[صقر قريش]

عكاظ : الأربعاء 23-2-1430هـ العدد : 2803
آمال أمة على مكتب الوزير
ليست هناك من مهمة هي أكثر صعوبة من مهمة بناء الإنسان وليس هناك من تحد هو أكثر مشقة من استشراف المستقبل وتهيئة ما يليق به من إمكانات تكفل مواجهة تحدياته, وإذا كان ذلك كذلك كان لنا أن نذهب إلى أن جهاز التعليم هو أكثر الأجهزة أهمية وخطورة لأنه هو الجهاز الذي توكل له الأمة مهمة بناء إنسان المستقبل وإعداده على نحو يجعله قادرا على مواجهة تحديات المستقبل متسلحا بأدوات العمل فيه متمكنا من مواصلة مسيرة البناء والعمل على ما فيه رفعة أمته وإعلاء شأن وطنه.من هنا يرتبط أي تغيير في الشأن التعليمي سواء كان تغييرا في المناهج أو القيادات التي تتولى مسؤولية إدارة دفة التعليم بتطلعات المجتمع إلى أن يكون هذا التغيير تبشيرا بمستقبل أفضل يبدأ من تربية وتعليم الأبناء وينتهي بتخريج جيل قادر على تحقيق الآمال في مستقبل عظيم للأمة.وأمام وزير التربية والتعليم سمو الأمير فيصل بن عبد الله قائمة طويلة من الآمال العريضة تبدأ من العمل على رفع المستوى العلمي لطلابنا الذين يشكلون مخرجات العملية التعليمية والذين باتت الجامعات تشكو من ضعفهم ومن تدني مستواهم العلمي وتعلق على هذا الضعف ما يعتري خريجيها من ضعف يجعلهم غير قادرين على مواكبة متطلبات التنمية وسد احتياجات سوق العمل وما يتطلبه من كفاءات مؤهلة علميا وتقنيا.وأمام وزير التربية والتعليم قائمة أخرى تتمثل في إغلاق ملف المدارس المستأجرة وإعادة تأهيل المباني التي تفتقر إلى كثير من الإمكانات التي تجعل منها مكانا مثاليا للعملية التعليمية كالمختبرات والمكتبات والمعامل.غير أن أهم ما على مكتب الوزير من مسؤوليات إنما هو ما يتمثل في تنقية مدارسنا مما قد يكون قد تبقى فيها من ملامح المنهج الخفي الذي يؤصل للتطرف ويساعد على تخريج طلاب تسهل وقوعهم في أيدي المتشددين ودعاة الفتنة.إن وزارة التربية أكثر الوزارات قربا للناس فهي الوزارة التي تعنى بفلذات الأكباد من البنين والبنات والناس على ثقة كبيرة من مستقبل أبنائهم ما دامت الوزارة قد أسندت قيادتها لرجل يجمع بين صفات الفارس والفنان والإداري وهي الجديرة بأن يتمثلها أبناؤنا جميعا فتغرس في أنفسهم الرجولة وحب الوطن والرغبة في العمل من أجل نهضة أمتنا ورفعة شأن وطننا.