[صقر قريش]

الرياض : الأربعاء 26-2-1430هـ العدد : 14852
افق الشمس أوقفو بناء المدارس
د.هيا عبد العزيز المنيع
لوكنت أملك صلاحيات وزير التربية والتعليم لكان اول قرار أصدره صباح يوم مباشرتي هو إيقاف بناء المدارس للبنين والبنات وفق المخططات الحالية والتي لاتمثل الاحتياج الفعلي لدور المدرسة المعاصرة...الإشكال ليس في تسربات المياه وضعف شبكة الكهرباء فقط بل في اساس التصميم والذي يتفق مع مفهوم المدرسة التقليدية التي حقيقة نريد تجاوزها وبسرعة لنصل للعالم لأن العالم يسابق الريح ونحن في التعليم نسابق السلحفاة...اعتقد ان مدارس البنات على سبيل المثال لاتقابل مفهوم المدرسة المعاصرة من حيث الحاجة لقاعة دراسية سليمة من حيث المساحة الاضاءة السبورة الالكترونية المقاعد مع الاحتياجات الاساسية للطالبة مثل دورة مياه ومياه شرب وخزانات مغلقة...،ايضا نريد قاعات محاضرات ومسرحا للنشاط ..،معامل لتطبيق المواد العلمية والانجليزية..مكتبة ..غرفا خاصة كمكاتب للمعلمات ، ساحات خضراء لاستراحة الطالبات وممارسة الانشطة الرياضية البسيطة التي تحتاجها الطالبات ليكنّ في كامل طاقتهن وهن يدرسن بدلا من حاله النوم والخمول...بالاضافه لتكييف تلك المدارس بشكل يتفق مع ارتفاع درجة الحرارة في البلاد.. مطعم او مقصف يحتوي على اغذيه مناسبه ،مواقف خاصة بالسيارات حتى لاتسبب المدارس ازعاجا لاهالي الحي ، ربط المدارس بشكل عام بشبكة الكترونية عامة ..مع الحاق قسم متكامل كحضانة تابعة لكل مدرسة من خلالها يتم رعايه ابناء المعلمات تحت متابعتهن مما يساعد على استقرارهن النفسي ...وقبل ذلك وبعده لايتم استلام أي مدرسة من المقاول الا بلجنة تعرف كيف تطبق المواصفات المتفق عليها حتى لاتجد المعلمات والطالبات والاداره انفسهن وقد استلمن مبنى هزيلا مع انه جديد....نعم المبنى المدرسي يعتبر الضلع الثالث في العملية التعليمةه لن اقول انه الاهم ولكن ايقاف البناء يجعلنا نحافظ على ملايين الريالات التي لانريد ان تصرف الا بشكل صحيح أي مبان مدرسية صحيحة وليست مباني تعليبية لان صرفها الان يعتبر هدرا اقتصاديا لن يقبله المستقبل فمباني المدارس حاليا تعتبر غير متكاملة ولاتتفق مع دور المدرسة المتوقع لها مستقبلا واعتقد اننا نخطط للغد وليس لليوم فقط...نريد مدارس تليق بمستوى المملكة العربية السعودة سواء من حيث مكانتنا في العالم العربي والاسلامي او من حيث دخلنا او من حيث حق المواطن في وطنه ومؤسساته خاصة التعليمية، خاصة وان اليوم الدراسي مرشح للتمديد مما يعني ضرورة ان تكون المدرسة مهياة لذلك تماما فلا تكون سببا في الغد في تعطيل تطوير العملية التعليمية...
الرياض : الأربعاء 26-2-1430هـ العدد : 14852
مسؤولية
عن نورة الفايز!!
ناهد سعيد باشطح
فاصلة : «في الرحلة أطول شيء هو اجتياز العتبة »
-حكمة لاتينية-
*لم اعتد أن أشير إلى أي من مقالاتي السابقة، لألمح باني قد تنبأت أو استشرفت المستقبل لكن هناك مقالا لم أنسه في عمري الكتابي الذي تجاوز العشرين عاما .كان ذلك عام 2003، حيث نشر في جريدة الرياض مقالي بعنوان "المرأة الغائبة في التشكيل الوزاري الجديد" اتساءل فيه عما وعد به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وعلى لسان مستشاره بأن يكون التشكيل الجديد متضمناً هيكلة إدارية لوضع المرأة السعودية.. وكان هناك ثلاثة مشاريع نوقشت في مجلس الوزراء بتبنّ آنذاك من ملك القلوب :الأول هو تعيين المرأة في عضوية مجلس الشورى والثاني إنشاء مجلس أعلى للمرأة السعودية والثالث إعطاء نيابة وزارة التربية والتعليم لشؤون تعليم البنات للمرأة.وظهر للنور التشكيل الوزاري آنذاك وقد خلا من أي بادرة تشير إلى أن إدخال المرأة أحد الوزارات فلم أحبط لكني نشرت تساؤلاتي عبر ذلك المقال.أما لماذا لم أنسَ ذاك المقال فلأنني تلقيت عبر بريدي الاليكتروني وجهاز هاتفي المحمول عشرات الرسائل الغاضبة التي اتهمتني يومها بالعلمانية والدعوة إلى إفساد المرأة السعودية وصلت بعضها إلى حد التهديد بالإيذاء.اليوم وبعد خمس سنوات يتحقق وعد ملكا لا يخلف وعوده أبدا، ويختفي أولئك الذين كانوا يرهبوننا فكريا.الذي أسعدني أكثر أن من تقلدت منصب نائبة وزير التربية والتعليم هي "نورة الفايز" المرأة التي تستحق تتويج عملها المتميز ونشاطها الملحوظ لخدمة المجتمع أن تكون أول سعودية تعيّن بمرتبة وزير.تهنئة من القلب للأستاذة نورة الفائز وتهنئة لكل امرأة سعودية تدرك أهمية مشاركة المرأة المجتمعية في بلد معطاء بالخير دوما.
الوطن:السبت 26 صفر 1430هـ العدد (3067)
التعليم وسوق العمل... علاقة مفقودة من السهل إيجادها
تركي فيصل الرشيد
هناك إجماع على أن الإنفاق على التعليم تواكبه زيادة في النمو الاقتصادي.. وقد أنفقت الحكومة السعودية على التعليم ما يعادل 6.8 % من الدخل القومي و المقدر بحوالي 1.309 مليار ريال وبرغم أن الإنفاق قد تم إلا أن النمو لم يتحقق فلم يا ترى؟
لو أننا استثنينا كليات اللغة العربية والدين وألقينا نظرة فاحصة على باقي التخصصات لوجدنا حقائق مخجلة تنذر بعواقب وخيمة.لا بد أن يكون قد مر عليكم كما مر عليّ خريجون حملة شهادات جامعية سعودية لا يستطيعون كتابة جملة عربية صحيحة إملائياً ناهيك عن الخطأ اللغوي ورداءة الخط. والمصيبة الأكبر أن الكثير من أصحاب الحظوة من بين هؤلاء الخريجين يبتعثون على نفقة الدولة إلى أمريكا أو إحدى الدول الأوروبية للتخصص والحصول على درجات أعلى فيما هم لم يتقنوه أصلاً بالجامعات السعودية وأصبحت "الشهادة المضروبة " عبارة مشاعة في المجتمع.وجود مثل تلك الحالات ينبئ بوجود خلل كبير في النظام التعليمي وفي نظام القبول وفي نظام الامتحانات. لابد لنا من أن نقف للحظة ونتساءل .. هل نعنى نحن بالكم أم بالكيف؟ هل هناك مقياس لنوعية التعليم لنفس الكلية بجامعاتنا بالمقارنة بجامعات عربية أخرى ثم بالجامعات بالبلدان الأجنبية التي نبتعث إليها خريجينا.استمرارنا بهذا الأسلوب يعني أننا نلقي بالسكر في البحر المالح فلا تمت التحلية ولا حافظنا على السكر. يتوقع الخبير سايمون مؤلف كتاب "الشفق في الصحراء" بداية سريعة لانحدار إنتاج أكبر آبار النفط السعودي. وكأن الزمن ليس في صالحنا .. وكأن السكر الذي بأيدينا الآن يتآكل مع الزمن والنهم.. فإذا ألقينا بجزء منه في البحر المالح عجلنا بزواله وصعب علينا إحلاله..وفي نفس الوقت خلقنا طبقة من الجهلاء حملة المؤهلات.. يبحثون عن الوظائف ولا يستطيعون الوفاء بمتطلباتها الوظيفية والنتيجة عطالة مقنعة وسعودة بهذا الأسلوب لم ولن تتم .. ولوم دائم على القطاع الخاص.سلامة المؤهل العلمي ضمان دائم لكفاءة المنظومة التعليمية .. وربما أفضل الطرق لتفعيل ذلك هو الارتباط بجامعات معترف بها لتوحيد المادة والدرجة العلمية. إذا حققنا ذلك ضمنا عدة أمور هامة وحيوية:
1. أن حملة المؤهل العلمي هم كوادر مؤهلة فعلا وليسوا حملة شهادات حبر على ورق.
2. أن تلك الكوادر ستنتقي بدقة المجالات العلمية التي يتطلبها سوق العمل.
3. وبالتالي سيكون لتلك الكوادر وجود فعلي تلقائي وليس قسرياً في سوق العمل.
4. سيجد القطاع الخاص نفسه أمام عمالة وطنية منافسة للعمالة الوافدة مما يعزز سعودة الوظائف على أساس فعلي وليس على أساس جائر كما يبدو الوضع الآن.
5. التوازن بين العرض الوظيفي الذي تشكله أغلبية وطنية والطلب على المؤهلات السعودية يلغي الدور التعسفي لقانون العمل المتعلق بالسعودة ويحقق وئاماً دائماً على أسس اقتصادية سليمة تؤدي إلى سعودة بنسب عالية في أقصر وقت ممكن.
6. استحواذ الخريجين على معظم الوظائف يفرض شروط ساعات عمل إيجابية تحقق التوازن بين حاجات العمل والحاجات الاجتماعية مما يحد من سلبيات العزوف عن الالتحاق بالوظائف المتاحة بالقطاع الخاص .. و يقضي على تفشي ظاهرة البطالة وما يتبع ذلك من طيش وتصرفات لا أخلاقية وجرائم وعنف وإرهاب.
7. التغير الذي يطرأ على سلم الرواتب له تأثيره على المستوى العام للأسعار وبالتالي ستنتظم الحياة التجارية وسيخرج الطفيليون من نشاط تجاري ما لينضموا إلى النشاط التجاري الذي يتلاءم معهم وبالتالي فإن التسعير وتحقيق الأرباح سيكونان وفق مقتضيات السوق وليس لأهواء الجشعين والمغامرين والمزاحمين.
8. الخروج الكبير للوافدين الذي يتبع تلك التغيرات له هو أيضاً آثاره على توازن الطلب على المسكن والمأكل والمشرب والملبس وعلى الضغط الذي تمارسه تحويلات الوافدين إلى ذويهم على الريال السعودي مما سوف يحقق بعد زوال الضغط أسعار صرف أقوى لمصلحة الريال السعودي وانخفاضاً ملحوظاً لأسعار السلع المستوردة.
ختاما
ربما المزاحمة على المقعد الجامعي سببها ببساطة هو سهولة الحصول على شهادة حبر على ورق وليس بالضرورة الحصول على المؤهل العلمي. وقد لا يشعر حامل تلك الشهادة بالمهانة إلا من بعد أن يدرك أنها لا تطعمه ولا تسقيه ولا تضعه في موقف المنافسة الوظيفية مع أقرانه الوافدين.
ومن هنا كانت ضرورة رفع كفاءة التعليم وذلك بالارتباط بجامعات عريقة بحيث تتوحد المادة والدرجة العلمية ولا يحصل عليها سوى مستحقيها عندها لن يزاحم على المقعد الجامعي إلا من يجد في نفسه القدرة ولن يتوانى حامل المؤهل العلمي عن الدخول بثقة في منافسة وظيفية، وستتحقق السعودة تلقائياً وستختفي سلبيات كثيرة من المجتمع دون الحاجة إلى إجراءات قاسية أو اللجوء إلى قوانين غير منطقية.
*كاتب سعودي