رفضت طلب الحكومة لإيقاف القضية
العدل الأمريكية تدعم محاميا مؤسسة خيرية سعودية ضد إدارة بوش
خالد علي (سبق) جدة :
طالبت وزارة العدل الأمريكية اثنين من محامي مؤسسة الحرمين الخيرية الإسلامية السعودية ومؤسسة إسلامية اخرى تعمل مع مؤسسة الحرمين مقرها ولاية اوريغون في امريكا ، بالاستمرار في متابعة دعوتهم ضد وكالة الامن القومي الامريكية في قضية التصنت على مكالماتهم الهاتفية ووضعهم تحت الرقابة دون امر قضائي كما تنص عليه القوانين الامريكية بحجة الحرب ضد الارهاب .
ورفض القاضي في محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو طلب الحكومة الأمريكية الذي قدمه الرئيس باراك اوباما بإيقاف نظر القضية لأنها تمس بالأمن القومي الامريكي الا ان القاضي رفض طلبه ، وقال بان القضية يجب ان تستمر وتنظر لوجود مخالفات لقانون التجسس ، واشار في حكم رفض الطلب بان اوباما رئيس الولايات المتحدة الامريكية الا انه ليس فوق القانون وسيعامل كاي مواطن عادي .
ويشير محاميا مؤسسة الحرمين الخيرية السعودية، بانهما يملكان ادلة واثباتات عديدة عن تجسس وكالة الامن القومي الامريكية عليهما وعلى مؤسسة الحرمين والمؤسسة الاسلامية في اوريغون ، وذلك بامر من ادارة الرئيس السابق جورج بوش الابن .
وتعود هذه القضية الى عام 2004 حين اتهمت الحكومة الامريكية مؤسسة الحرمين بدعم الارهاب دون وجود أي اثباتات او ادلة تقدمها وقامت بتجميد ارصدتها البنكية ، وترافع حينها المحاميان عن المؤسسة للإفراج عن أرصدتها وإزالة تهمة الإرهاب ضدها امام القضاء الامريكي لتقوم بعدها وكالة الامن القومي بالتصنت على مكالماتهم الهاتفية .
وفي عام 2005 ، تم الكشف عن برنامج التصنت على المكالمات الهاتفية والتجسس على البريد الالكتروني دون الحصول على اذن قضائي وهو ما اثار موجة احتجاجات واسعة من جماعات الحريات المدنية وأعضاء من الكونغرس .
وفي عام 2007 ، تم التوقف عن برنامج التجسس والزمت الحكومة بضرورة الحصول على اذن قضائي مسبق لهذا الغرض ، ولم يعرف الى الان الجهات التي كانت مستهدفة من هذا البرنامج واسباب استهدافها ، لذا رفضت وزارة العدل الأمريكية في بداية الامر نظر القضايا المرفوعة ضد الحكومة بتهمة التجسس .
وتعد مؤسسة الحرمين الخيرية من أشهر المؤسسات الخيرية الإسلامية السعودية ، تم تأسيسها في مدينة كراتشي الباكستانية عام 1988م.
وأشرف على تأسيسها عقيل العقيل وأصبح مديرا لها إلى أن أقيل بعد اتهام الحكومة الأميركية للمؤسسة بتمويل الإرهاب.
وبلغ عدد موظفي المؤسسة أكثر من خمسة آلاف شخص في أنحاء العالم معظمهم من المتطوعين، وبعد اتهامها بتمويل الإرهاب اضطرت المؤسسة لغلق 14 مكتبا لها وتم تقليص أطرها إلى 250 موظفا.
وفي 8 أكتوبر 2004، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في السعودية حل مؤسسة الحرمين الخيرية، وطلبت من إدارة المؤسسة إغلاق المقار وتسريح جميع الموظفين ، وتم توكيل الهيئة السعودية الأهلية للإغاثة والأعمال الخيرية بتولى القيام بنشاطات مؤسسة الحرمين في الخارج.
ورفع حينها مدير المؤسسة عقيل العقيل دعوى قضائية في محكمة أميركية بواشنطن العاصمة ضد مسؤولين أميركيين من بينهم وزيرة الخارجية "كوندوليزا رايس" ووزير الخزانة الأميركي "جون سنو" ووزير العدل "ألبرتو غونزاليس" بالإضافة إلى "جوان زاراتي" ، ورفضت الإدارة الأمريكية الاعتراف بقانونية رفعه للقضية.
وفي 11 سبتمبر عام 2005م أعلن قاضٍ من المحكمة الفيدرالية بولاية أوريجون الأمريكية إسقاطاً شاملا لجميع التهم الموجهة للمؤسسة .
__________________