رد: أخبار التربية والتعليم والمقالات الثلاثاء 6/3
صحيفة اليوم:الثلاثاء 06 ربيع الأول 1430هـ العدد:13045
لو تكلم المعلم لقال ..... !
هاني آل ملحم
بين ماهية المعلم وفضله ودوره ومكانته وحقوقه وهمومه وأشجانه كتب الكثير ، ولكن عن رثائه نجد الشاعر محمود غنيم الذي لم يبالغ حين قال في رثاء ووصف حال كل معلم : وعلى لسان
فمن كان يرثي قلبه لمعذّبٍ فأجدر شخص بالرثاء المعلّم
على كتفيه يبلغ المجد غيره فما هو إلا للتسلق سلــم
ندرك أن الرسالة التعليمية الكبرى المناطة على عاتق المعلم والتي نعتها ابن الجوزي رحمه الله فقال : « هي مهمة العلماء والأنبياء» هي في حقيقتها مسؤولية مشتركة تسعى حكومة خادم الحرمين الشريفين دائما على الارتقاء بها وتطوير كوادرها وأدائها والاجتهاد لتمكين المعلم من متطلباته لكن لقاء واحدا مع أحد المعلمين يمطرك بسيل من الهموم والشكوى المتنوعة والمتفرعة التي لا تنتهي ، فلغة التذمر والإحباط هي السمة الغالبة على المعلم لاسيما في ظل الأزمة المالية التي أمطرت سماء حياته بالديون من جهة ، والتغرب من الجهة الأخرى ، وسوء تقدير حاله وأوضاعه من الجانب الآخر ، فالميدان التعليمي الواقعي داخل المدرسة يقول للمعلم _ اجتهدت أم لم تجتهد لن يثمّن جهدك أحد _ لذا فالغيوم السوداء المحاطة هي الأقوى في جّر المعلم إلى مزيد من التذمر وعدم أخذ الأمور بالجدية والمسؤولية التي وّكل بها ولسان حاله _ مش شغل _ .ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هل أركان العملية التعليمية الأربعة متوافرة لحل مشكلة التعليم والمعلم ؟ فالإدارة ، والمنهج ، والمعلم ، والطالب هما أركان العملية التعليمية المهمة التي يثمر بها الخراج العلمي والتربوي إذ الإخلال بواحد منها تأثيره الواضح على البقية ... كما أني أرى أن المبنى المدرسي وإمكانياته المتوافرة به ركن خامس ورافد ضروري من الطبيعي أن لا ينبه عليه ولكن الواقع نبه وصرخ وراسل لحل مشكلته كثيرا حتى مّل .والمتواجد داخل العملية التعليمية يجد أنها ما زالت تأخذ صورة نمطية أو رسمية تتمثل في عرض الدرس وأبعاده ، فيتلقاه الطالب على مائدة جافة ومملة ، فتصبح المادة بلا روح أو إبداع ، فالمدرس عندما يقدم بعض الأنشطة التي تساعد على فهم هذه المادة يزول هذا الجمود، فمدرس مادة التاريخ مثلا لو عرض للطلاب جمع طوابع البريد فيمكنه من خلال تلك الفكرة التعرض لذكرى تخليد عظيم ولأحداث ومناسبات وطنية مهمة ، ولعصف ذهن الطالب لأفكار تربوية وفكرية متعددة والحقيقة أن المعلم من أجل أن يؤدي دوره الريادي يحتاج أولا لاعطائه حقوقه التي ينتظرها والاهتمام بمشاكله التي تضغط وتؤثر وتعيق دوره التعليمي ، كما أن تحفيزه الدائم ، وفي المقابل تطوير مهاراته وعلومه ومساعدته لارتقاء أدائه الصفي واللاصفي هو ربما كان من شجونه لو تكلم .
|