[صقر قريش]

الجزيرة :الاثنين28-2-1430 هـ العدد :13297
لإنجاح عملية ربط الإدارات التعليمية
على وزارة التربية أن تسعى لإحداث مديريات عامة لها بالمناطق
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
طالعت ما نشر مؤخراً في هذه الجريدة حول اعتزام وزارة التربية والتعليم ربط الإدارات التعليمية ومكاتب التربية والتعليم في المحافظات للبنين والبنات بالإدارات العامة للتربية والتعليم بالمناطق، وأشار القرار الذي اتخذته الوزارة بهذا الخصوص في حيثياته إلى أن هذا الربط يأتي تماشياً مع نظام المناطق الإدارية الثلاث عشرة في المملكة!!والذي لا نشك فيه البتة أن متخذ القرار ومن قام على دراسة هذا المشروع كان هدفهم زيادة حجم التنسيق بين الإدارات التعليمية، ومنح جهاز الوزارة مساحة أوسع لعمليات التخطيط والتطوير بعد تخلصها من المهام الإجرائية، ولكن مع كل ذلك فحسن النية لا يعني أن مثل هذا القرار يصبح سليماً لا شبهة فيه؛ فقد يأتيك الداء من باب الدواء أحياناً..!!أعتقد أن القرار الذي اتخذته الوزارة جميل من حيث الشكل، ولكنه مليء بالإشكالات من حيث المضمون؛ فالهيكلة ووضوح الارتباطات التنظيمية عامل مهم في تحقيق سلامة الإجراءات، وهذا ما يفتقده قرار الربط جملة وتفصيلاً، الارتباط التنظيمي بين الإدارات المتماثلة لا يعني سوى مزيد من المركزية والروتين.!!ومسألة تفرغ الجهاز لعمليات التخطيط والتطوير من شأنه أن يرفع الكفاءة ويعالج القصور، وهذا غير مستشف أيضاً من القرار، فالربط هنا وكما جاء في مسوغاته أنه بُني على نظام المناطق الإدارية الذي لا ناقة له ولا جمل في مثل هذا الإجراء، إذ التعارض مع نظام المناطق يحدث عندما تكون إدارة إحدى المحافظات في منطقة ما تتبع لمنطقة أخرى وهذا غير موجود أصلاً؛ لأن جميع الإدارات التعليمية ترتبط ارتباطاً مباشراً بجهاز الوزارة!!إذاً.. فجميع المؤشرات هنا تُنذر بفشل القرار الذي لا يختلف كثيراً عن قرار مماثل سبق للوزارة أن اتخذته قبل سنوات، وتحولت بفضله إدارات العموم إلى مكاتب للصادر والوارد!!وهنا أقول: إذا أرادت وزارة التربية والتعليم لمثل هذا التوجه أن ينجح فعليها أن تستنير بتجارب الأجهزة الحكومية الأخرى ذات التجربة الطويلة في هذا المجال كوزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الزراعة ووزارة الصحة وغيرها، فتقوم بإحداث مديريات عامة للتربية والتعليم بالمناطق تكون بمسمى:(المديرية العامة للتربية والتعليم بمنطقة كذا) وتعمل على تغيير مسميات الإدارات العامة للتربية والتعليم بالمناطق القائمة حالياً لتصبح:(الإدارة العامة للتربية والتعليم بمدينة كذا)، وترتبط جميع الإدارات في المنطقة ومحافظاتها بهذه المديرية المركزية، على أن تكون هذه المديريات مفوضة بالصلاحيات الكافية للقيام بالأعمال الإجرائية والمالية والرقابية حتى تصبح عملية الارتباط ذات جدوى، وفرص نجاحها متوافرة، ويكون تفرغ الوزارة لعمليات التخطيط والتطوير له ما يُبرره.
أحمد بن صالح الخنيني - الزلفي