[صقر قريش]

الرياض : السبت 19-2-1430هـ العدد : 14845
رسالة تربوية
يوسف القبلان
} أتفهم الأسباب التي جعلت مدير عام التربية والتعليم بمنطقة عسير يبدي الاستياء من قيام مديرة مدرسة بتكليف الطالبات بنظافة الفصول، وقد وصف تصرف مديرة المدرسة بأنه تصرف غير مسؤول. جاء هذا الكلام في اجتماع المجلس التعليمي حسب ما قرأت في الرياض الخميس 17 صفر 1430ه. مديرالتعليم يعتبر - وهو محق في هذا - ان تنظيف الفصول ليس من مسؤوليات الطالبات نهائياً لوجود ميزانية مقررة للنظافة وشركات مكلفة بهذه الأعمال. وقد طلب استناداً الى ما سبق من ادارة المشاريع التأكيد على مديرات المدارس بعدم إلزام الطالبات بالقيام بنظافة مدارسهن ومتابعة المقاولين المسؤولين عن نظافة تلك المدارس للقيام بأعمالهم حسب شروط وضوابط العقود بعيداً عن المجاملات.أقول إنني أتفق مع مدير التعليم ان هناك شركات مكلفة بالنظافة ولكن ارجو ان يسمح لي بالاختلاف معه في تصرف مديرة المدرسة، فأنا ارى انه تصرف مسؤول اذا نظرنا الى الموضوع من زاوية تربوية.ولعل مدير التعليم يتفق معي على أهمية المشاركة من كافة منسوبي المدرسة في كافة مراحل العملية التربوية، والعملية الادارية، وما ينتج عن المشاركة من ايجابيات كثيرة من أهمها تعزيز الشعور بالانتماء، وتعزيز العمل بروح الفريق، وبناء الشخصية والتعود على خدمة المجتمع من خلال خدمة المجتمع الصغير (المدرسة).من هذا المنطلق فأنا لا أرى مشاركة الطالبات في تنظيف الفصول خروجاً عن النظام او تصرفاً غير مسؤول بل إنني أقترح ان يخصص وقت محدد في الاسبوع لمشاركة الطلاب والمعلمين في نظافة المدرسة ليس لعدم وجود شركات تقوم بهذا العمل ولكن لأن هذه الممارسة بمثابة الدروس التربوية العملية وهي أحد أهم ادوار المدرسة. إنني هنا لا أتكلم عن ميزانية النظافة ولا عن الشركات المكلفة ولا عن دور إدارة المشاريع، ولا عن متابعة المقاولين حسب شروط وضوابط العقود بعيداً عن المجاملات.كما أشار مدير عام التعليم، ولكني أتحدث من الزاوية التربوية، وأقترح على الدكتور علي بن محمد الموسى مدير عام التربية والتعليم بمنطقة عسير مناقشة هذا الموضوع من هذا المنظور فقط وطرحه للنقاش في أحد الاجتماعات التي يشارك فيها التربويون.ولعلي بهذه المناسبة أذكر بأن بعض الطلبة المبتعثين اكتشفوا بعد استقرارهم في الدول التي يدرسون فيها انهم بحاجة إلى تدريب في القيام بالعمليات المنزلية البسيطة مثل الطبخ والنظافة، وغسيل الملابس.. إلخ..وإذا كانت تلك الأعمال من مسؤوليات المنزل، وينظر لها البعض بأنها أمور شخصية فإنني أنظر إليها كمؤشر على أن برامج التعليم والتربية هي برامج يغلب عليها الجانب النظري بل هي برامج تعليمية تركز على التعليم على حساب التربية.تلك مداخلة أقدمها لمدير عام التعليم بمنطقة عسير للمشاركة بها في أحد اجتماعاتهم القادمة التي أوجه فيها لنفسي الدعوة للمشاركة كمواطن يرغب في المشاركة، وأنا على ثقة أنكم سترحبون بمشاركتي، كما سترحبون مستقبلاً بمشاركة الطلاب والطالبات ليس في تنظيف الفصول فقط بل المشاركة في إدارة المدرسة كنوع من التدريب إلى جانب أن المشاركة تجعل الجميع في زورق واحد.