عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2009   رقم المشاركة : ( 5 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية ليوم الجمعة 02 ربيع الأول 1430

المدينة:الجمعة 27 فبراير 2009 ميلادى - 3 ربيع أول 1430 هجرى
رحيل معلم الأجيال الأستاذ عبدالله بن همام المنعمي
عدنان بن محمد أمين كاتب
فجعت دوائر التربية والتعليم بفقد علم من أعلامها ورائد من روادها البارزين الأستاذ عبدالله بن همام المنعمي، ذلك الرجل الفذ الذي كان له أبلغ الأثر في تطوير العملية التعليمية بمنطقة مكة المكرمة كما كان له دوره الطليعي الذي لا تزال بصماته واضحة على التعليم وتطويره من خلال رحلته التعليمية والتربوية التي استغرقت أكثر من أربعين عاما مدرساً فوكيلاً لمعهد المعلمين فمساعداً لمدير عام التعليم بمكة المكرمة.
لقد منح هذا الرجل مهنته كل وقته وجهده وأعطاها عصارة فكره وتجاربه وأنفق فيها زهرة عمره ونضارة حياته فكان يحنو على طلابه ويؤثرهم بالبذل والمساعدة ويسلحهم بالعلوم والمعارف، وواصل عمله بهمة عالية وإرادة صلبة من خلال مهامه التي تقلدها وظل يواصل عطاءه وبسخاء أكثر من أربعين عاماً حتى خلف وراءه إرثاً تربوياً يمثل رصيداً هائلاً للأجيال القادمة، تشهد بذلك تنظيماته الإدارية التي ابتكرها وطلابه النجباء العديدون الذين يعدون بالآلاف وكذلك العاملون معه في كل المواقع الإدارية التي تقلدها. ولم يكن الرجل ليهدأ لحظة واحدة بعد أن أحيل إلى التقاعد فقد واصل أداء رسالته العلمية والتربوية بنفس الحماس والإخلاص والبذل الذي عرف به قبل التقاعد، وحرص على توثيق صلته برجال المهنة ومدرسيها وطلابه ومؤسسات التربية والتعليم، والمنتديات العلمية والثقافية والدينية في أم القرى وغيرها.
ولا تزال ابتسامته الرقيقة ماثلة في ذهني حتى الآن حين استقبلني عام 1390هـ في بداية عهدي بالتدريس كمعلم لمادة التربية وعلم النفس في معهد المعلمين بمكة المكرمة وكان يومها يشغل وكيل ذلك المعهد للشؤون الإدارية، فشعرت بدفء اللقاء وسعدت بحرارة الترحيب وأدركت على الفور أنني سأحظى بعلاقة وطيدة مع هذه الشخصية الفذة التي كانت تحنو على الهيئة التدريسية حنو المرضعات على الفطيم، وتعمل على توثيق عرى المودة والمحبة والتعاون مع الجميع حتى شاعت بينهم روح الأخوة والصداقة التي ترفرف عليها معالم الحب والإخلاص والوفاء.
وكانت هيئة التدريس في المعهد حينئذ تشكل ثلة متميزة من التربويين على رأسهم مدير المعهد الأستاذ عبدالحميد خياط ووكيله للشؤون الفنية الأستاذ منصور سليم الدين منشي ونخبة ممتازة من التربويين منهم الشيخ عمار الطيب، والشيخ داود شمس الدين والشيخ إبراهيم المبارك والشيخ نعمان طاشكندي.. وغيرهم.
ولقد كان لقائي مع هذا الرجل فاتحة خير وبركة لي في حياتي العملية فقد وسعني بحس خلقه، وأسرني بحميد صفاته ووجهني بحسن معاملته وخصني برعايته وعنايته وآثرني بعطفه ومودته فكان موجهاً لي في المهنة وراعياً لمصالحي في الحياة العامة، ومتابعاً لأموري في الوطن أثناء دراستي في الخارج. وعلى الرغم من أن المدة التي قضيتها بصحبته تجاوزت العامين بقليل لكنني استفدت منه كثيراً من الخلال الطيبة أثناء مصاحبتي له في المعهد وخارج المعهد في الرحلات والعطلات والمنتديات الاجتماعية، وظلت علاقتي به -يرحمه الله- قوية حتى الآن.
وقد عرفت عنه الكثير من الخلق العظيم من وفاء وحلم وكرم ودماثة خلق وتعاون صادق مع الجميع وشفافية حقيقية كما كان باراً بوالدته التي توفرت على رعايته وتربيته منذ الصغر حيث توفي والده وهو صغير.
رحم الله شيخنا وأستاذنا عبدالله بن همام المنعمي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجازاه عنا وعن زملائه وطلابه ومجتمعه ووطنه خير الجزاء فقد كان مثال الأخ المخلص، والتربوي الحصيف، والإداري الناجح والمعلم الموجه والناصح الأمين.
و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس