هدوا المحاجي
هدوا المحاجي هدوا المحاجي هدوا المحاجي هدوا المحاجي هدوا المحاجي
بسم الله الرحمن الرحيم
اتصل بي أحد الأصدقاء, وذكر لي أن المستعين بالله وجه لي نداء عبر المنتدى, ووضع مبلغاً كبيراً لمن يعثر على الحارث ...
و الحق أني ممتنٌ لنداء المستعين هذا (بالرغم من أني لم أعثر على ندائه ضمن مواضيع المنتدى, ولعله هنا أو هناك) و هو دليل على طيب معدنه, و كرم محتده, و حبه لإنجاح المنتدى, حتى و إن بالحارث ( بالرغم من ترادف شغل الحارث , وكثرة شغبه, وحدة طبعه).
و إكراماً لحق المستعين أحببت أن أرفع يدي, و لو من خلف الأسوار, أو من بين أكوام المشاغل؛ لأقول أنا هنا يا أبا عبدالله.
و إكراماً لحقه و حق المنتدى, أحببت أن تكون هذه المشاركة ليست بمجرد رفع اليد فحسب, بل بموضوع .
و كانت رغبتي الأولى المشاركة في بيتي الأول (البيت الكبير) لكن بعد زيارته والتردد في أرجائه, وجدت هدوءاً وخمولاً ، وناراً طافئة أو تكاد, فغادرته إلى البيت الثاني (الحياة الفطرية) فوجدت النار الحية, زادها الله اشتعالاً, فحللت فيه؛ لأقترح هذا الشعار:
( هدّوا المحاجي)
والمحاجي: جمع محجاة, مأخوذ من الحِجى بكسر الحاء, ومن معانيه: الستر؛ لأن المحجاة تستر صاحبها. أو من الحَجا بفتح الحاء, وهو: الملجأ, وفي اللسان: ماله من ملجا ولا محجى بمعنى واحد.
و المحجاة: بناء صغير من الحجارة غير منتظم ولا مكتمل الأطراف ولا مسقوف, يكفي لواحد أو لإثنين في الغالب, والهدف منه, إما المراقبة في أوقات فقدان الأمن, و إما الصيد حيث يكمن فيها ( الحنّاشون) لصيد السباع أو الطيور أو نحو ذلك.
وقد كانت محاجي الصيد هذه أحد أطراف السلسلة الخبيثة, التي تسببت في التدهور الكبير لعنصرين من أهم عناصر الحياة الفطرية في بلاد ثمالة وغيرها, حتى كادا أن ينقرضا, وهما :
1- السباع المستوطنة, وبخاصة الضباع و الذئاب, فلا نكاد نسمع عنهما خبراً في الوقت الحاضر (و أذكر أني بت ليلة في حمى ثمالة, كنت أسمع عوى الذئاب في كل جانب منه).
2- طيور الصيد الرئيسية, وبخاصة (القهادي و الحجل), و أذكر أن القهادي كانت تأتي إلى المزارع زرافات, وخاصة في أوقات الخريف .. والآن تمر الشهور و السنون فلا تكاد تسمع صوتاً أو ترى أثراً.
لذا فما أجمل أن يتبنى منتدى ثمالة شعار ( هدّوا المحاجي) ليس بقصد هد حجارة هذه المحاجي, فقد يكون أغلبها تهدّم, ولكن بقصد تبني مبدأ الامتناع عن الصيد , كل الصيد, و احترام حق الحياة لكل عناصر الحياة الفطرية ..
من الحيوانات: كالضبع, و الذئب , و الثعلب, و النيص, و التفه, و الأرنب...
والطيور بكافة أنواعها , وخاصة القهادي , و الحجل , و القماري...
و الزواحف بكافة أنواعها , كالثعابين, و الحيات , والأفاعي...
وهكذا لبقية الأحياء ...
(فالمحجاة) ليست مقصودة لذاتها, بل لاعتبارها وكراً للفعل الطائش , الصادر من الإنسان الذي يلبد خلف أحجارها , و يهدد الحياة الفطرية , و يقتل و يقتل ..
و عبارة (هدّوا) لبيان أن من يتبنّى هذا الشعار , لا يكتفي بمجرد أن يمنع نفسه عن الصيد , بل يعمل جهده لمنع غيره, بالدعوة و التثقيف والنصيحة أولاً , فإن امتنع و إلا فبالإكراه و القوة والقسر, أي تهديده بالأنظمة التي تمنع الصيد, وتمنع حمل السلاح , وتبليغ السلطات عنه , ونحو ذلك مما هو في معنى(هد المحجاة).
- أيها الأخوة لقد أسرفنا أو أغلبنا في الاعتداء على الحياة الفطرية, وفعلنا بأيدينا ما تنكره الطباع السليمة, قال تعالى(ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس) الآية . فلتكن توبتنا أو كفارتنا , مكافئة لما أحدثناه من بلاء .
اللهم اغفر للحارث ماسلف من ذنبه زمن الغواية, واجعل ما يكتبه هنا كفارة له .
|