عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-2009   رقم المشاركة : ( 20 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية والتعليم الاثنين28-2-1430 هـ

المدينة : الاثنين 28-2-1430هـ العدد : 16742
مستقبل التعليم
د. عبدالرحمن سعد العرابي
* في قراءة (متأنية) للتغييرات الأخيرة التي أقرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله، يتضح أنها تأتي في سياق ما يُعرف بالدولة الحديثة العصرية.. وهكذا دولة هي ببساطة متناهية وبدون فذلكات لغوية أو تنظيرات سياسية، دولة المؤسسات.
* فالملك عبدالله يحفظه الله يضع بهذه التغييرات (جوهر) الدولة الحديثة التي تقوم على مؤسسات فاعلة ومتحركة ذات تأثير في البناء المجتمعي بأكمله، وتحقيق تنمية مستدامة فعلية. والتعليم يأتي في قمة هرم هذه المؤسسات، حيث يمثل (حجر) الزاوية لأي عملية تنموية فعلية، ولأي حراك مجتمعي حقيقي.
* صحيح أن مسيرة التعليم في المملكة شهدت منذ بداية تأسيسها (قفزات) كمية ونوعية مؤثرة، بحيث تحول المجتمع السعودي من مجتمع شبه بدائي في معظم كينونته إلى مجتمع متعلم في كل اتجاهاته الأفقية والرأسية.. ولكن ومع التطورات المجتمعية المتلاحقة في العالم بأسره، أصبح من (المحتم) إحداث قفزات أخرى أكثر حداثة وتطوراً ليس في الجانب الكمي فقط بل والكيفي أيضاً.
* وهكذا حتمية تتطلب إعادة النظر الكلية في (مفاصل) العملية التعليمية برمتها من خلال إعادة تأهيل المعلم الحالي، كما إعداد المعلم المستقبلي بما يتوافق وطبيعة المرحلة المقبلة، إضافة إلى إعادة تأهيل المؤسسة التعليمية في إمكانياتها وكفاءتها الوظيفية، لتتحول إلى مؤسسة تعليمية عصرية قادرة على إعداد الطالب والطالبة للمراحل التعليمية الأعلى، والتجاوب مع متطلباتها المعرفية والتأهيلية العليا.
* وثالث أضلاع العملية التعليمية وهي المناهج (فالوقت) يستدعي بكل معاني الضرورة إعدادها بما يتناسب ومفاهيم بناء حقيقي وكينونة فعلية لمجتمع (منتج) معرفياً وحضارياً، فالمجتمع المستهلك إنما هو (رهين) لإرادة الآخرين، والاعتماد الكلي على ما تنتجه عقول خارجية أخرى. وليس من العيب في شيء أبداً إعادة النظر إلى المناهج، بل إن إعادة النظر هي (فعل) طبيعي للمجتمع المتفاعل. فما كان متناسباً مع الأمس ليس بالضرورة أن يكون صالحاً للحاضر، كما أنه بكل تأكيد ليس مناسباً أبداً للمستقبل.
* والإنتاجية المجتمعية الفاعلة والمؤثرة هي التي (تتوافق) مع متطلبات حياة المجتمع الإنساني في تحولاته وتغيراته الجوهرية.
فبالأمس كنا كمجتمع (مبتدئ) في حاجة إلى تطور كما في كل أشكال العملية التعليمية، وهو ما حدث بالفعل ووصل إلى كل أطراف ومراكز الوطن، أمّا اليوم ومتطلبات المستقبل مختلفة كلية فنحن لسنا في حاجة إلى مؤسسات تعليمية وإلى جامعات وهيئات أكاديمية (كوجود) فقط، بل إلى تحويل هكذا مؤسسات وجامعات وهيئات إلى (معامل) حقيقية لتلبية متطلبات التنمية ليس في شقها الأفقي فقط، بل والأهم في تطورها الرأسي لنكون مجتمعاً إنسانياً منتجاً بكل معنى الكلمة، وأن يتحول المجتمع السعودي إلى مجتمع عصري في اعتماده على قدرات أبنائه وإمكانياته الذاتية هو لتحقيق الاستقلالية الفعلية بين الأمم المعاصرة.
* والأمير فيصل بن عبدالله ومعه فريق العمل الجديد أمام (تحدٍّ) ليس بالسهل، بل إن تحدي التعليم هو في ظني (أهم) تحدٍّ يواجه المجتمع السعودي في مستقبله. فكل الحراك المجتمعي اقتصادي وسياسي وصحي وبشري وحياتي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بما يحدث داخل أروقة التعليم، ومدى فاعلية تلك الحركة وانعكاساتها الإيجابية أو السلبية على تطور ونمو المجتمع بأسره. ولا أشك أبداً ومن معرفة بقدرة الأمير فيصل وفريقه الإداري على إحداث النقلة النوعية المطلوبة في مفاصل العملية التعليمية لوضع المجتمع السعودي في مساره الحضاري الصحيح، ولتحقيق أهداف التغيير والتحول التي يسعى لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس