[صقر قريش]

الوطن:الثلاثاء 22 صفر 1430هـ العدد (3063)
التقويم المستمر يجعل المعلمين الكسالى أكثر كسلا
سبحان الله دائما نحن المنفذين لكل فكرة متطورة نسرع في تطبيقها قبل أن تمر عليها تجارب عديدة نأكل قبل أن ينضج طعامنا ونعمل قبل أن نتدرب ونزرع قبل أن نسمد التربة . طفرة في كل شيء وما بعد الطفرة تظهر العيوب ونستمر في ارتكاب الأخطاء ولا نعترف، نطبق الخطأ على الخطأ، ثم نجعل له سلما ونمشي عليه بكل ثقة عمياء؟!أي نظام تسنه الدول المتقدمة تدرسه لعشرات السنين قبل تنفيذه ثم تبدأ به خطوة خطوة وتصعد به درجة درجة تؤهل الكادر . . تنظم وتدرس الإيجابيات والسلبيات ثم تطبق ونحن ماذا فعلنا؟! الكثير من المعلمين والمعلمات لم يفهموا جوهر التقييم وماهيته وفاقد الشيء لا يعطيه!ومن يحتاج إلى تقويم لايقوم؟! فكيف بنا وقد أوكلنا هذه المهمة لمن لا يعرف كيف يفرق بين شيئين! المعلمة الكسولة ونظيرها المعلم الكسول فرحا بها جدا لماذا؟ لأنها تريحهما من التزامات كانت تكشف عوار كسلهما واستهتارهما . المعلم المتهاون تغطى ودثر كسله بعهن نظام التقويم فـ"كبر وسادته" واستأنس من عناء التفكير والجهد فهو المعين له على سلحفاته مشيا للخلف! وهضم حق الطالب المجد والمعلم المتمكن . فلم نعد نعرف المعلم الذكي من الساذج الذي لا يهمه غير أن يتسلم راتبه آخر الشهر . الإسراع في تطبيق كل جديد متجاوزين سلم الطائرة سيسقط صاعدها على رأسه مباشرة والركوب على دابة ثم الطيران للجو بالتأكيد سيسقط راكبها والدابة ستستمر مطأطئة رأسها لأنها ببساطة دابة تحمل أسفارها متنقلة بين الأزقة والشوارع ولا تحيط علما أن فارسها سقط على الأرض!العملية التعليمية تحتاج لغربلة كاملة لا ينفع أن أغرس نبتة جيدة في تربة فاسدة جافة دمنة لا ماء ولا هواء ولا حتى ثاني أوكسيد الكربون . كثير من مربيات الأجيال تخطئ في الكتابة والقراءة رغم أن خبرتها لا يستهان بها تكتب الضاد ظاء والتاء المفتوحة تاء مربوطة والهاء تاء والألف المقصورة ممدودة!وتسأل عن السبب . . . تجيب هكذا تكتب! والطامة الكبرى متخصصة لغة عربية أو علوم شرعية . . المشكلة والبلاء في المعلم أو المعلمة والبيئة غير المناسبة . نظام التقويم المستمر يعتبر رائعاً جدا إذا طبق بحذافيره والمفترض أن يحسن من مستوى الطالب وللأسف من قام بتطبيقه جهل أسسه والجاهل كيف يعلم من أجهل منه؟! وسبحان الله كلما تقدمت التكنولوجيا كثر الجاهلون والجاهلات والكسولون والكسولات والأغبياء والغويبيات . البنية التحتية للتقويم المستمر تعتمد على البيئة المدرسية ونسبة عدد الطلاب في الفصل الدراسي الواحد حيث أنه لا يجوز تطبيقها على أكثر من خمسة عشر أو عشرين طالباً أو طالبة والفصول يجب أن تكون مؤهلة صحيا وبيئيا من إضاءة وتدفئة إلخ، والأهم معلم التقويم يجب أن يفرغ لهذه المهمة ويخصص معلمين في آن واحد كي يقوم بدوره دون المعوقات السابقة الذكر والرقابة مهمة جدا حتى لو فهم المعلم عملية التقويم المستمر فالتناسب المضطرد حجة واهية وصد مانع لنجاحه .
وأخيرا همسة ليست مهمة جدا 50 طالباً + فصل أربعة في خمسة + معلم نصابه أربع وعشرون حصة = . . . . . . ما نتيجة التقويم؟! وضعوا الإجابة المناسبة في مكان النقط الفارغة وأيقونة مبتسمة بقوة الاستمرار للتقويم المستمر وهمسة أخرى أصبح "الواحد" رمزا مطرزا فارضا نفسه على جميع العقول بمستوياتها متجاوزا الفروق الفردية سدا لذريعة عناء المعلم الكسول وخططه الفاشلة قبل وبعد هنا أستطيع أن أطلق عليه وبكل أريحية تامة "الواحد الغبي والظالم" في آن واحد .
عطاف المالكي