عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2009   رقم المشاركة : ( 7 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الخميس 17/2

المدينة:الخميس 12 فبراير 2009 ميلادى - 17 صفر 1430 هجرى
منظومة تعليمية بلا مخرجات منتجة “2”
فيصل الجهني
كنتُ قد بدأت في الجزء الأول من هذه المقالة في مقاربة الأسباب التي أظنها تُفضي إلى مكامن الخلل في العملية التعليمية. ولعلي استخدم مفردة (مقاربة) للتأكيد على أنّ ليس ثمة كتابة مؤكدة تدعي امتلاك الحقيقة. وكنت قد زعمت أن هذه الأسباب تتمحور حول الأطراف الرئيسية الثلاثة للمشهد التعليمي، المؤسسة العليا للتعليم: الوزارة والإدارات التعليمية، المعلم، الطالب، ثم أتيتُ على مقاربة المحورين الأولين، ليختص هذا الجزء بعد ذلك في مقاربة محور (الطالب). ولكن ثمة معطيات صدرت من خطاب المؤسسة التعليمية بعد كتابتي للجزء الأول ربّما تؤكد ذلك الفكر النمطي الذي يستند دائماً إلى نماذج وقرارات جاهزة. فالوزارة قد أصدرت سابقاً قراراً يقضي بإلزام طلاب الصفوف الأولية ومعلميهم بالحضور خلال أسبوعي الاختبارات. وقد تزامن هذا القرار مع أصوات معارضة كثيرة، لأسباب عديدة تختلف في معايير منطقيتها، ومبررات مثالية مضادة من أصحاب القرار تجترئ على محاولة مستميتة لإقناع المتلقين بجدوى القرار وتبعاته. ثم تتحرك مفردات ذلك الخطاب/ القرار بعد أيام محدودة إلى اتجاه بعيد عن ذلك تبين أن ذلك (الحضور) لأسبوعي الاختبارات من قبل طلاب الصفوف الأولية اختياري تحدده رغبة الطالب وولي أمره. ولا شك أن في ذلك التباين احتكاماً إلى نوازع ذاتية عاطفية ينبغي أن يخلو منها خطاب المؤسسات الجادة المفعم بالدقة والموضوعية. أما المعلم فعليه في كل الأحوال أن يظلّ منتظراً للنتيجة النهائية من محصلة رغبة الطالب وولي أمره معاً، في الحضور أو الغياب، وعليه بحساب خطاب مرجعياته الرسمية أن يقوم بأي عمل (يُشغله) خلال الأسبوعين، وإن لم يجد فصياغة (الأهداف السلوكية) جاهز لكلّ الحالات.
أما الشاهد الآخر الذي أعادني للمشهد البدئي من جديد هو (التصريح) الذي ألزم به أحد مديري التعليم -في منطقة كبرى- أصحاب المدارس الأهلية الخاصة بضرورة توفير عدة شروط للموافقة على تجديد التصريح الخاص بها. من هذه الشروط (سعة الفصول ومناسبتها لعدد الطلاب 1.5م مربع للطالب الواحد، كفاية الملاعب والأفنية الخارجية، ومدى توظيف الكفايات في مستوى المعلمين، ووجود برامج لرعاية الطلاب الضعاف دراسياً وسلوكياً، وتوفير أنشطة حديثة وتجهيزات مدرسية متقدمة، اكتمال المختبرات العلمية والمعامل التربوية.
أتساءل فقط: ألا يؤكد هذا ما سبق أن أشرت إليه فيما يتعلق بأصحاب المشاريع الوزارية التعليمية الجاهزة الذين يعجزون عن معاجلة الواقع وتحويله، لأن أفكارهم تحتاج إلى واقع آخر أو إلى عالم آخر، في حين أنّ الفكرة المثمرة هي التي تضع الواقع بقدر ما تتحول إلى وقائع! وهل وجد مدير التعليم الموقر (بعض) هذه الشروط في المدارس الحكومية ليرى ضرورة وجودها في المدارس الأهلية؟ من يقتدي بمن؟ المنتمون -أصلاً- لإدارات المؤسسات التعليمية فكراً وعملاً أم أصحاب المشاريع المادية والنبيلة في اللحظة ذاتها غالباً. ألم يكن من الأجدى أن يهجس مدير التعليم - إيّاه- ويخطط لتوفير (أهم) تلك الشروط -على الأقل- في المدارس الحكومية الرئيسية؟ من الأكثر قدرة وإمكانات؟ الوزارة أم الأشخاص لتوفير الشروط الحاسمة للتعليم الصحيح؟
أما المحور الثالث/ الطالب، فإن المشهد المهترئ العام يشمله كذلك. وذلك لغياب أمرين في ذهنية الطالب ذاته، الدافع الذاتي المعرفي، والحافز الواقعي النفعي. وكلا الأمرين يفضي تحققهما إلى ولادة الطالب الحقيقي الذي يشحذ همّته كل صباح للذهاب إلى عالمه المدرسي بحيوية وحب واختيار وتلق جاد زاخر بالاستيعاب الصحيح والفهم العميق المنتج.
أما الدافع الذتي المعرفي فيبدو أن أمر غيابه يتعلق بالمنظومة الجمعية العامة، إذ الطالب جزء من مجتمعه الذي يرتهن دائماً إلى حاجات معيشية بسيطة حاصراً غاياته الكونية كلها في تلك الحاجات. فالموقف الثقافي من العالم حولنا غائب في الوعي الاجتماعي وكذلك مفاهيم التطور والمستقبل والتحدي الحضاري الذي كان سبباً في ازدهار التجارب التعليمية الحضارية الفاعلة في التاريخ. لحظة الحضارة تلك هي التي توقظ في نفوس أبنائنا شرارة الروح الإنسانية القادرة على تحقيق الذات والمشاركة الحقيقية في مشاريع البلاد التنموية دون الاستسلام للحظات الركود والإحباط والدوران في حلقات مفرغة دائماً!
أما الحافز الواقعي النفعي الذي يحفز على النجاح المستمر وتخطي المراحل التعليمية بلا تأخر أو إخفاق، فهو ما ينتظره الطالب من (ثمرة) مادية مباشرة بعد إتمامه لمشروع دراسته، ذلك الحافز الذي يعكس ما اكتسبه من علوم ومعارف على فضاءات الواقع والحياة.
(طالبنا) في اللحظة الآنية يدرس وفي ذهنه كثير من الإحباط وبعد المسافات، خاصة طالب المرحلة الثانوية، التي تظهر فيها تلك المشاهد اليائسة بوضوح، وهو يدرك أن عليه تخطي مراحل عديدة، كل مرحلة تمور بأكثر من خمسة عشر مقرراً دراسياً يضجّ بالمعلومات والأرقام والنظريات، وبعدها تأتي مرحلة المجهول، الاختبارات الجديدة المستحدثة (القدرات والاختبارات التحصيلية) ثم مرحلة القبول للجامعات والكليات والمعاهد (بين معمعة الملفات والنسب التقديرية والاختبارات والمقابلات..)، وأخيراً مرحلة الدراسة لما بعد المرحلة الثانوية تلك. وبعد كل تلك العقبات، هل يضمن هذا الطالب الفاقد للدافع الذاتي -أصلاً- حافزاً مادياً وظيفياً يحقق به ذاته المتشظية في جلبة المراحل، وهو يدرك أن تحقق ذلك الحافز يبقى أسيراً للظروف.. والزمن. وقد صرح وزير التربية والتعليم قبل وقت قصير بأن (90% من مخرجات التعليم الحالية لا تتلاءم مع سوق العمل). مؤكداً على ذلك الزمن الجديد (زمن أطياف المشاريع الكبرى لتطوير التعليم)!!.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس