[صقر قريش]

المدينة : الإثنين 21-02-1430هـ العدد : 16735
والدة نورة: ابنتي قادرة على تحّمل مسؤولية تعليم البنات
وفاء أحمد - الرياض
ابدت والدة نورة الفايز ، ثقتها في ابنتها للاضطلاع بمهام عملها نائبة لوزير التربية والتعليم . وقالت السيدة سارة بنت عبد الرحمن المغيرة لـ"المدينة" إن المسؤولية زادت اضعافا على ابنتي ، حيث ان من واقع وطبيعة مهام عملها كنائبة وزير ستتحمل أمانة تعليم بنات الوطن في مختلف مراحل التعليم العام ، معربة عن سعادتها لتعيين ابنتها البكر في أول منصب وزاري نسائي . وعبرت عن قناعتها في ان الإخلاص سيؤطر مسيرة عمل نورة كنائبة لوزير التربية والتعليم ، كما كان عليه الحال إبان عملها في معهد الإدارة العامة رغم زيادة الالتزامات والاعباء العملية .وسلطت سارة المغيرة الضوء على جوانب أخرى من حياة ابنتها “نورة” ووصفتها بأنها محبوبة كثيرا من جميع إخوانها وأهلها والمتعاملين معها . وتتصف بأنها مجتهدة ومعطاءة ونشيطة ولا تتوانى في عملها أبدا . وبينت أن “نورة” أم لثلاثة أبناء وابنتين، ولدها البكر “بدر” وآخر أطفالها “مشاعل” ، وكشفت عن أن ابنتها استطاعت الموازنة بين كل واجبات عملها السابق كمديرة في معهد الإدارة العامة وبين دورها كأم وزوجة .
وأضافت أن “أبا مساعد” والد نورة متزوج من ثلاث نساء ولديها الكثير من الإخوة وعشرة أشقاء.
المدينة : الإثنين 21-02-1430هـ العدد : 16735
نورة الفايز .. من مراقبة مدرسة إلى كرسي نائب الوزير
أمين رزق - جدة
جاء تعيين السيدة نورة الفايز كنائب لوزير التعليم لشؤون تعليم البنات ترجمة عمليّة على الثقة المتزايدة في كفاءة المرأة السعودية التي تبوأت كثيرا من المناصب ودعم التوجّه الاصلاحي في مسيرة الوطن بالسنوات الاخيرة . ولعل المتابع للشأن المحلي لم يفاجأ بهذا الاختيار نتيجة التشجيع الكبير الذى تحظى به المرأة حاليا ،ويبقي من حسن الطالع ان يطلق خادم الحرمين الشريفين اسم الاميرة نورة بنت عبد الرحمن الفيصل على أول جامعة للبنات وان يكون اسم أول سيدة تتولى هذا المنصب الرفيع في وزارة التربية الذى طالما نادى به الكثيرون نورة الفايز التي قدمت من قرية الفرعة التي تبعد عن شقراء حوالى 11 كم . هذه البيئة المحافظة ساهمت في نشأة الفايز على احترام تقاليد المجتمع وعاداته التى تنسجم مع الثوابت الدينية لاسيما وان نشأتها واكبت فترة بدايات الانفتاح على الخارج . نشأت الفايز في بيئة بسيطة مترابطة اجتماعيا بعيدا عن الهموم والتعقيدات مما أتاح الفرصة لها لتشبّ على التفوق الدراسي والاخلاص والدأب على العمل كما يقول المقربون منها .وعلى الرغم من محدودية وسائل الترفيه في هذه الفترة الا انها حرصت على تنويع اهتماماتها وقدراتها من خلال الاقبال على القراءة وحب السفر الذى اتاح لها معارف عديدة لم تتوفر لمثيلاتها اللائى وقفن عند مراحل محدودة من التعليم .