عمالة الرش في برنامج مكافحة حمى الضنك تتقاضى مبالغ مالية..واتهام التقرير الطبي بعدم المصداقية
مكة: وفاة شاب يشتبه في إصابته بحمى الضنك..وذووه يرفعون دعوى قضائية
خميس السعدي من مكة المكرمة
رفعت أسرة المتوفى هاشم قاسم اللاعب السابق في نادي الوحدة رئيس إدارة الحركة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثلاث دعاوى قضائية إلى إمارة منطقة مكة المكرمة والشؤون الصحية في المنطقة ووزارة الصحة ضد مستشفى النور في مكة المكرمة للمطالبة بالتعويض، جراء الإهمال الذي لقيته حالة المتوفي عند تنويمه في طوارئ المستشفى دون الإفصاح عن الأسباب الحقيقية في وفاته، خاصة أن تقرير الوفاة تضمن خمسة أمراض لم يكن يعاني المتوفى قبيل وفاته سوى من أحدها.
وقال لـ"الاقتصادية" سامي قاسم شقيق المتوفى إنهم قاموا برفع شكاوى لثلاث جهات تمثلت في إمارة المنطقة والشؤون الصحية ولوزير الصحة، وأن شكواهم تضمنت التوضيح لنوع الإهمال الذي واجهته الأسرة عندما أدخلت فقيدها للمستشفى، حيث تم تنويم الفقيد يوم الخميس ما قبل الماضي في طوارئ المستشفى في الـ12 ظهراً, واستمر دون عناية حتى وافته المنية عند الساعة الرابعة فجراً من صباح اليوم التالي في غرفة العناية المركزة التي نقل إليها, حسب إفادة الطبيب له بأن الحالة عندما تم نقلها لم يكن يستطيع أن يسعفها لتأخر الوقت.
واستدرك شقيق المتوفى قائلا "إن الكادر الطبي للمستشفى لم يقم بمحاولة إسعاف المتوفى إلا بعد المطالبات العديدة من ذويه بالتدخل، وأن تدخلهم لم يكن إلا عن طريقة تزويد المريض بالمحلول الطبي دون أي إجراءات أخرى"، موضحا أن شقيقه كان بكامل صحته البدنية وكان يمارس الرياضة من خلال لعب كرة القدم في نادي الوحدة إلى ما قبل تدهور حالته الصحية قبل وفاته بثلاثة أيام، وأنه لم يكن يعاني أي أمراض أو عوارض صحية سوى داء السكري الذي كان في بدايته وكان شقيقه يتبع نظاماً للحمية الغذائية بشكل دقيق.
وأضاف سامي قاسم "أن التقرير الطبي لوفاة المريض تضمن خمسة أمراض لم يكن يعاني شقيقه المتوفى إلا من أحدها، وأن تلك الأمراض التي شملها التقرير هي مرض فشل الكبد وتخثر الدم والتهاب حاد في الكبد وفشل في أعضاء الكلى ومرض السكري"، لافتاً إلى أن المستشفى أفادهم بشكل شفهي أن المتوفى مصاب بحمى الضنك الذي يتطلب ظهور نتائج تحاليله الطبية عدة أيام، وهو الأمر الذي لم يذكر ضمن شهادة التبليغ أو شهادة الوفاة.
وشدد قاسم على أنهم يتهمون التقرير الطبي بعدم المصداقية، وأنه جاءهم بمثل الصدمة التي ألمت بهم، ولا سيما أن شقيقهم لم يكن يعاني بعض ما اشتمل عليه التقرير.
من جهتها تحفظت الشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة حيال كشف أسباب وفاة المريض بالرغم من مرور أكثر من أسبوع على وفاته.
وأوضح فائق حسنين الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في العاصمة المقدسة أن التقرير الطبي وتصريحهم الإعلامي ما زال طور الإعداد، وأنهم يستبعدون إصابته بمرض حمى الضنك نتيجة عدم تلقيهم أي بلاغ من المستشفى يفيد باستقبالهم لحالة تعاني المرض، مشيرا إلى أنه من المفترض في وجود حالة مصابة بالمرض أن يتم تبليغ الطب الوقائي، وهو الأمر الذي لم يتم مطلقاً.
وأفاد حسنين أنهم ما زالوا ينتظرون الحصول على التقرير الطبي من مستشفى النور الذي لاقي فيه المريض منيته، مؤكدا أن حي ريع بخش لم تسجل منه أي حالة مصابة بحمى الضنك، وأن ما يتم تداوله في الأوساط لم تثبت صحته.
وكانت "الاقتصادية" قامت بالاتصال على الدكتور خالد مرغلاني الناطق الإعلامي في وزارة الصحة عدة مرات، حيث لم يقم بالرد على الاتصالات، ويغلق المحمول الخاص به، وليبقى السؤال حائراً هل ما يتردد في أوساط الأهالي في مكة من انتشار للمرض صحيح أم مجرد شائعات يتم تناقلها فقط دون حقائق علمية؟.
وكان صالح عزت مدير عام النظافة في أمانة العاصمة المقدسة كشف في تصريح سابق لـ "الاقتصادية" أن 20 عاملاً من إدارة النظافة تمت الإطاحة بهم ومعاقبتهم وترحيل بعضهم، بعد أن تم اكتشاف محاولتهم وتقاضيهم مبالغ مالية من ملاك المنازل، نظير قيامهم بعمليات الرش المنزلي لمكافحة بعوض حمى الضنك، مشيرا حينها أن الترحيل لبعض العمالة جاء بعد أن تكرر رصد المخالفات عليهم ولم تجد معهم وسائل العقاب.
__________________