[صقر قريش]

صحيفة اليوم :السبت3-3-1430 هـ العدد :13042
مهنة موؤدة ومهنة محتلة
هند الثميري
كانت ولا زالت جامعاتنا تخرج الأخصائيين الاجتماعيين من كلية الخدمة الاجتماعية، وكنا نعرف الأخصائيين الاجتماعيين عندما كنا طلبة وطالبات في المدارس كما أخبرونا أنهم يساعدوننا في حل مشكلاتنا، واختيار الجماعات ، وتحقيق التوافق بين الفرد وبيئته . ومرت السنوات وصدرت القرارات بتغيير المسميات إلى أن استقر مسمى ( المرشد الطلابي ) على نفس الأشخاص دون تهيئة أو إعداد ، وألغيت التعيينات على وظائف الأخصائيين الاجتماعيين في المدارس ، وضاعت هوية هؤلاء فلا هم أخصائيون ولا هم مرشدون!!الغريب في الأمر أن الإرشاد الطلابي كمهنة استحدثت في ذلك الوقت لم يلتفت إليها بالتعيين والتوظيف بل تم نقل كادر الأخصائيين الاجتماعيين إليها دون الرجوع إليهم حتى أو مشاورتهم وشرح الوضع الحالي لهم ، فلم يعرض عليهم مثلاً الانتقال للتدريس أو الانتقال إلى جهات أخرى أو البقاء حيث هم تحت المسمى الجديد، ولا زال الخطأ بحق هذه المهنة ساريا بتفريغ المعلمين لأداء مهام الإرشاد الطلابي بلا معرفة أو خبرة وخاصة فيما يتعلق بدراسة الحالات الفردية وتقديم الخدمات الإرشادية . ومن العجيب صدور قرارات حديثة بترقيات للإداريات في مدارس البنات على وظائف مشرفات اجتماعيات رغم أنه ليس هناك تعيين عليها ، والأعجب هو عدم تخصص هؤلاء وعدم المطالبة بممارسة مهام المسمى الوظيفي . ويبقى خريجو هذا التخصص بدون تعيين أوفي الميدان يمارسون تخصصا آخر، فمن المسؤول عن هذا الوضع؟ وما الأسباب والإجراءات التي أدت إلى ذلك؟ وهل يعقل تجاهل أهمية هذا التخصص وهو الذي تهتم به جميع الدول في العالم لدعم العملية التعليمية . إن الدور الهام للأخصائي الاجتماعي يستلزم الالتفات ودراسة أهمية تواجده في المدرسة ووضعه ضمن أولويات برامج التطوير التعليمية ،وكذلك بالنسبة للمرشد الطلابي على أن يتم تحديد المهام وتصنيف الأدوار والمسؤوليات والنظر بموضوعية لهذا الأمر فالمرحلة الحالية حرجة وحساسة من حيث التغيرات الاجتماعية والتقنية مما يؤثر على الأجيال القادمة إن لم نتدارك ذلك ، ونضع جل اهتمامنا رعايتهم وتحقيق التوافق والتوازن الفكري لديهم تجاه كل مستجدات العصر . وهذا ما يحفظ حقوق المهنتين اللتين تدرسان كتخصصات معترف بها والتي تم احتلال إحداهما من قبل الأخرى ووأد الأولى وهي حية تنظر يمنة ويسرة وتتساءل هل لازلت موجودة وأستطيع العطاء؟لقد حان الوقت لمناقشة هذا الأمر والنظر له بجديه مع تفاؤلنا بتولي وزيرنا الجديد ونائبيه وتطلعنا للتطوير والتغيير إن شاء الله بما يحسن العمليات التربوية والتعليمية ويعيد الأمور إلى نصابها . .