تتمتع نورة الفايز التى ولدت في 1955م بمؤهلات شخصية عملانية منذ سنوات عمرها الاولى من ابرز ها الطموح والتوازن وعدم الانشغال بالامور الصغيرة فهذه كانت أول الدروس التى تعلمتها عندما بدأت الانخراط في دراسة دهاليز علم الاجتماع الذى يقف على تطور المجتمعات وآليات التغير في النفس البشرية . جعلت نورة الفايز من دراسة علم الاجتماع والادارة في جامعة الملك سعود في 1975 الوقود الذى قاد مسيرتها التعليمية الى الامام وكان المحرك المفصلي في حياتها بالحصول على الماجستير في1982 في التكنولوجيا التعليمية . كرست الفايز معظم حياتها للتدريب والادارة فقد تولت منصب مشرفة التكنولوجيا التعليمية على مدرسى الاطفال ذوى الاحتياجات الخاصة في قسم التعليم الخاص كما اختيرت مديرا عاما للفرع النسائى في معهد الادارة الذى يركز على التدريب والاستشارات والبحث وفي مارس 2007 تلقت الفايز ترقية بالمرتبة الرابعة عشرة لتكون بذلك خامس امرأة سعودية تتلقى هذا المنصب الرفيع .والسيدة نورة الفايز التي لديها 5 من الابناء وتتمتع برؤية شمولية لقطاع التعليم والتدريب لم تهبط على هذا المنصب بـ(البراشوت) كما يقولون بل حفرت طريقها في الصخر ومن تحت الصفر، فقد عملت من عام 1975م قبل تخرجها من قسم علم الاجتماع بجامعة الملك سعود ولمدة 3 اعوام مراقبة في المدرسة المتوسطة التاسعة للبنات و بعدها عملت ايضا لمدة عام واحد معلمة اجتماع في الثانوية الاولى وترقّت بعد ذلك لتشرف على روضة اسكان معهد الادارة العامة ادارياً وبعد حصولها على الماجستير في تخصص تقنيات التعليم من جامعة ولاية يوتا بامريكا في 1982م عملت محاضرة ورئيسة لمركز تقنيات التدريب بالفرع النسائي لمعهد الادارة واستاذة متعاونة مع كلية التربية بجامعة الملك سعود ثم موجهة للوسائل التعليمية في معاهد التعليم الخاص لتتوج مسيرتها في التدريب والتقنيات التعليمية كمديرة عامة للفرع النسائي بمعهد الادارة العامة المناط به تنظيم دورات متنوعة للكادر النسائي في القطاع الحكومي للارتقاء بمستوى الاداء المهني للعاملات. وبين التدريب والتعليم استطاعت ان تشكل رؤيتها لمستقبل قطاع عريض يعانى من صعوبات جمة في مجال الانخراط في العمل في ظل غلبة التعليم النظرى بنسبة 76% فيما يسير التعليم العملي على قدم واحدة تقريبا في ظل معطيات صعبة ابرزها محدودية المقاعد بالجامعات وضعف مقدرات التدريب . واستطاعت الفايز من خلال عملها في قطاع التدريب ان تقف على مكامن القوة في قطاع التدريب والقصور في التأهيل النسائى للوظيفة واهمية تنويع مهارات المتقدمين للوظائف حتى يكونوا مؤهلين بشكل اكبر من اجل أداء أفضل وربطها بمخرجات التعليم وهو الامر الذى من المتوقع ان يختصر نصف الطريق بالنسبة لها لأن لبّ الازمة التي يعاني منها تعليم البنات يكمن في تأهيل الكوادر ولعله من البديهى ان يساندها في ذلك ما تتمتع به من خبرات يمكن ان تسهم في رفع مستوى الكوادر النسائية انطلاقا من بحوثها العملية التي «تناولت الاحتياجات التدريبية للقوى العاملة النسائية ومخرجات البرامج الاعدادية ومواصفات الاداري المحنك « في ظل خيارات عديدة ترى اهمية توسيع قاعدة اختيار التخصصات العملية امام الفتاة منذ وقت مبكر بدلاً من التخرج والبقاء لسنوات في تخصصات لم تعد مطلوبة في سوق العمل، ولعل الثانويات المهنية والفنية تعد خياراً مناسباً لدراسته في المرحلة المقبلة انطلاقاً من رؤية الفايز التي ترفض النظرة القاصرة للشباب السعودي على انهم الاقل التزاماً بين نظرائهم بالقيم الاساسية للعمل والكفاءة المهنية مؤكدة أن من الواجب عليهم الان ان يثبتوا للعالم بانهم ملتزمون بهذه القيم والاتجاهات الايجابية نحو الوطن.
