عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-2009   رقم المشاركة : ( 10 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية والتعليم الاثنين28-2-1430 هـ

الرياض :الاثنين28-2-1430 هـ العدد :14854
الملك عبد الله مهارة التغيير لبناء مجتمع التحضر..!
د. علي بن حمد الخشيبان
شهد مجتمعنا خلال الأيام الماضية ظاهرة اجتماعية طبيعية تحدث في المجتمعات ذات الصفة الطبيعية في نموها وتطورها، فما حدث في مجتمعنا ليس بغريب في حالة كون المجتمع يريد أن يتحقق من انه يمارس حياته بشكل طبيعي وينمو بطريقة مستقيمة مع الواقع العالمي من حوله.
لقد شهد المجتمع سلسلة من التغييرات قادها خادم الحرمين الشريفين نحو إستراتيجية إصلاح شامل هدفت إلى تحريك القوى البشرية الفاعلة إلى مواقع بحاجة إلى تفعيل لكي نتمكن من مواكبة العالم من حولنا، فنحن في زمن تحتاج فيه المجتمعات إلى حصانة في ثقافتها ومجتمعها لكي لا يسري فيها أمراض فكرية واقتصادية واجتماعية يصعب علاجها عندما تستفحل وتتراكم.خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله، اصدر قرارات تاريخية ليس فقط من حيث كميتها أو حجم المؤسسات التي طالتها ولكن من حيث استهدافها، هذه القرارات هي الأكثر قرباً من واقع يهم علاقة المجتمع بالحياة والتطور ويهم علاقة المجتمع بالوعي والتغيير الإيجابي لنقل المجتمع نحو مفاهيم المشاركة في بناء الإنسان من أجل المجتمع.ولصورة واضحة وجلية فإن هذه التغييرات لم تكن أبدا تعني تحريك المجموعات البشرية من مواقعها بل كانت تعني تحولا حقيقيا في صياغة ثقافة اجتماعية جديدة هدفها نقل المجتمع إلى مرحلة جديدة يستطيع من خلالها قراءة معايير الحياة بعقلية مختلفة تواكب القرن الحادي والعشرين عبر تنظيمات إدارية وإجراءات منهجية تسهل قراءة الواقع.لم تكن تلك التحولات صدفة في حياة المجتمع السعودي فخلال السنوات الماضية كانت هناك مؤشرات قوية تؤسس لعملية تغيير واسعة حيث شهد المجتمع خلال الثلاث السنوات الماضية إطلاق العديد من الأنظمة التي مهدت الطريق لعملية بناء كبيرة شملت البشر الذين سوف يتعاملون مع هذا المجتمع وتحولاته.إن عملية إصدار الأنظمة والقوانين وطرح المشروعات الكبرى مثل مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم ومشروع الملك عبدالله لتطوير القضاء بالإضافة إلى ذلك التوسع الهائل في نشر التعليم الجامعي في المملكة مقرونا بأكبر مشروع للابتعاث في تاريخ المملكة، هذا التحرك للمؤسسة السياسية في المجتمع لم يكن عفويا بل كان مخططا وبشكل جيد فكان لا بد من جلب الرجال القادرين على فهم المرحلة وإيجاد الحلول لمعادلتها الاجتماعية.لأنه لم يعد هناك من وقت كبير أمامنا للتأني فالمجتمع يدفع لنا بتلك الأعداد الهائلة من البشر وينمو بشكل متواتر وسريع بحيث يصعب علينا معه التأني لمزيد من الوقت وكان هذا سرا في إستراتيجية التغيير التي تبناها خادم الحرمين يحفظه الله.القادة الكبار الذين يحدثون التغيير هم أولئك الذين يضعون المقدمات الصحيحة للمجتمع حتى يكون ذلك المجتمع مهيأ لمنح أولئك القادة فرصة إصدار القرارات الداعمة للتغير.إن ما يجب الإشارة إليه في تلك القرارات التاريخية هو صيغتها الموجهة لإحداث نقلة نوعية في الثقافة المجتمعية بمعنى أدق: هذا التغيير وقراراته التاريخية ليس لتسهيل إجراءات إدارية أو تنظيمية أو إيجاد حلول لمشكلات طارئة إنما هو تغيير يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في حياة المجتمع وثقافته بأكملها.ولتوضيح هذه الصورة واثر التغييرات في ثقافة المجتمع انقل إليكم هذا المثال حيث يعتقد علماء الاجتماع أن حلول الفقر ومعالجته كقضية اجتماعية ليست بدفع المال للفقراء، وهذا منهج منطقي لذلك فإن معالجة قضية كقضية التوظيف على سبيل المثال ليست بقضاء الوقت والجهد للتفكير في توفير وظيفة لكل مواطن أو دفع مال له القضية ابعد من ذلك بكثير فتوفير ثقافة وبيئة اجتماعية وحضارية مناسبة تتوفر فيها أنظمة متطورة وتعليم رائد وسياسات اجتماعية واقتصادية تصنع الإنسان بذاته وتجعل من إمكاناته فرصة يبحث عنها المجتمع وليس العكس.القائد الذي صنع مؤشرات التغيير يدرك أن الحقيقة اكبر من أن تحل بسلسلة من التوفيرات (الدولة توفر...الخ) الدولة تصنع المناخ الاجتماعي الاقتصادي والسياسي الذي يوفر كل متطلبات الحياة الكريمة للمواطن، هذا هو سر التغيير فشكرا لقائدنا خادم الحرمين الشريفين على هذه الرؤية لواقع الحياة وعلى هذا الأسلوب السياسي الرائد في إدراك متطلبات القرن الحادي والعشرين. إن صناعة المجتمعات المتطورة تتخطى الأفكار التي تجعل المواطن عالة على نفسه وذلك بدفع الفرد في المجتمع إلى ممارسة الحياة عبر منهجية استثمار لكل قدراته الفكرية والجسدية.التعليم ومشروعاته الرائدة من افتتاح الجامعات إلى مشروعات التطوير ومن ثم الابتعاث، هذه المشروعات تحديدا موجهة إلى عقل المواطن السعودي مباشرة بل عملية ديناميكية رائدة في صناعة الإنسان السعودي عبر التعليم والاستفادة من كل ما يتيحه العالم المتطور من حولنا من إمكانات رائدة نستطيع نقلها إلى واقعنا السعودي. إن ما حدث في المملكة خلال الأيام الماضية ليس عملية سهلة يمكن تجاوزها بسهولة دون إدراك لحقيقتها الرائعة والتي تهدف إلى نقل المجتمع إلى واقع جديد يتجاوز من خلاله الكثير من المعوقات الثقافية التي ظلت لفترات طويلة معوقات حالت دون الوصول إلى طريقة مناسبة للتخفيف من مقاومة المجتمع للتغيير.إن القادة العظماء هم الذين يدركون القيم الاجتماعية الحقيقية والواقعية للحياة والتي تجعلهم قادرين على إجابة المجتمع لماذا هم مؤمنون بما يفعلون وهذا ما يجعل تغيراتهم تجد قبولا كبيرا في المجتمع.التغيير في كل مجتمعات العالم عملية ليست سهلة وخصوصا التغيير الذي يهدف إلى إجراء تحولات في الحياة الاجتماعية وفي ثقافة المجتمع، وإذا كان التغيير التنظيمي والذي يعتبر اقل تماسا مع واقع الفرد يجد مقاومة شديدة في المجتمعات فما بالك بتلك التغيرات التي سوف يكون من نتائجها صناعة ثقافة جديدة وتحول كبير نحو إنسان القرن الحادي والعشرين، ولكن ما حدث في المملكة قلب الموازين حيث رحبت جميع شرائح المجتمع بهذه الخطوة.خادم الحرمين الشريفين حفظه الله استطاع أن يستل بمهارة رائعة وقدرة فذة هذه التغييرات بمباركة من الجميع فردود الفعل التي صاحبت تلك التغييرات لم تكن سوى دليل على أن المجتمع يرغب في أن يكون في مصاف الدول التي تستطيع أن تتحرك وان توجد لها موقعا بارزا بين دول العالم.يقول رئيس وزراء سنغافورة لي كوان يو في مذكراته " اختيار الرجل المناسب للمناصب ... الهامة أمر حيوي وأساسي والاختيار الخطأ قد يعني سنوات من الإحراج والارتباك أمام الرأي العام ..." انتهى كلامه، إن من مؤشرات اختيار الرجل المناسب هو القبول الاجتماعي للتغيير فما حدث في المملكة خلال الأيام الماضية من ترحيب كبير بالأسماء التي شملها التغيير يدل على قدرة فذة في اختيار الأشخاص واكتشاف مهاراتهم.ان الزمن التطوري في مجتمع المملكة ليس بالوقوف في نفس المكان لفترات طويلة فالمجتمع اليوم ليس هو مجتمع الأمس نحن أمام أجيال تتدفق فإذا لم نكن قادرين على إيجاد بيئة اجتماعية واقتصادية وقانونية تستوعب تلك التدفقات السكانية فإن ذلك سيكون تقصيرا بحق تلك الأجيال القادمة التي يجب أن نحفظ لها هذا الوطن شامخا.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس