أبلغ باصابته بفيروس الكبد الوبائي فيما كان سليماً
السبيعي يطالب مستشفى الحرس بتعويضه عن خطأ مخبري
مها محمد (سبق) الرياض:
صدم شاب سعودي بسبب تشخيص طبي خاطئ، حيث أخبر في مستشفى الحرس الوطني بالرياض أنه مصاب بفيروس إلتهاب الكبد الوبائي (b) فيما كان في الواقع سليما معافى. وتعود التفاصيل بحسب الشاب الضحية حمود السبيعي (20 عاما) إلى شهر رمضان الماضي، عندما كانت شقيقته منومة في مستشفى الحرس الوطني بالرياض، وكانت بحاجة للدم، فتبرع لها بكمية من دمه، وسارت الأمور على ما يرام، ولكن بعد شهرين من التبرع وفيما كان في زيارة أخرى للمستشفى مع أخيه، فوجئ بممرضة تقول له أنه "مطلوب" وأن عليه أن يتحدث مع إحدى الطبيبات الآن وبشكل عاجل.
وعندما دخل الشاب عيادة الطبيبة، أخبرته دون مقدمات أنه مصاب بمرض فيروس إلتهاب الكبد الوبائي (b)، وقالت إن المرض انتقل إليه عبر اختلاطه مع شخص مصاب بهذا الفيروس. وهنا فجع حمود السبيعي، وكاد ينهار عصبيا بعدما عرف قليلا من معلومات هذا المرض إذ هو مرض بلا أعراض، ويبقى ساكنا حتى يتمكن من كامل الكبد، فيتسبب بشكل مفاجئ بتليفها أو تسرطنها ومن ثم يؤدي إلى الوفاة في فترة وجيزة.
يقول حمود عن تلك الأيام التي تلت إعلامه من قبل المستشفى بإصابته: "لقد أصبحت منبوذا من الجميع.. حتى من أهلي، خوفا من العدوى", ويضيف: "كانت الدنيا مسوّدة في عيني، ولم أعرف ماذا أفعل.. كان الأمر مفاجئا لي".
وبعد أيام من تلقيه الخبر المخيف، اتت حمود فكرة نفذها على الفور، حيث ذهب إلى مستوصف أهلي، وطلب إجراء فحص مخبري لدمه، فكانت النتيجة مثيرة: سليم 100 بالمئة ! يقول حمود: "لم أستطع أن أهدأ حتى توجهت إلى مستشفى الشميسي (مجمع الملك سعود الطبي) لإجراء فحص ثالث، لإنني لم أكن أعرف من المخطئ ومن المصيب في نتائجه، هل هو مستشفى الحرس أم المستوصف الأهلي" وفي مستشفى الشميسي، جاءت نتيجة التحليل الثالث لتؤيد تحليل المستوصف الخاص، بأنه سليم 100 بالمئة.
كانت تلك مفاجأة سارة للسبيعي بعد أيام طويلة ظللته بهمومها وأقلقته وأقلقت أهله ومحبيه وتبين فيما بعد أنه مجرد خطأ، وهو يتسائل الآن: من سيحاسب المتسببين؟ ومن سيعوضني عما عانيته من رعب نفسي وضغط ذهني شديد، كما أن لي الحق أن أسأل: من يعوضني عن خسائري المادية في تنقلي بين المستشفيات والمستوصفات؟
يذكر أن التهاب فيروس الكبد الوبائي (b) هو أخطر أنواع التهابات الكبد الفيروسية، حيث يتحول خلال ستة اشهر فقط من مرض عرضي إلى مزمن لا يرجى شفاؤه. وهو ينتقل عبر العلاقة الجنسية مع مصاب، أو من الأم لجنينها، أو باستقدام حقنة ملوثة، أو عبر أدوات الحلاقة، أو عبر الدم. كما أن أعراضه لا تظهر إلا بعد مراحل من تمكّن المرض، وتتمثل في اصفرار الجلد والعيون، والإجهاد والغثيان الدائم، وآلام ومشاكل في الجهاز الهضمي، إضافة إلى فقدان الشهية وشحوب الوجه.
(سبق) تحتفظ بكافة الوثائق والمستندات الرسمية .