتنوعة التي لايدرك مدى مخاطرها إلا من يرى المآسي الناجمة عنها ويدفع الأطفال ضريبة كبرى من رصيد صحتهم بسبب سوء التغذية التي يساهم في ترسيخها بقصد أو بدون قصد الكبار ابتداء من التجار وانتهاء بالمدارس مروراً بالأسرة إذ الجميع يعرف أن الأطعمة الطازجة كالخضار والحبوب والفواكه والعصائر الطازجة والبيض واللحوم وغيرها من الأغذية مفيدة جداً عموماً وللأطفال خصوصاً لأن نموهم السليم جسديا ونفسيا يتطلب تأمين الاحتياجات الأساسية من مختلف العناصر الغذائية المتوفرة في مصادر الغذاء الطبيعية، فلماذا نكرس السلوك الغذائي الخاطئ بدلاً من ترسيخ السلوك الغذائي الصحيح؟ وإذا بررنا للتجار رغبتهم في كسب مزيد من الأرباح فلن نبرر للآباء والأمهات والمربين والهيئات الصحية والتدريسية والتربوية والإعلامية والاجتماعية أيضا سلوكهم أو برامجهم القاصرة عن تعزيز المعرفة التي تعد أساس التوعية الصحية والتي لا تقي أطفالنا من الأمراض فحسب بل تضمن نموهم الجسدي والنفسي، وتضفي على حياتهم مزيداً من الصحة والحيوية والسعادة فبعد هذا العرض نطمح بتعديل وتصحيح ما يقدمه المتعهد لأبنائنا الطلاب من أغذية غير صحية إلى أغذية صحية وهذا لن يتم إلا بتكاتف الأقطاب الثلاثة، فلنتعاون معا أطباء وإعلاميين وتربويين ومربين في سبيل رسم الابتسامة على شفاه أطفالنا التي سلبتها البدانة والأمراض الناجمة عن سوء التغذية.
|