عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2009   رقم المشاركة : ( 22 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الارربعاء 23/2

المدينة : الأربعاء 23-2-1430هـ العدد : 16737
تعليمنا ينزف
محمد رجاءالله الصاعدي - جدة
المملكة العربية السعودية من الدول صاحبة اليد الطولى والسخية في مجال التعليم، تُخَصصْ له ميزانية تفوق ميزانية خمس دول نامية مجتمعة ...ولكن .. للأسف!. فالتعليم لدينا تقليم لمواهب وتحجيم لأفكار، وترهيب للتقدم أحياناً خشيةً من المجهول ، فكل جاهل عدوٌ لنفسه بجهله.تعليمنا أصبح كتابا ملونا بإخراج مُنَسق يُبْهر الناظر والقارئ ، تعليمنا منتهى سدرته التحول من مبانٍ مستأجرة إلى حكومية ، تعليمنا لوحات جداريه تتزين بها ممرات المدرسة الداخلية، وحكَم تُصْبَغ على أسوارها، تعليمنا سيل من الطلبات المنهكة لكاهل الطالب والطالبة فكرياً ومادياً من مستلزمات ثانوية في التحصيل العلمي ، تعليمنا معظمه احفظ بدون استيعاب ولا تجادل ، تعليمنا خمس وأربعون دقيقة ساكناً على كرسي تستمع لمعلم بدون أن تفهم وبدون أسلوب تشويقي وكأنك تستمع بإجبار لرئيس مُنْتَخَب يُلقي خُطبةً عصماء في يوم استقلال ، جَمْعٌ فَحَشْرٌ ومناداة وبالإجبار تستمع ولو لم تفهم ، المهم أن تُطبق نظرية الحشر فهذا يدل ويوحي في اعتقاد تعليمنا بأنه مرغوب ومشوق ، تعليمنا بخلاصة استمع واستمتع بالتلقين . إذاً لقد أغفلت أو أهملت وزارة التربية والتعليم أمرا مهما قبل كل هذا التجميل الظاهر ألا وهو المعلم والمعلمة ، إنهما صلب التعليم الناجح والتقييم المتقدم وليس التلميع لصورة أساساً باهتة مملة ، فالسجن هو السجن ولو صُبغَ بالوردي وأحيط بالورود . فإن أردت أن ترى جدارة كادرنا التعليمي فلك الخيار أيها القارئ الكريم أن ترى حال الطلاب والطالبات في المجال التعليمي والثقافي ، والتعامل في الحياة العامة مع النظام وغيره ، أكاد أفقد بصري بالتدقيق لأرى ولو واحدا في المئة مدى تأثير التعليم بالأجيال في تعاملهم الخارجي مع شتى المجالات ، حقاً إنه صفر التحصيل بجدارة .انظر للثورات التي يُحْدثها الطلبة خارج أسوار المدرسة وبصفة جماعية تؤذي الآخر ، وتتعدى حدود النظام واحترامه ، انظر للطالبات وكيف هو مدى التأثر بتقليعات غريبة مستقاة من لحظات بسيطة أمام التلفزيون عَجزَ عنها التعليم أن يُجَسد صورة حسنة بأرضهم الخصبة ويسبق المؤثرات الخارجية بخمس وأربعين دقيقة جلوسا واستماعاً في فصولهن. هل فكرت الوزارة كيف تصنع معلمين ومعلمات أَكفاء ؟! بدلاً من مزايين التنقلات للمعلمين والمعلمات كل عام في كافة المناطق ، أين المعلم والمعلمة المشوقون قي الطرح ؟! أين فصاحة اللسان وطلاقته ؟! أين الأسلوب المبهر في عرض الأفكار ؟! أين الزخم الثقافي المنفذ والمقنع للمعلم والمعلمة لحظة ارتداد سؤالهم بسؤال مفاجئ من الطلبة ؟! أين الانحناء والاحتواء التربوي في التعليم ؟! وأقصد به التواضع.. نعم الفصول احتوتهم ولكن هل احتوتهم أفئدة معلميهم ؟!
قال الشاعر أحمد شوقي :
قــم للمـعلم وفه التبـجـيـلا كــاد المـعـلم أن يكون رسولا
إن الوزارة لحظة إرسالها أحد الموجهين للاطلاع والتقييم في كيفية وجدارة شرح وتوصيل المعلومة من قبَلْ المعلم إلى الطالب تجد شرطا يهتم به المُوَجه كماً وليس كيفاً وهو هل استخدم المعلم وسيلة مساعدة في الشرح كمكبر الصورة الجداري (بروجكتر) أو وسيلة مخطوطة ، وللأسف ينصب اهتمامه بشكل الوسيلة ويهمل طريقة الطرح لحظة استخدام هذه الوسيلة المساعدة ومدى استيعاب الطلبة لطريقة العرض . إن الدول المتقدمة صناعياً وإنتاجياً ونظاماً يلتزم به كافة الفئات بذرتها الأولى ليست الديكور التعليمي بل المعلم والمعلمة ، فمدارسهم ليست أفضل منا مناهج ولا حتى في المباني ونحن أفضل في الأخيرة بجدارة ولكن يملكون ما لا نملكه ، يملكون كوادر تعليمية لديها رأفة مشاركة للطلبة في كل شيء ، أقوياء في طرحهم ، مشوقين في شرحهم ، متواضعين لحظة السؤال ومبدعين عند الإجابة ، مبتسمين عند المواجهة ، مؤمنين إيماناً تاماً بأن مكانهم أمانة قبل أن يكون وظيفة تدر مالاً والسلام ، إنهم حقاً الغرسة الأولى لجيل منتج متهيأ لدخول الحياة الجامعية والإبداع حسب الميول وليس حسب ما يطلبه السوق ، فالعلم هو من يوجدْ السوق وليس العكس ، لذلك تجد فيهم العالم والمخترع فيكمل مسيرتهم بكل احتواء أساتذة الجامعة لترقيتهم لما هو أصلح لمجتمعهم . لذلك تجد اليابان عظيم اهتمامها بمعلمي المرحلة الابتدائية . أما بعض معلمينا فمترفعون عن الطلبة ، محقرون لهم أحياناً ليس واجبا على المعلم أن يعرف كل شيء عن شيء فهذا للعالمْ ، بل واجبه أن يعرف شيئا عن كل شيء ، لأنه يُهدي للطلاب مفاتيح ورؤوس أقلام لأمورهم الحياتية العلمية منها والعملية . وهذا لا يدع مجالاً للشك بأنني أعمم الصورة على جميع المعلمين والمعلمات بل إنني أضع اصبعي على فئة قد تخدش صورة المعلمين الأكفاء الموجودين لدينا وتضيع مجهوداتهم ويحق الحق بأن تعليمنا ينزف فأين طبيبه ؟!
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس