السعيد: محفزات السوق الحالية... توزيعات نقدية وتوقعات لنتائج إيجابية
السوق تبتهج في آخر جلسات الأسبوع وتقفز 85 نقطة
حبشي الشمري من الرياض
أكد ثامر السعيد ـ محلل الأوراق المالية ـ أن الارتداد الإيجابي لمؤشر سوق الأسهم السعودية في جلسة أمس يعد ردة فعل طبيعية للانحدار الذي حدث في جلسة أمس الأول، وأن ذلك يعد نتاجا للمسار الأفقي الذي سلكته السوق في الأيام الماضية بعدما كسرت الحاجز السفلي للمسار (النقطة 4820).
وربحت سوق الأسهم المحلية أمس في آخر جلساتها الأسبوع الجاري 85 نقطة (1.81 في المائة) ليغلق المؤشر عند 4774 نقطة، بعدما ارتفع 100 سهم. وبلغت قيم التداولات الإجمالية في الجلسة 4.4 مليار ريال.
وبعد أن تحرك المؤشر العام أمس بشكل عرضي تنقل فيه بين المنطقتين الخضراء والحمراء أكثر من مرة متذبذباً في نطاقات تراوحت بين النقطة 4699 و 4633 فاجأ المؤشر الجميع بالصعود السريع قبل الإغلاق بساعة تقريباً مصحوباً أيضاً بارتفاع أحجام التداول في تلك الساعة ليغلق المؤشر عند النقطة 4773.78 مرتفعاً بنسبة 1.81 في المائة كاسباً بذلك 84.89 نقطة في أول ارتفاع له منذ ثلاث جلسات وهي الجلسات التي فقد فيها المؤشر 255.29 نقطة.
وكان المؤشر قد شهد في جلسة أمس الأول انهيارا مفاجئا قبل الإغلاق بساعة أيضاً, ما دفعه للإغلاق منخفضاً بنسبة 4.19 في المائة, وكانت أعلى نسبة تراجع شهدها المؤشر منذ 21 جلسة، وكان المؤشر يتحرك خلال جلسة أمس الأول بوتيرة بطيئة قبل أن يصل إلى الساعة الأخيرة التي انهار فيها, وراح يتراجع بشكل متسارع آخذا معه كل أسهم السوق تقريباً التي دخلت في المنطقة الحمراء وأغلق العديد منها منخفضاً بالنسبة الدنيا.
وبلغ حجم التداول أمس 244.7 مليون سهم وهو ينخفض بنسبة 13.22 في المائة عن حجم التداولات أمس الأول الذي كان 282 مليون سهم تم تداولها من خلال تنفيذ 159.9 ألف صفقة بإجمالي قيم تداولات 4.35 مليار ريال تنخفض عن إجمالي قيم تداولات أمس الأول التي كانت 4.9 مليار ريال بنسبة 11.22 في المائة.
ويشير السعيد إلى أن التداول أدنى من مستوى 4820 يعني أن السوق تتجه إلى الدخول في موجة جني أرباح تستهدف المنطقة بين 4675 و4500 نقطة.
وزاد يبدو أن الانخفاض في جلسة أمس الأول "ليس له ما مبرر"، مستدركا أن التراجع الحاد للمؤشر المحلي "كان بدفع نفسي من تراجعات الأسواق العالمية.. رغم أن الارتباط بين السوق المحلية والعالمية بدأ يقل". وهنا يشير إلى أن هناك شريحة من المتداولين كانت بانتظار خطط البنوك الأمريكية "وهذا الأمر كان لها أثره، كون الاقتصاد الأمريكي هو الأكبر حول العالم".
وقال "بعد أن أقرت الخطة التي يبدو ظاهرها إيجابيا، كان طبيعيا أن نرى ارتدادا وتفاعلا إيجابيا لما تم إعلانه.. رغم أن السوق الأمريكية نفسها لم تتجاوب بشكل مباشر مع ذلك".
ووقع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على حزمة المساعدات الاقتصادية، البالغة 787 مليار دولار، أمس الأول إلى قانون "إنعاش وإعادة الاستثمار الأمريكي"، التي تعول عليها إدارته لتحفيز الاقتصاد الذي يعاني ركودا حادا في ظل أزمة مالية عالمية. وستخصص الحزمة التحفيزية، لكبح الركود الاقتصادي، على المدى القصير، ووضع الاقتصاد الأمريكي في مساره الصحيح نحو نمو مستدام، والمزيد من الفعالية في إنتاج الطاقة، والخدمات الاجتماعية على المدى الأبعد.
وارتفعت جميع الأسهم في القطاع المصرفي ما عدا سهمي البلاد ( تراجع 0.21 في المائة)، والسعودي الهولندي (0.46 في المائة)، وبقي الجزيرة عند إغلاق أمس الأول (15.05 ريال).
وارتفع سامبا 1.22 في المائة ليغلق عند 41.30 ريال، في حين ارتفع الراجحي 2.30 في المائة ليغلق عند 55.50 ريال، وارتفع الإنماء 1.78 في المائة ليغلق عند 11.40 ريال.
وربحت جميع أسهم القطاع البتر وكيماوي لكن سهم التصنيع كان الرابح الأكبر في القطاع (ارتفع 5.68 في المائة) ليغلق عند 13.95 ريال. وارتفع سابك 3.14 في المائة ليغلق عند 45.90 ريال، في حين قفز بترورابغ 5.52 في المائة ليغلق عند 21 ريال، بينما اكتفى كيان 0.93 في المائة ليغلق عند 10.85 ريال.
ويلاحظ السعيد أن عديدا من المتعاملين كانوا يتركون مراكزهم انتظارا لجني الأرباح، انخفضت السوق بعدها ووصلت لمناطق مقنعة للمتداولين الأكثر نشاطا، و"عليها رأينا الانعكاس الإيجابي".
وتصدر سهم زين الأسهم الأكثر نشاطا في الجلسة عندما تم تداول 21.9 مليون سهم منه، تلاه الإنماء 20.8 مليون سهم، ثم معادن 13.1 مليون سهم، الأحساء للتنمية 12.9 مليون سهم، إعمار 10.9 مليون سهم، نماء 8.3 مليون سهم.
وهنا يذهب السعيد إلى أنه لا يوجد أي عوامل ضاغطة على السوق حتى بداية إعلان النتائج الربعية، غير أنه يرى أن "المحفزات القليلة التي سيتابعها المتداولون على الأرجح حتى ذلك الحين، ترتكز على تطورات التوزيعات النقدية، أو إعلان الأرباح المتوقعة... ذلك يعد شيئا من التحفيز، أو العكس إذا اتخذت الشركات منحى سلبيا من نتائج سلبية أو توقعات لنتائج سلبية".
وزاد أنه على المدى المتوسط فإن مستوى 4975 "الذي تم اختباره خلال العشرة أسابيع خمس مرات دون أن يتمكن المؤشر من الإغلاق أعلى منه"، وهو يرى أن هذا المستوى "يشكل مستوى مهما، ويشكل منطقة مقاومة صعبة، ويمثل إلى حد بعيد بوابة العبور لمستوى 5350 نقطة". وفي المقابل يرى أن الإغلاق دون مستوى 4440 "يعد إشارة إلى أن القاع السابقة أصبحت أكثر ضعفا من ذي قبل, وأنها لم تعد قادرة على دعم السوق.
وبالنسبة لأداء القطاعات أمس فقد نجحت بشكل جماعي في تعويض الانهيار الذي حدث لها خلال جلسة أمس الأول, واستطاعت الإغلاق في المنطقة الخضراء تصدرها أمس قطاع الاستثمار المتعدد مرتفعاً بنسبة 4.07 في المائة كاسباً 86.31 نقطة معوضاً بذلك جزءا كبيرا من خسائره خلال جلسة أمس الأول، تلاه قطاع الفنادق مرتفعاً بنسبة 3.61 في المائة كاسباً 169.66 نقطة، أما قطاع النقل فقد ارتفع بنسبة 3.07 في المائة كاسباً 94.12 نقطة، وقد استطاع قطاع التأمين تعويض جزء من خسائره خلال جلسة أمس الأول, حيث كان متصدراً القطاعات المنخفضة فاليوم ارتفع بنسبة 2.82 نقطة كاسباً 19.91 نقطة.
أما بالنسبة لنصيب القطاعات من قيم التداولات، فقد تصدر قطاع البتروكيماويات قطاعات السوق أمس, حيث بلغ نصيب القطاع من القيم المتداولة أمس 17.45 في المائة بمقدار 760.2 مليون ريال من إجمالي الـ 4 مليارات ريال التي حققتها السوق أمس، تلاه قطاع التأمين مستحوذاً على 15.13 في المائة من إجمالي القيم المتداولة بقيمه بلغت 659.3 مليون ريال، أما قطاع الزراعة فقد استحوذ على 10.41 في المائة تلاه قطاع التشييد مستحوذاً على 9.20 في المائة، بينما استحوذت باقي قطاعات السوق على 47.81 في المائة من إجمالي القيم المتداولة أمس.
وجاء سهم "الصادرات" محتلا المرتبة الأولى في قائمة أكثر الأسهم ارتفاعا بنسبة 10 في المائة ليغلق عند 27.5 ريال, ومحققا حجم تداول بلغ 594.3 ألف سهم، تلاه وفى المرتبة الثانية جاء سهم "الخليج للتدريب" بنسبة ارتفاع بلغت 9.89 في المائة ليغلق عند 52.75 ريال وبحجم تداول بلغ 498.4 ألف سهم، ثم سهم "سايكو" بنسبة ارتفاع بلغت 9.82 في المائة ليغلق عند 38 ريالا ومحققا حجم تداول بلغ 1.41 مليون سهم.
وعلى الجانب الآخر تصدر سهم "أنعام" قائمة الأكثر تراجعا منهياً جلسته أمس بنسبة انخفاض بلغت 9.75 في المائة ليغلق عند 33.3 ريال وبحجم تداول بلغ 78.4 ألف سهم، تلاه سهم "الصقر للتأمين" متراجعا بنسبة 6.90 في المائة ليغلق عند 25.6 ريال وبحجم تداول 2.5 مليون سهم، بينما كان سهم "أليانز إس إف" على موعد مع تراجع بلغت نسبته 3.91 في المائة لينهي الجلسة عند 67.5 ريال وبحجم تداول بلغ 443.1 ألف سهم.