خبرات بانورامية
والفايز التى يمكن ان نطلق عليها «بانورامية الخبرات» تمتلك ادوات جيدة مطلوبة على وجه السرعة في تعليم البنات فهى شخصية ثرية على صعيد رعاية الموهوبين وقضايا الشباب وتطوير كليات التربية الامر الذى اتاح لها الوقوف على مقدرات وتأهيل القائمات على صلب العملية التعليمية في مدارسنا . كما تتمتع بباع كبير من الخبرة فى تأهيل الموارد البشرية الذى يعد أحد المرتكزات الاربعة لخطة الملك عبد الله لتطوير التعليم والتي أولت إعادة تأهيل 400 ألف معلم ومعلمة أهمية قصوى للانطلاق نحو تحسين مستويات المعلمين عصب العملية التعليمية.
ملفات مزعجة
وبقراءة سريعة للتصريحات البروتوكولية الاولى لها يمكن القول : إن الفايز لن تجد صعوبة كبيرة في ان تنخرط سريعا مع اكثر الملفات ازعاجا مثل نقل المعلمات والحوادث السنوية في قطاع عريض يضم 16383 مَدْرَسَة و2.3 مليون طالبة و230 ألف معلمة في مختلف القطاعات لأسباب عديدة من وجهة نظرها ابرزها اهمية التوجه إلى صلب تحديث واصلاح العملية التعليمية والتركيز على تطوير المناهج والبيئة المدرسية والانشطة اللاصفية لتخريج طالبات مؤهلات للتعاطي مع معطيات العصر ومتغيراته مع التمسك بالثوابت.ولعل نورة الفايز بما تتمتع به من خبرة في دراسات علم النفس الاجتماعى والسيكولوجى تدرك في ذات الوقت وهي القادمة من بيئة محافظة كمّ الحساسية المفرطة والتضخيم المبالغ فيه احياناً عند التطرق الى قضايا تعليم البنات وتتذكر بكل تأكيد حادث المتوسطة 31 بمكة المكرمة في عام 2002م والذي أودى بحياة 14 طالبة واصابة 50 أخريات والضجة التي واكبتها لعدة شهور ، لهذا من المتوقع ان تولي قضية السلامة في المدارس اهتماماً كبيراً في ظل تأكيدات الدفاع المدني عن قصور ملحوظ في هذا الجانب،والفايز التى لا تنطلق في رؤيتها للمناصب من تقسيمات قسرية مبتسرة ترى ان هذا رجل ينبغي ان يرأس الرجال والعكس بالنسبة للمرأة تشدد على اهمية اداء الامانة بمعايير مهنية فالعملية التعليمية لا يعوقها وجود رجل في منصب أو امرأة لأنهما ‏مكملان لبعضهما البعض فضلاً عن أنهم في نهاية الأمر مواطنون ‏يحملون أمانة يجب أن تؤدى على أكمل وجه بعد قراءة جيدة للواقع ‏ومن ثم القيام بالتحديث المطلوب دون المساس بالثوابت الوطنية.‏إن نورة الفايز التي جاءتها الفرصة بعد كفاح طويل لديها الآن ‏الأدوات لتؤكد للعالم على رسالتها بشأن اهمية تصحيح أوضاع المرأة ‏السعودية ليدرك العالم أن ارتداء المرأة الحجاب والعباءة لا يؤثر على ‏قدرتها في تحقيق أهدافها العلمية خاصة اذا كانت تتمتع بخبرات عريضة ورؤية واسعة فى مجالات شتى بداية من التدريب والتأهيل وحتى الاقتصاد المعرفي .