عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2009   رقم المشاركة : ( 9 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: المقالات التربوية والتحقيقات الصحفية

المدينة : الإثنين 21-02-1430هـ العدد : 16735
المعلم المربي المؤثر
منى يوسف حمدان
في خضم هذا الزخم الفضائي الإعلامي المتنوّع، توقفت عند قناة تعرض فيلمًا اجتماعيًّا مميّزًا -أمريكي- يعرض قضية هادفة وخطيرة، ألا وهي تربية النشء في المرحلة النهائية من الثانوية فيا له من طرح متميّز لمشكلات هذه الفئة العمرية من الشباب، ماذا يعانون؟ وبماذا يهتمون؟
الفيلم يتحدث عن جانب تربوي قلّ الاهتمام به في عالمنا العربي اليوم! الطلاب الذين يمثلون النخبة في المدرسة لا هدف لديهم ولا طموح، واللامبالاة هي سمتهم الطاغية على كل تصرفاتهم، المدرسة تركز اهتمامًا عاليًا جدًا على المشاركة في المسابقات الرياضية في مجال لعبة كرة السلة بالتحديد والرغبة في الحصول على مراكز متقدمة في هذه اللعبة، لذا تم الاتفاق مع مدرب مؤهلٍ تربويًّا لتدريب الطلاب ورفع مستواهم ولياقتهم، ويا له من مدرب عظيم، لم يكن كذلك فقط، بل كان مؤدّبًا ومربيًّا ومعلّمًا مؤثّرًا ، قبل أن يدرب على اللعبة علّمهم كيف يكون الاحترام متبادلاً، كيف يكون التخاطب مع الكبير والصغير والند في العمر، كيف يكون الالتزام بالعهود والمواثيق، أخذ عليهم عهدًا وميثاقًا غليظًا يوجب على الطرفين الالتزام ببنوده، علّم الأهالي ماذا نريد من هذا الجيل، حدد لهم معايير لا يمكن التنازل عنها إطلاقًا في المستوى التحصيلي الدراسي، ومن لم يلتزم يكن عرضة للعقاب البدني، ليس بالضرب، بل بالجري وتمارين الضغط، تزداد كلّما قلّ الطالب في أدبه، أو جادل، أو ناقش بغير وجه حق حتى يلتزم بالأدب الذي هو الغاية والهدف.. تمسك المدرب بآرائه التي اعتبرها المجتمع شاذة ومخالفة له، كونه ينادي بما لا تهواه الأنفس، وتركيزه على الإنسان في كافة جوانبه العلمية والخلُقية، ومن ثمّ الرياضيّة، رؤيته بعيدة المدى يبحث عن مستقبل مشرق لجيل سيتولى دفة بناء الوطن، فلابد أن يتمتع بقدر عالٍ من المسؤولية والشخصية السويّة والعلم النافع، الثبات على المبدأ أمر هام، وفي الختام كسب المعلم المربي الرهان مع طلابه بعد مواجهة عنيفة مع الأهالي وإدارة المدرسة والمجتمع والقانون، وكاد أن يستسلم ويقدم استقالته عندما أصرّ على مبادئه، ولكن ما زرعه في نفوس الطلاب حصده تأييدًا من قبلهم على الوفاء بالعهود والمواثيق التي قطعوها على أنفسهم مع مدربهم وتحققت الغاية والهدف، النجاح والتفوق الدراسي مع النصر والفوز بالمباريات والبطولات وتحقيق أعلى المستويات وأفضلها، لقد عرفوا طعم النجاح والفوز بعد أن كانت الهزيمة والخسارة ديدنهم. فهل نعي من هذا الفيلم ما هو الدور المناط بكل معلم ومربٍّ كيف يؤثر في طلابه؟ كيف يعدل سلوكيات؟ كيف يكسب محبة واحترام هذا الجيل؟
ليس الهدف هو النجاح في جانب وترك جوانب أخرى مهمة.. المعلومات والدرجات والانتقال من صف إلى آخر، ومن مرحلة لمرحلة ليس هو الغاية.. نحن بحاجة لعضو فاعل في المجتمع متمسك بدينه وخلقه ومبادئ وعادات وتقاليد عشناها وتربينا عليها من سنين.. نريد تصحيحًا لواقعٍ مرير يعيشه جيل اليوم في معظمه للأسف من اللامبالاة والضياع والانهزامية والانهيار الأخلاقي ..حذارِ من كفر النعم، والتنكر لواقع جميل حبانا الله إياه، ولنعلّم أبناءنا أن من لا يحفظ النعمة تُسلب منه. هناك ناقوس خطر يدق في المدارس بقوة يحذر من جيل قد يخرب ويدمر ويضيّع الأمانة، لنتابع بحرص شديد ما يحدث خلف الأسوار وخارج الأسوار، علّنا نجد حلاً سريعًا لجيل يحتاج منا الكثير والكثير من وقتنا وجهدنا..
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس