[مخبر سري]

أوباما غير مقتنع برغبة نتنياهو في السلام

روبرت فيسك - الإندبندنت


لم يتناغم باراك اوباما جيداً مع نتنياهو، حسبما يقولون، خلال الزيارة التي قام بها للقدس قبيل الانتخابات الأمريكية، فالسيد أوباما الذي اطلع على الامور في الشرق الأوسط بسرعة فيما يبدو قد وجد نتنياهو متكبراً وغير مقنع فيما عبر عنه من رغبة للسلام مع الفلسطينيين. ورأي نتنياهو في السيد أوباما غير واضح، لكنه ربما عمل جاهداً لإخفاء خطه الانتخابي وهو خط ينادي بالامن لإسرائيل لكنه يسكت عن إنشاء دولة فلسطينية.
كثير من الامور بالطبع تعتمد على موافقة تسيبي ليفني بالانضمام لحكومة نتنياهو لأنه إذا صعد افيدور ليبرمان إلى منصب وزاري فستواجه الرئيس اوباما متاعب. فهل يقدم على تهنئة رئيس وزراء إسرائيلي يعين في وزارته شخصاً مستعداً لأن يطالب الأقلية العربية من مواطنيه بأن يوقعوا على تعهدات بالولاء لإسرائيل؟ كيف سيتم تقبل مثل هذا الامر في الولايات المتحدة حيث ان المطالبة بقسم ولاء مشابه لهذا سيقود بكل تأكيد لفضيحة سياسية.
أما أولئك الفلسطينيون الذين يعتقدون أن مجيء ليبرمان لحكومة نتنياهو أمر جيد باعتبار أن وجه إسرائيل الحقيقي سيكون مفضوحاً لأمريكا، فقد جانبهم الصواب وعبروا عن عدم نضج، فأوباما لن يقوم بتغيير العلاقة مع إسرائيل فالسياسة الخارجية الأمريكية مثل سياسات معظم الدول ليست قائمة على العدل بل على القوة.
ولن يقوم أوباما باتخاذ موقف متشدد تجاه إسرائيل في ظروف انشغال أمريكا حاليا بأسوأ أزمة مالية منذ الكساد الاقتصادي السابق. فالعرب الذين يأملون في أن السياسة الأمريكية ستتخذ أخيراً موقفاً مواجهاً لإسرائيل يخطئون في تقديراتهم. اما هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية التي تأمل في ان تصبح الرئيسة المقبلة للولايات المتحدة فلن تعمل على إغضاب إسرائيل أو حلفائها في واشنطون.

__________________