[صقر قريش]

عكاظ :السبت3-3-1430هـ العدد :2813
المعلم المتميز من يجيد تطبيق الفروق الفردية
المعلم الجهبذ الحذق الذي يقوم برسالته التربوية السامية ويعلم تلاميذه شتى أنواع العلوم والمعارف، ويخرج مقتضاه من الدائرة العلمية إلى الآداب العامة التي يغرسها في آذهان التلاميذ فتبقى راسخة لا تنسى، ويختلف المعلمون من منحى إلى آخر في نشر رسالتهم التعليمية، فمنهم من يتبع طرقا تقليدية من محاكاة علمية والبعض جنح إلى الثوابت التقنية فبرع في استخدام التقنية في التعليم . ومراحل التعليم بجميع مراحلها تحتاج لأكفاء مميزين يجيدون تطبيق مبدأ الفروق الفردية، وفي المرحلة الابتدائية خاصة وتحديدا الصفوف الأولية، لا بد من وجود جرعات مكثفة لهؤلاء المعلمين لكي يطبقوا هذه الفروق بكل صدق ومعيارية ولعل التقويم هو الحل الأنجح لتطبيق هذه الفروق الفردية، ولكن سوء التطبيق يؤدي بالتقويم إلى التهلكة، فهناك درجات لهذا التقويم تندرج ما بين 1- 2- 3- 4 وكل لهذه الدرجات نظام معياري معين . فمن يمنح الدرجة 1 التي تعادل مثابة الاتقان تحسب أن الطالب أتقن جميع العلوم والمعارف والمهارات المقررة في المادة الدراسية (أتقن المهارات الأساسية وغير الأساسية) . بينما الدرجة 2 تعني أن الطالب أتقن الحد الأدنى من العلوم والمعارف والمهارات المقررة في المادة الدراسية . . والحد الأدنى تعني (أتقن المهارات الأساسية وأغلب المهارات غير الأساسية) . بينما الدرجة 3 تعني أن الطالب أتقن 66 في المائة من العلوم والمعارف والمهارات المقررة في المادة الدراسية بما في ذلك مهارات الحد الأدنى تعني (أتقن المهارات الأساسية وبعض من المهارات غير أساسية) . بينما الدرجة 4 تعني أن الطالب لم يتقن معرفة أو مهارة أكثر من علوم ومعارف ومهارات الحد الأدنى المقررة في المادة الدراسية (لم يتقن المهارات الأساسية ولا غير الأساسية) . والمهارات الأساسية أو الحد الأدنى أو المستهدفة يرمز له بعلامة * في سجل التقويم للمرحلة . ولكن المعاناة ما نراه أن البعض يستخدم 1 و 4 وتعني متقن أو مخفق ويستعلي عن استخدام درجات 2 ـ 3، فهذه الدرجتان تعني أن الطالب متفاوت مستواه ما بين الجيد جدا والجيد وليس مخفقا . كذلك على المدرسة العقلانية أن تشعر أولياء الأمور بذلك وتعمل لهم جدولة عن درجات التقويم الدراسي لكي لا يقع الحرج . ومن فضاء التقويم نتجه للتشجيع والحوافز وإعلاء كفاءة الانضباط والأداء وهذه تتسم بفروق فردية من طالب لآخر، لكن المشاع أن هناك فئة لا تعرف كيف يتم تطبيق الفردية على تلاميذ مميزين وغير مميزين، فمظلة الفروق الفردية مظلة واسعة ومتسعة للكثير من الإنتاجية ومعرفة مكامن القوة والضعف، فالمعلم الذي يجيد تطبيقها ومعرفة مخارجها ومداخلها هو معلم متميز .
حمد جويبر - جدة