الجزيرة:الثلاثاء 06 ربيع الأول 1430هـ العدد:13305
نحو هيكلة تعليمية متقدمة
فهد بن علي الحماد
إن المتأمل للتاريخ الذي عاشه المعلم خلال القرون الماضية ليعلم أن المعلم له قدره الكبير ووضعه الاجتماعي المرموق في المجتمع، حتى أن النظرة السائدة للمعلم في المجتمع قديماً تقول: قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا، لكن ذلك القدر وتلك الهيبة للمعلم ذهبت أدراج الرياح فلم يعد التلميذ يحترم أستاذه ولم يلق الأستاذ للتعليم قدراً لخلل إداري ونظامي واجتماعي جرأ الأول (التلميذ) وقاعس الثاني (المعلم)، وأصبح المعلم يتندر به في المجالس والكاركتير وبعض القصص والروايات وفوق ذلك يكفي المعلم نصبا وتعبا ذلك النصاب المتعب خلال سنين وتلاميذ كثر متعددي البيئات والفروقات العقلية والبيئية كغني وغبي وذكي وفقير، فكم من معلم متقاعد داهمه التعب من أولئك الصبية المشاكسين المزعجين وذلك النصاب الأربع وعشرين حصة فلو كان المعلم آلة لتعطلت، فالنظام يريد من المعلم عند خطأ الطالب المتكرر وسيئ الخلق أن يطبق المعلم فمه ويكف يديه ولو بشيء غير مبرح؛ لذلك عانى المعلم التعب والملل حتى الوضع العام لنظام الأسئلة والنجاح ساعدا على الحالة التعليمية والتربوية التي نعايشها، فليت الذي يصنع القرار عاش في فصل من الفصول لمدة حصة واحدة لا اقول سنة لعرف ماهية التعليم وصعوبة التربية العلمية، فينبغي أن يصوغ الأنظمة التعليمية المعلم الذي في الميدان وعاش التجربة والخبرة لا أصحاب المكاتب التنظيريين وليسوا معاييشين للمجتمع المدرسي والطلابي والميدان على حد سواء، فيا حبذا لو اعيدت هيكلة الاستراتيجيات عامة في التعليم بداية من الأنظمة والقرارات ومرورا بالطالب وطريقة تعليمه النظرية التلقينية والمعلم ونصابه والنظام الموكل إليه ونهاية بالمنهج والمبنى المدرسي، بل نطمع بمستوى تعليمي تربوي يلحقنا بمصاف الدولة المتقدمة بل يجعلنا في الركب الأو