رد: التربية والتعليم ليوم الآحد 4/3
صحيفة اليوم:الاحد 4-3-1430هـ اللعدد:13043
من ثقافة الحوافز لمعركة المستويات!!
مشاري بن صالح العفالق
لاصوت يعلو فوق صوت معركة (تعديل المستويات).. شعار يرفعه عدد من المعلمين منذ إعلان خادم الحرمين الشريفين دراسة تعديل مستويات المعلمين المعينين في مستويات أدنى من استحقاقهم نظراءهم زمن طفرة الثمانينات.بالطبع كغيري أتفهم قضية هؤلاء المعلمين و هي قضية تستحق الدراسة وهو ما تم بالفعل وبتوجيه من الملك عبدالله حفظه الله ومن منطلق اهتمامه ومتابعته لقضيتهم..تلك القضية مع تأييدي ولو عاطفيا لأصحابها من إخواني وأحبائي وهم كثيرون في السلك التعليمي واعتقادي بأهميتها، هناك من أقحمني في أتون قضيتهم دون أن أكون طرفا في معادلاتها الحسابية.المسألة باختصار أن مقالي المعنون (مجلس الشورى وثقافة الحوافز) أثار ردود أفعال كبيرة ومتضاربة خاصة في أروقة المعلمين ويبدو أن هناك من ربط رسالتي إلى مجلس الشورى بإشاعة ثقافة الحوافز مع ازدياد عدد المنح التي يدرسها المجلس دون أن تكون مربوطة بهدف يحققه المواطنون ويكون ذلك الهدف منسجما مع هدف استراتيجي معلن.دعونا نسافر إلى البلدان الأخرى حتى لا يعتب علينا أحد، دولة مثل ماليزيا قررت أن تنتقل في سلم الحضارة من بلاد تصنف في المرتبة الدنيا من حيث الفقر والإنتاجية إلى بلاد من طراز الدول العظمى اقتصاديا من البديهي أنها وضعت ذلك الهدف البعيد المدى وحددت خططا وفق آليات متاحة للوصول لذلك الهدف العام ولنقل إن من أهم تلك الخطط هو إصلاح نظام التعليم فماذا سيحدث؟أفترض أن أول قرار يلي إعادة النظر في المناهج وتحديث وسائل التعليم، رسم هدف لكل المعلمين يُفضي إلى تحقيق الهدف العام والإستراتيجي للبلاد ويتم تقييم المعلم وفقا لقدرته على تحقيق الهدف المناط به وبالتالي يستحق ترقيته وزيادة راتبه زيادة جوهرية ذلك أني أعتقد من باب العدالة عدم مساواته مع المعلم المهمل وغير القادر على ترجمة عمله بما يضيف للمصلحة العامة.ربما لو أعدنا النظر فيما اصطلح على تسميته الطفرة الأولى قبيل التسعينات الميلادية وعلى مستوى دول الخليج العربية لوجدنا أن المنح سبقت الحوافز في سلم الأولوية وذلك كمطلب مشروع لتحقيق الرفاهية العاجلة إلا أن نتيجة ما قد لا تكون محفزة لتكرار التجربة إذ إن أجيالا من الشباب الخليجي بات اليوم لا يتطلع لحوافز بقدر اتكاله على تغيير مفاجئ قد ينقله من حال إلى حال دون أن يبذل جهدا أو يحقق نجاحا.أنا لا ألوم من يدرسون القرارات بل وأتعاطف مع تطلعاتهم لإعطاء مواطن هذه البلاد أكبر قدر ممكن في إطار موازنة كبيرة كالتي أعلنت هذا العام، وأعلم مدى وجود حاجات عاجلة نتطلع جميعا إلى أن تسد خاصة لمن هم في فاقة وحتى دون أية اشتراطات وذلك من منطلق مسئوليتنا الاجتماعية فضلا عن كونها من صميم الأهداف الملحة.لكن هذا كله لا يتضارب جملة وتفصيلا مع ضرورة الحرص على إحياء روح العمل و المساهمة بفاعلية في رفعة الوطن من خلال حزمة مدروسة من الحوافز..و لا أزال طموحا في أن تجد رسالتي مكانا للدراسة في مجلس الشورى خاصة مع التعديل الأخير والذي لاقى ترحيبا وتفاؤلا في الأوساط الإعلامية والشعبية.وأخيرا همسة لإخواني المعلمين: أتمنى أن تكون اللجنة الوزارية المشكلة لحل معاناتكم مع مستوياتكم الوظيفية مدخلا لتحسين أوضاعكم ، وأكثر من ذلك أتمنى إنصاف المجتهدين منكم بمزيد من التقدير وعدم مساواة المجتهد بالمهمل.. فحتى مع أحقية الله في توحيده بالعبادة كونه الخالق وحده وضع سبحانه جملة من الحوافز و العقوبات تحاكي خلجات النفس البشرية وتدفعها للإنجاز
|