مؤسسات تمنع توظيف الفتيات المنقبات بحجة أنه يعوقهن عن العمل
رانيا القرعاوي من الرياض
تجد الفتاة المنقبة طالبة العمل صدودا من بعض الشركات على الرغم من حملها مؤهلات وخبرات ومهارات عمل تفوق أخريات لا يلبسن النقاب، غير أنهن يتمتعن بفرص عمل جيدة في القطاع الخاص.
ولا يشترط نظام العمل الرسمي أي بند يمنع توظيف السيدة المنقبة، بيد أن بعض الشركات تضع أنظمة داخلية غير رسمية برفض العاملة المنقبة بحجة أنه يعوقها عن العمل ويصعب على المسؤول في الشركة معرفتها ـ وفق رؤيتهم.
في السياق ذاته، أكد لـ "المرأة العاملة" يحيى السفياني المستشار القانوني في وزارة العمل، أن نظام العمل لم يتطرق بشكل صريح إلى إجبار الشركات على توظيف المنقبات "لكن السائد أن نظام العمل يتماشى مع عرف المجتمع".
وأبان أنه لا تملك أي شركة الحق في منع توظيف المنقبات إلا في وظائف معينة يكون فيها النقاب عائقا عن ممارستها, كما هو الحال في مذيعة التلفزيون مثلا، ضاربا المثل أيضا في شركات الطيران التي تشترط في توظيف المضيفات ألا تحمل, لأن كثرة السفر تضر المرأة الحامل.
وأوضح المستشار القانوني أن المادة الثامنة من نظام العمل للتوظيف تقتضي أن يكون طالب العمل سعوديا، حائزا المؤهلات والخبرات المطلوبة، وأن يجتاز بنجاح ما قد تقرره المنشأة من اختبارات ومقابلات شخصية، وأن يكون لائقا طبيا فقط تلك هي الشروط.
وبين أن القسم القانوني في وزارة العمل ينظر في الحالات العمالية فقط، وفي حالة رفض الشركة توظيف الفتاة من الأصل فهذا يعني أنه لا توجد علاقة عمالية، لهذا فإن مثل تلك القضايا ليس من صميم عملنا، ولكنه من مسؤوليات قسم التفتيش في حال تقدمت الفتاة بالشكوى.
على الصعيد ذاته، تعمل أربع موظفات منقبات في إحدى شركات التقنية في قسم الكول سنتر، لكن مسؤولا في الشركة نفسها صرح بأنه من الصعب تقبل الناس للمنقبات في وظائف البيع المباشر، وأن توظيف المنقبة ينحصر في الوظائف الإدارية والمكتبية وإدخال البيانات.
وأشار مهند الصوان الرئيس التنفيذي للشركة إلى أن الشركات العالمية والشركات الاقتصادية وبعض المستشفيات وقنوات التلفزيون من القطاعات التي ترفض توظيف المنقبات على الرغم من أن مهارات وخبرات وقدرات الفتاة لا تتأثر بارتدائها النقاب، ولكن الشركات ترفض التعيين بداعي أن المنقبة غير معروفة للمسؤول في الشركة ومن الممكن قيام أي فتاة أخرى منقبة بوظيفتها, ولأنها ترى أن المنقبة لن تنسجم وتشكل فريقا موحدا في بيئة العمل.
وقال: إن منع تعيين المنقبات لا يكون مكتوبا في تعميم مثلا، معتبرا أن للشركة الحق في توظيف من تراه مناسبا لها حتى لو كان يتمتع بمؤهلات أقل، وهذا لن يؤثر في مسار العمل لأن العمل بروح الفريق مع التدريب في رأيه قادر على تطوير الموظف حتى لو كانت مؤهلاته أقل، وفي النهاية فإن كل طرف يختار المجال الصالح له، فالفتاة نفسها قد تستقيل من الوظيفة مستقبلا لأنها لا تتناسب معها.
في السياق ذاته، أوضحت ذكرى أحمد خريجة قسم اقتصاد أنها جاءتها فرصة عمل مناسبة لمؤهلاتها في إحدى شركات المال والأعمال، مضيفة: خلال المقابلة الشخصية سئلت إذا ما كنت ألبس الحجاب أم لا، فأجبت بنعم ولاحظت وقتها امتعاض من تجري المقابلة، وبالفعل لم أوفق في الحصول على الوظيفة رغم تقديري ومؤهلاتي المرتفعة، وبعدها عرفت أن صاحبة تلك الشركة ترفض توظيف منقبات داخل شركتها بغض النظر عن كفاءتهن، موضحة أن هذه إشارة إلى أن رفض المنقبات راجع لقناعة الفرد الشخصية بغض النظر عن كونه رجلا أو امرأة, فالسيدات أيضا يرفضن المنقبات.
من جانبها، قالت منيرة العصيمي خريجة لغات وترجمة، إن طالبة العمل المنقبة ستجد فرص العمل كبيرة في معاهد الحاسب الآلي أو المدارس أو بعض الأقسام النسائية المستقلة. وشددت على أن زميلاتها وجدن فرص عمل جيدة على الرغم من أن تقديرها أعلى منهن، مؤكدة أنها لم تحظ بالقبول لأنها حريصة على النقاب.
__________________