[صقر قريش]

المدينة : الأربعاء 23-2-1430هـ العدد : 16737
هذا ما نريده من الوزراء !
محمد علي الزهراني
• مع أن القرارات والأوامر الملكية الأخيرة لم تتضمن ما يلامس جيوب المواطنين ومعيشتهم بشكل مباشر. إلا أن مشاعر الفرح ومساحة التفاؤل التي يعيشها الناس فاقت التصورات حتى أصبحت التغييرات الوزارية الجديدة حديث المجالس بمختلف فئاتها وأطيافها رغم صدور قرارات مشابهة لها في فترات سابقة مما يؤكد أن الناس كانوا عطشى لهكذا تغيير.
• أجمع المواطنون أن الأوامر الملكية الجديدة ليست تقليدية بل نوعية ركزت على قطاعات حيوية هي الأساس في تنمية المواطن وتغيير المجتمع نحو الافضل. سيما وأنها شملت وزارات معنية بمحاربة الجهل والمرض وتحقيق العدل وضمان الحقوق. ودعم المؤسسات الدينية بمزيد من العناصر الكفؤة لمواجهة المستجدات والتعايش مع المرحلة الراهنة.
• لم يكن مصادفة أن يتم التغيير الوزاري بعد أربع سنوات من تولي الملك عبدالله مقاليد الحكم فقد كان للتأجيل مغزى وحكمة سبقتها العديد من القرارات الشجاعة ومنها صدور النظام القضائي الجديد واعتماد سبعة مليارات لتنفيذه. واعتماد تسعة مليارات لمشروع تطوير التعليم ومنها تحديث عدد من الانظمة الإدارية والهيكلية ودعم ميزانيات تلك الوزارات طوال السنوات الماضية بمبالغ تساعدها على اكتمال البنية التحتية في مجال المستشفيات والمراكز والمدارس والمنشآت وهذا بدوره سيسهل على المعنيين التفرغ لتنفيذ تلك البرامج والمشروعات التنموية بكل جد واخلاص تحقيقاً لتطلعات القيادة واحلام الشعب فلم يعد لهم عذر أو حجة.
• أعلم أن المعينين باشروا أعمالهم أمس وهم يتّقدون بالحماس والحيوية. وأعلم أن باقات الورود.. والمباخر وإعلانات التهاني ومفطحات المنصب.. وبرقيات المجاملة.. ومدائح المنافقين والمتزلفين لن تصرفهم عن أهدافهم وخططهم الطموحة.. فقط أدعو لهم وأذكّرهم بأن المواطن يريد أن يلمس خلال عام واحد على الاقل آثار هذه التغييرات من خلال وضعهم لها موضع التنفيذ.
• المواطن يريد أن تخرج وزاراتنا من مرحلة التقوقع إلى الانطلاق.. ومن المراوحة إلى الركض.. ومن البيروقراطية إلى الانجاز.. ومن التردد إلى القرار.. ومن شبهة الفساد إلى النزاهة.. يريد مسؤولين يشعرون به ويعملون من أجله، لا من اجل مصالحهم الخاصة.. يريد المواطن مسؤولين يوظّفون إمكانات الدولة ويسخرونها فيما خصصت له من خدمات مع تحقيق العدل والمساواة.. وللجميع صادق الدعاء وخالص التهنئة.. والله من وراء القصد