رد: اخبار التربية والتعليم الثلاثاء 29 صفر 1430هـ
المدينة :الثلاثاء 24 فبراير 2009 ميلادى - 29 صفر 1430 هجرى
لسمو وزير التربية والتعليم
إبراهيم علي نسيب
ما زلت أتذكر الأمس والمعلم والفصل والقرية والفقر والتعب الذي كان يحاصر الأجيال الذين يشبهونني في كثير حيث لم تكن أمهاتنا جامعيات عاطلات عن العمل بل كن ربات بيوت وكانت نسبة الأمية 90% وأكثر وما كان والدي يحمل درجة البكالوريوس في الفلسفة بل كان رجلا عسكريا بسيطا وبالرغم من جهامة تلك الأيام ومعاناتهم مع الفقر إلاّ أن حرصهم على تعليمنا كان الهم الأول ولله الفضل ثم لحكومتنا الرشيدة وللأسرة وللمعلمة وللمعلم الذي كان يعشق المهنة ويموت من أجل بناء الأجيال جميل الشكر والعرفان ، المعلم الذي كان مفتاح الرقي في زمن لم يكن يحتاج سوى تلك الأرواح النبيلة تلك الأرواح التي كابدت وتعبت ونتيجة لتلك الاهتمامات قام الحبر والفكر والحب والولاء الصادق في صدور الصغار وترعرع حب المعرفة المصر على هزيمة الواقع الذي تجاوز المألوف لكي لا تكون الأمية قدر الكادحين الذين كان حلمهم لا يتجاوز الحصول على رغيف جاف كما كانت دفاترهم صخرة وأدواتهم محبرة وقلما مدببا ولأنهم كانوا مواطنين مملوءين بحب الوطن كان النجاح حليفهم وكانت النتائج المذهلة ....،،،
• لم تكن مدارسنا معتقة بالرخام بل كانت مباني أسمنتية يابسة إلا أن المدرسة كانت حياة القرية والمدينة وكان النشاط والمسرح والحضور حياة الناس القرويين الذين لا يملكون من الرفاهية شيئا يذكر ولأن النجاح كان هاجس المعلمات والمعلمين المسكونين بحب المهنة غير آبهين بكم يقبضون وعلى العكس كانوا يدفعون للأجيال من جيوبهم ومن حياتهم الكثير المفرح لنصل إلى الاعتماد على الذات ويتنامى العدد من الخريجين والخريجات الذين يحملون الشهادات العليا في التخصصات المختلفة وأجزم أن للانتقائية الدور الأكبر في الوصول للهدف بعكس اليوم الذي حاصر المهنة بتعيين العاطلين عن العمل بطريقة تفتقر للإحساس بالوطن الأمر الذي أرفعه لسمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله مؤملا تبنيه تأكيد الجودة في اختيار المعلمة والمعلم ومنحهم من المزايا ما يحقق لهم أداء المهمة بجودة عالية ....،،،،
• أما وخاتمة الهمزة فهي ليست سوى جملة حزينة تقول .. أن لا قيمة للتعليم حين ينتهي بالقعود في المنزل وهي مني لمن يهمه أمر هذا الوطن الذي اهتم بتعميم المعرفة لكي لا يولد اليأس وتقع الفأس في الرأس ويموت الطموح في صدور الأجيال .....هذه خاتمتي ودمتم.
|